هاشمي رفسنجاني (2)
الإنسانية تنتفض ضد الفاشية الإسرائيلية
قطاع غزة، كما هو معروف، محاصر منذ يونيو ,2007 براً وبحراً وجواً، حيث تسد إسرائيل كافة منافذ القطاع الحدودية معها، فيما تحكم مصر سيطرتها على المنفذ الآخر للقطاع على العالم وهو منفذ رفح الحدودي مع مصر.
ويشمل الحصار الإسرائيلي على القطاع منع وتقنين دخول المحروقات والكهرباء والسلع ومواد البناء ومنع الصيد في عرض البحر. علماً بأن إسرائيل قامت عدة مرات، آخرها قبل حوالي أسبوع، بقصف مطار غزة الدولي الذي هو المطار الوحيد في القطاع، رغم أن مبنى ومدرج المطار مدمران بالكامل بواسطة الطائرات الحربية الإسرائيلية.
السؤال الآن: كيف قُيِّض لإسرائيل أن تنجح في فرض هذا الحصار الإجرامي طوال هذه المدة من دون أن تلقى أية إدانة دولية جادة ترقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية، من حيث تحويلها مدينة غزة إلى سجن محكم الإغلاق تتحكم في منافذ الدخول والخروج منه؟.
إنها نجحت في ذلك بفضل التواطؤ الغربي والسكوت الإقليمي على جريمتها. ولمَّا لم تتعرض لأية ضغوط تدفعها لفك هذا الحصار فما الذي يجبرها على فعل ذلك!
ولكن مهندسي جريمة الحصار ومنفذيها الصهاينة والمتواطئين معهم إذا كانوا قد ضمنوا مواقف الحكومات في الغرب وفي الشرق فإنهم لم يتنبهوا على ما بدا حتى الآن، لما يمكن أن تؤول إليه حالة النهوض السلمي والإنساني الكوكبي لحركات وتحركات منظمات المجتمع المدني عبر العالم والتي أثبتت بانتفاضتها الإنسانية ضد جريمة الحصار الجماعي، أن الإنسانية لم تمت وأن ضميرها مازال ينبض بالحياة وبقوة لم يتوقعها المجرمون الوالغون في دماء ومعاناة وآلام ضحاياهم المحاصرين داخل السجن الرهيب.
ولذا فإن الوضع المزري تحديداً الذي وضع المحتل الإسرائيلي سكان القطاع فيه هو الذي حرَّك ضمير منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ماكسويل غيلارد ودفعه لنعت هذا الحصار الإجرامي بأنه ‘اعتداء على الكرامة الإنسانية’.
وكانت منظمات المجتمع المدني ومنظمات الإغاثة الإنسانية في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط قد بدأت في اتخاذ إجراءات عملية لكسر هذا الحصار اللاإنساني من خلال تنظيم قوافل إغاثة إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر. وقد نجحت هذه الحملات سواء في توصيل المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المحاصرين أو توصيل الرسالة الإنسانية التي تستصرخ الضمير العالمي بتسليطها الأضواء على هذه المأساة الإنسانية العظيمة.
الأهم من كل هذا أن نشطاء حملات التضامن مع سكان القطاع المحاصرين قد نجحت في تحويل طبيعة المواجهة من مواجهة إسرائيلية فلسطينية (غزاوية إن شئتم) إلى مواجهة إسرائيلية دولية، بعد أن نجح منظمو حملات كسر الحصار في خلق أوسع تمثيل دولي منخرط كلياً في أنشطة الحملة، فضلاً عن زيادة أعداد المشاركين في قوافل نقل المساعدات إلى القطاع المحاصر وكسر الحصار المفروض عليها.
الأمر هذه المرة اختلف بعض الشيء، فلقد اختارت تركيا أن تتصدر المشهد هذه المرة وأن تكون مركز الثقل الرئيسي في حملة التضامن العالمية مع المحاصرين داخل قطاع غزة. فكانت المشاركة في غالبيتها تركية، وكانت الموانئ اللوجستية لانطلاق أسطول قافلة الإغاثة التي سميت بقافلة الحرية، موانئ تركية، وكانت أكبر السفن التي استوعبت ونقلت المشاركين في حملة التضامن الدولية، سفينة تركية (مرمرة). وكانت المنظمات الإغاثية التركية في مقدمة منظمات الإغاثة المنظمة للرحلة.
هي إذاً رسالة تركية بالغة القوة والتحدي للصلف والغرور والعنجهية الإسرائيلية. لقد أراد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يمرغ إسرائيل أخلاقياً في الوحل. فهو يدرك، كسياسي يتمتع بدهاء واضح، أن إسرائيل لن تحتمل هذا العرض الإنساني الدولي لقوة التضامن الذي تم حشده من حوالي 42 بلداً والذي حُرِص خلاله على أن يشمل نشطاء من ذوي ثقل واعتبار سياسي ونيابي وأكاديمي عال.. وأنها سوف تستخدم القوة الباطشة، على جري عادتها، للهجوم على السفن التي أقلت الناشطين الدوليين، الأمر الذي سيجعلها عاريةً تماماً أمام الرأي العام العالمي الذي أصبح الوصول إليه أسهل من عبور الشارع في الناحية المقابلة.
وهذا ما حدث بالفعل، فلقد نفذ الإسرائيليون تهديداتهم بالهجوم على سفن الإغاثة الإنسانية المتجهة إلى غزة واقتيادها إلى ميناء أشدود، حيث حوّل الجيش الإسرائيلي المكان الذي كانت تبحر فيه سفن أسطول الحرية، وهو مكان يبعد كثيراً عن المياه الإقليمية الإسرائيلية (على بعد حوالي 60 كيلومتراً من الشواطئ الإسرائيلية بينما تبلغ مسافة المياه الإقليمية حسب القانون الدولي حوالي 15 كيلومتراً أو 12 ميلاً بحرياً) حولته في ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين 31 مايو إلى ميدان معركة حقيقية استخدمت فيه إسرائيل الطائرات العمودية والسفن الحربية والزوارق الحربية السريعة وقوات الكوماندوز، لترتكب بذلك مجزرة بشرية جديدة تضاف إلى سجل مجازرها الحافل، حيث ذهب ضحية هذا الهجوم الهمجي على الناشطين المدنيين العزل تسعة قتلى وعشرات الجرحى قبل أن تقتاد السفن المختطفة في أعالي البحار على طريقة القراصنة، إلى ميناء أشدود وتودع المشاركين سجونها.
ربما يكون القادة الإسرائيليون الذين لم تنقطع اجتماعاتهم المافيوية منذ الإعلان عن تدشين حملة التضامن الجديدة لبحث الطريقة الإجرامية المناسبة للتصدي لحملة التضامن الدولية الرامية كسر الحصار المفروض على غزة، ربما يكونون أرادوا من استخدام هذه الوحشية ضد المشاركين في الحملة، رد الرسالة إلى الأتراك ومن خلالها إلى كل الجهات والمنظمات الإنسانية الدولية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، بأن مصير نشطائها إن فكروا ثانية في تكرار المحاولة لن يكون بأفضل من المصير الذي انتهى إليه مصير المشاركين في حملة أسطول الحرية.
إنما الذي سيحدث عكس ذلك، فالحملة جذبت الانتباه العالمي الآن إلى جريمة الحصار وبشاعتها، ولذا فإن المتوقع أن يزداد ويتسع نطاقها على غرار ما حدث للحملة الدولية المناهضة للحرب الأمريكية ضد العراق.
بالأمس، وتحديداً في 23 أغسطس 2008 نجح 44 متضامناً دولياً ينتمون إلى 17 دولة في ارتياد البحر على متن سفينتين أسموهما ‘غزة حرة’ و’الحرية’ وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة لأول مرة، حيث انطلقت السفينتان من قبرص يوم 22 أغسطس محملتين بالمساعدات الإنسانية، ووصلتا إلى القطاع بعد أن واجهتا تهديدات من الإسرائيليين وألغاماً بحرية زرعوها في طريق إبحار السفينتين فضلاً عن التشويش على أجهزة اتصالات السفينتين قبل أن تغادر القطاع يوم 28 سبتمبر.
هذه المرة ارتفع عدد السفن إلى خمس وكان يمكن أن يكون أكثر، وزاد عدد المشاركين في الحملة إلى حوالي 680 متضامناً، وارتفع عدد الدول التي ينتمون إليها إلى 42 دولة.
بهذا المعنى، وبهذه الإدانات الدولية الواسعة للهجوم الهمجي الإسرائيلي على سفن الإغاثة الإنسانية، وهذا الزخم الإنساني الذي ولدته حملة التضامن الدولية لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، يمكن القول إن الإنسانية إذ تنتفض ضد الفاشية الإسرائيلية المتمادية، فإنها تكون قد هزمت هذه الفاشية أخلاقياً ومعنوياً وسياسياً أيضاً.
صحيفة الوطن
6 مايو 2010
هاشمي رفسنجاني(1)
عن الانتخابات القادمة
سأل احد الاصدقاء وهو يتحدث عن الانتخابات النيابية والبلدية القادمة .. ماذا تتوقع؟
قلت له: اغلب التوقعات والتكهنات تشير الى فوز الكتل الاسلامية والسبب لا يعود فقط الى هذه الكتل التي تستغل دور العبادة لاهداف انتخابية وكذلك العمل الخيري، وانما يعود ايضاً الى التيار الديمقراطي الذي ومن المؤسف الى الآن لم يعمل بشكل متجانس وفق رؤية واضحة، والادهى من ذلك انه لايزال يعول على مساندة القوى الدينية المعارضة، في حين ان هذه القوى لها حساباتها السياسية والحزبية التي لا يمكن ان تتنازل عنها، اي بالعربي الفصيح رغم كل القواسم المطلبية المشتركة معها فان هذه القوى لا تقبل في دوائرها الانتخابية مرشحاً مخالفاً لها فكرياً وسياسياً.
قال: كثيراً ما نسمع عن تذمر الناس من اداء النواب ومن الكتل الاسلامية السياسية تحديداً لان هذه الكتل كانت وعودها اكثر من انجازاتها وبالتالي ألا تعتقد ان هذا التذمر قد يغير بعض الشيء من تركيبة المجلس القادم؟
قلت: ربما يحدث ذلك ولكن يعتمد على مدى قوة تحالف التيار الديمقراطي مع التجار والشخصيات الوطنية والليبرالية المستقلة ومن هنا ولطالما السياسة فن الممكن، فالممكن هنا هو هذا التحالف الذي ولمصلحة الدولة المدنية والتحديث والتطوير يجب ان يحدث.
قال لي: التجار الذين تتحدث عنهم لهم مصالحهم الخاصة ومن المؤكد ان نشاطهم كنواب يخدم هذه المصالح.
قلت: هذه حقيقة وتقاطع المصالح تفرض عليك هذا النوع من التحالفات على الاقل في الظروف الحالية التي تتعرض فيها الدولة المدنية للخطر او من غير ذلك ما العمل؟
اذن ليس هناك شيء اكثر اهمية من ترتيب البيت الديمقراطي المتصدع والشيء الآخر الذي لابد من التفكير فيه هو التحالف مع قوى الحداثة وهناك تجارب كثيرة ينبغي الاستفادة منها.
قال صاحبي: لم تشر لا من بعيد ولا من قريب الى تذمر الناس من النواب.
قلت: على صعيد تجربة الناس مع النواب والبرلمان عموماً يمكننا القول ان التذمر الذي تسمعه هنا وهناك من اداء النواب له مبرراته لان الناس كانت تطلعاتهم اكبر بكثير من المكاسب التي تحققت، وخاصة تلك التطلعات التي لها علاقة بتحسين ظروف حياتهم المعيشية، ومع ذلك لا يمكن ان تراهن على الاقل في هذه الفترة على هذا التذمر لماذا؟ لان التذمر الذي تتحدث عنه ربما قد يتبخر ويتلاشى خاصة عندما يستغل المرشحون حاجة الناس، وهذا ما حدث عندما لعب المال السياسي دوراً كبيراً في شراء الاصوات والذمم والكل يعلم ان شراء الاصوات اتخذ اشكالاً مختلفة كالهدايا ودفع فواتير الكهرباء وشراء «الماچلة» والاجهزة الكهربائية من مكيفات وثلاجات، فضلاً عن المبالغ «الكش» والكل يعلم ايضاً كيف كانت الصناديق الخيرية واجهة لمرشحين انتفعوا منها في كسب الاصوات مثلما انتفعوا من المراكز العامة وهذا يا صاحبي الفساد بعينه، وحول هذه المشكلة اضفت، يقول احد المتخصصين: ان اساءة استعمال المال في السياسة تترتب عنها مشاكل كبيرة للدول الديمقراطية لان ذلك يهدد القوانين القاضية بالمساواة والعدالة وفي التمثيل الصالح ويؤدي الاداء المشوّه للاحزاب السياسية وللافراد حين اساءة استعمال المال الى انعدام الثقة بالمجالس السياسية وبالنشاطات التي تقوم بها.
قال صاحبي: ما رأيك فيما يتردد اليوم ان نسبة التصويت في الانتخابات القادمة سوف تتراجع بسبب البرلمان «ما سوى شيء».
قلت له: المشكلة لا تكمن في الناس البسطاء وانما تكمن في بعض النخب السياسية التي لاتزال لم تفرق بين الاداء النيابي الذي لم يوفق بالشكل المطلوب على صعيد الرقابة والتشريع وبين اهمية وجود سلطة تشريعية منتخبة تمثل الارادة الشعبية، ينبغي ان تأخذ دورها المستقل لاعتبارها ركناً مهماً من اركان الديمقراطية.. كيف تطور هذه المؤسسة او هذه السلطة، هذا موضوع آخر وبالتالي ان التذمر الذي تحدثنا عنه سلفاً يجب الا يدفعنا الى العزوف عن التصويت والمهم هنا هو لمن نصوت؟ ولماذا ندلي باصواتنا لمشرحين كثر الحديث عنهم عندما كانوا نواباً بانهم «ما سوو شيء» ولماذا لا نعيد النظر فيهم ونبحث عن مرشحين اكفاء لا تحركهم المصالح العقائدية التي اضرت بالحريات العامة والشخصية وبالاستثمارات والتنمية والحياة المدنية عموماً.
صحيفة الايام
6 مايو 2010
تركيا مستقبلٌ مرئي للمسلمين
مـَـجـِـيـْــدُ الــوَطـَـن…!
مـَـجـِـيـْــدُ الــوَطـَـن…!
(إلى مجيد مرهون)
هــنـــا…
هــا هــنـــا…
فـي حــنــايــا أوالْ
ودفء الــجـــراح ِ…
سحــابــة ُُعــهــد ِنــخــيــل ِالـــمــحــــنْ
وبــحــرُ حـِـداد ِ ورود ِالــوطــنْ
يـمـرُ الـمسـجّـى وقـد غـسّـلــتـه بـمــاءِ ِالـنـشـيــد ِ…
عــيـــونُ الشـجــــنْ
وتـحـمـل خـفـق الـوتـيـن أكـفُّ الـصـدور ِ
لـتـودعـه رمـلـهـا الـمُـفـَتــدىِ
يــــنــــــادون :
إبــن ُ( الـعــدامــة ) حَــنّ ْ
إلـى تـربـة ٍ قـد نـمــا فـوقـهــا…
تــولــّـّدَ مــنــهـــا…
وعــاش عـلـيـهـا…
مـديــداً وصــال ْ
وسـافــرَ فـيــهــا…
إلـيــهــا…
ومـنـهــا ..عـلـيـهــا..إلـيـهــا…
بـعـشـق ِالـمََـشـوق ِ إذا مـا يُـِجَـــن ْ
و شـبَّ عـلـى عـشـق ِشـمـس ِالــدروب ِ
ومــســـرى ( جــتــــوب ْ)
ومـن حـلـم ِأرغـفــة ِ الـنــاس ِ…
مـن قـاعــهــا الـمـسـتــنــيــر ِ
يـحـثُّ الـخُـطـى نـحـو فـجــر ٍأثـيـــر ٍ
يـخــوض ُ الـنـــزال ْ
فـأمـطـرَ مـن عُـمـره ِ ديـــمــة ً…
لـيـسـقـي بــذارَ(جــتـــوب ِ) الأمــانـي …ْ
بـنــزف ِ الأغــانـي ْ
ويــرمـي حـجــارة َ وعـي الــفــنــــون ِ…
عـلـى بـركـة ٍٍمــن خـنــوع ٍ مـحــال ْ
قــيـــامـــا ً تــصــدّى…
لــمــن قـــد تــعــــدّى
بـسـجّــيــلــه غــارة َ الــبــوح ِ شـَـن ْ
وفــلّ الــحــديــدُ حــديــد الإحــن ْ
فـعــاش َ( جـــدا ) والـظــلام َ الـمـَخـُـوف …
يُــكــابــدُ أصــفــاد َلــيــل ِالـمــحــن ْ
هــنـــا …
هــا هــنـــا…
يـصـطـفـيــه الـخـلــودُ
و يـروي عــن الـفـخــر ِدومــا ً وعــن ..ْ. …
ويـهـفــو مـنــارُ نـجــوم ِ الـرفــاق ِ…
إلـى الـقـمــِر ِالأحـمــر ِالـمُـفــتـَـتــَـن ْ
هــنـــا…
هــا هــنـــا…
حـيــث قـلــبُ الـرفـيــق ِ
وعـــزم ُ الـرفـيـــق ِ
و صــدق ُ الـرفـيــق ِ
هــنـــا …
هــا هــنــا…
سـِـرّنــا الـمـُـؤتـَمـَـن ْ
ســـلام ٌ عـلـيـــك َ…
عـلـى أصـغــريـــك َ…
عـلــى نــاظــريــك…
عـلـى سـاعــديـــك َ…
مــجــيــــد الــوطـــن ْ
عبد الصمد الليث
17مارس 2010 م
تـحـت َسـمـاء ِالـطـُفـُولــة…!
تـحـت َسـمـاء ِالـطـُفـُولــة…!
فـؤاد ُالـمـشـوق يـجـيـل الـنـظـرْ…
يـنـاديـه سـهـد ُالـمُـعـَـذ َب ِ…
يـومـئ بـالـصـبـر ِعـشـقٌ نـَضـَح ْ
نــعــمْ :
لـلـبـراعـم أحـلامـهــا…
بـصـوت الـمــرايـــا…
وطــعــم الــهــدايــا…
وكـالأرض ِعـطـشى…
تـنــادي سـحـاب َالـوصــال ِ…
وصـيـف ُالـمـواعـيـد ِبـالـغـيـث ِشـحّ ْ
نــعــم :
فـي هـجـيــر الأســى…
تـعـرّت ظـهـورُالـطـفــولــة ِ…
حـيـن اسـتـبـاح جـفـافُ الـنـوايــا…
عــذوق َالـفــرح ْ
وحـيـن اسـتـراح جــرادُ الـبـلايــا…
عـلـى روضـة مـن غـصـون الـمـرح ْ
وحـيـن الـمـتـاح ُبـفـخّ الـمـنـايـــا…
وعــذر ِالـبــرايـــا…
أســال الأمــانــــي…
بـحـيـث نـجـيــع َدم ِالـزاكــيـــات ِ…
عـلـى خــدّ ورد الــحــنـايــا سَـفـَـح ْ
ويُـصـطـادُ طـفـلٌ بـكـفــّّي أبـيـــه ِ…
ومــرســى ذويــــه ِ…
فـفـي الـجـهـر ِلاءُ الـهـضـيــم ِاتـضـح ْ
ومـسـتـنـقــع الـضـيــم ِ…
يـغـشـاه دودُ الـسـرايـــا
وغــيــمُ الــمـــرايـــا…
يـلـفّ تـواريـخ َجــذر ٍكــدح ْ
ولـكـن فـعـل الـثـبـات ِالـســؤال…
وجـمـرالـفـعـــــال…
سـيـبـقـى عـصـيـــّاً…
وعــوداً نــديــــــــّاً…
لـيـمــلأ بـالـسـلـسـبـيــل الـقــدح ْ
سـيـبــقــى…
ســيــبــقــى…
ويــبــقـــــــى
عبد الصمد الـلـيـث
1 يونيو 2010م
العالم أحمد زويل ودعوته الحضارية لعالم متخلف
ضمن منتدى الإعلام العربي التاسع، الذي عُقد في دبي مؤخرا، جاءت دعوة العالم المصري الدكتور (أحمد زويل) والمشارك في هذا المنتدى، إلى “مشاركة العرب في صناعة التقدم العلمي والمعرفة وعدم الاكتفاء بشراء التقنيات”.. كما ان دعوة هذا العالم والحائز جائزة نوبل للكيمياء، قد أصابت كبد الحقيقة، وخاصة انها صادرة عن عبقري فريد ومميز، اعتمدت السياسة الأمريكية في الولايات المتحدة استشاراته العلمية والتكنولوجية.
ولكون صاحب هذه الدعوة، قد سعى الى النهوض بالوطن العربي تعليميا وعلميا وتكنولوجيا وإعلاميا وإنسانيا، استوجب الإيمان بهذه الدعوة بحقائقها ومفاهيمها حضاريا وأخلاقيا وعقلانيا وديمقراطيا.
ولكن يبقى القول المؤسف بهذا الصدد ان هذه الدعوة المخلصة، ومثيلاتها من الدعوات السابقة، تظل عادة مغيبة بمزيد من التجاهل والتهميش، من قبل أنظمة عربية قد بلغ بها التخلف بجميع أشكاله، أقصاه، بل حتى النخاع.. طالما الوطن العربي بأسره، قد عُرف بإبراز معالم (الدولة القطرية) التي لم يتجاوز عمرها منذ استقلالها الوطني، سبعين عاما، هي فترة قصيرة.. ورغم قصر هذه الفترة، فانها اتسمت بالكثير من الانكسارات والنكسات، ذلك بخضوع الوطن العربي تحت طائلة مظاهر التشرذم والهزائم والتمزق والحروب الأهلية محليا، مثلما اشتعلت الحروب الحدودية ما بين هذه الدولة وتلك.. ناهيك عن ان هذه (الدولة القطرية) قد برزت مفاهيمها ومعالمها، من جوهر السياسة الاستعمارية للوطن العربي، من قبل الاستعمار الأجنبي.ولطالما قامت تشكيلة هذه (الدولة القطرية) على تفاوت العلاقات الاجتماعية والطبقية والاقتصادية والأسرية.. فان هذه الدولة بالمقابل تظل قائمة على طبقات محافظة وطفيلية ووصولية واستبدادية، قد أنشأها الاستعمار الأجنبي بعد انسحابه..
ومن منطلق هذه المعادلة السياسية، فان دعوة العالم الدكتور (أحمد زويل) الحضارية لعالم متخلف قد تظل خارجة عن الإطار الرسمي العربي.. لكون النظام السياسي لدى الوطن العربي هو أساس الجرح النازف في تكوين الفجوة السحيقة ما بين البنى الفوقية المهيمنة، والبنى التحتية المضطهدة. ومثلما تعاني (البنى التحتية) غياب الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية والحريات العامة.. فإن (البنى الفوقية) ظلت مهترئة وهلامية.. وفي مقدمتها البيئات الإعلامية والتربوية والسياسية، التي لم تعكس سوى مجتمع أبوي فوقي استبدادي.. مثلما تجسدت هذه (البنى الفوقية)، بإقامة نظام سياسي، اعتمد مسألة الأمن القومي كتنظيم اجتماعي، وانساق سياسية وتربوية وتنموية على حساب تدهور التنمية الاقتصادية والعلمية والتربوية والبشرية وتخلف البيئات التعليمية بهشاشة مركزية التعليم، بأنساقه ومفاهيمه الذي يدور في فلك تقليدي، بمعزل عما تقتضيه العملية التنموية الشاملة وحاجات سوق العمل، وتهميش مراكز البحوث والدراسات العلمية، بقدر تهميش العلماء والمفكرين والباحثين، ومصادرة حرياتهم وتقييد مهماتهم.
وفي هذا الصدد فان العالم (أحمد زويل) قد وضع النقاط فوق الحروف، حينما استرسل خلال كلمته “ان هناك ضعفا كبيرا في التعليم في الدول العربية، حيث تتراوح نسبة الامية بين 30% و50%، كما أن إنتاج العالم العربي من البحث العلمي يقل عن 1%”.ولا يفوتنا القول هنا ان الوسائل الإعلامية التي تمثل وجها أساسيا من البنى الفوقية لدى أقطار الوطن العربي.. فانها سعت الى حجب المعلومات، والحجر على حرية الرأي والكلمة، والتعتيم على الحقائق والوقائع، بسياسة ديماغوجية تضليلية اتسمت بأساليب الترهيب والترغيب والإلهاء والتنفيس، التي لم تؤسس سوى مجتمع مستهلك وغير منتج، وفكر استهلاكي هابط.. بل فكر تبريري منكسر وانهزامي.. مثلما أبرزت هذه الأنظمة على السطح المجتمعي وفي دوائر الأضواء الإعلامية، المتمثلة في القنوات الفضائية، أنشطة وفعاليات قوى تيار الإسلام السياسي، التي فتحت المجالات أمامها واسعة من خلال ترتيب المقابلات وتنظيم اللقاءات والمناظرات ومختلف البرامج الدينية، ومن ثم الترويج لأجندة خطابها الديني..
ومن هنا يأتي النقد الايجابي للعالم (أحمد زويل) ليفتح الأفاق الرحبة أمام الكثير من العقول المغيبة في أوساط مجتمعاتنا العربية، هو حينما استطرد بالقول “ان هناك فوضى في الفتاوى على الفضائيات، وان هناك إعلاما عربيا يهاجم من دون سند او دليل، وهو امر قد يعاقب مرتكبه في الغرب”. في نهاية المطاف يمكن القول ان ما جاء على لسان العالم المصري الدكتور (أحمد زويل) من دعوة حضارية لأقطار وطننا العربي، حملت في أحشائها وماهيتها انتقادا ايجابيا وبناء، حول الخروج من أزمة التخلف التي يعانيها الوطن العربي حضاريا وعلميا وتعليميا وتربويا وإعلاميا وتكنولوجيا، قد جاءت مغازي ودلالات هذا النقد منسجمة وما أورده المفكر المصري (نصر حامد أبوزيد)، في كتابه (نقد الخطاب الديني) قائلا “ان الخطاب الديني يمثل الغطاء الإيديولوجي للأنظمة الدكتاتورية الرجعية وتكريس أشد الأنظمة الاجتماعية والسياسية رجعية وتخلفا”.. حسبما ترجمت مغازي دعوة العالم (أحمد زويل) بروز تلك الطبقات الفوقية من متخذي القرارات السياسية لدى حكومات الوطن العربي، وهي الطبقات المحافظة والانتهازية والوصولية والطفيلية على حد سواء
أخبار الخليج 4 يونيو 2010
أمـلاك الدولــة
لا يعلم المواطن البحريني ماذا يفعل تجاه قضية ” أملاك الدولة “. هل يضحك أم يبكي تجاه ما يحدث هذه الإيام بين الحكومة والنواب على ملف التعديات على أملاك الدولة، فالحكومة صمتت 29 شهراً هي مدة عمل اللجنة، ثم خرجت لتقول لنا أن تقرير اللجنة باطل، كيف يكون تقرير اللجنة باطلاً بعد جهد وعمل اللجنة لمدة أكثر من عامين ونصف من البحث والتدقيق؟.
يقول رئيس اللجنة أن عقار رأس رمان يؤجر حالياً لمدة 99 سنة ب 400 ديناراً سنوياً، أرض مخصصة ل” بريد البحرين ” تحولت إلى موقف للسيارات لشركة خاصة ب 50 دينار سنويا. ثلاث قوائم من العقارات تم التعدي عليها فعلاً مثل عقار شاطيء السنابس ومساحته 650 ألف كيلو متر مربع وعقار المحرق مساحته 5.5 كيلو متر مربع وعقار كرانة تبلغ مساحته 9.5 كيلو متر مربع وهي تسع لبناء 45 وحدة سكنية.
أين تذهب قيمة إيجار عقار القاعدة الإمريكية التي تبلغ قيمته 4.5 ملايين دينار؟. فعلاً يقف المواطن مذهولاً تجاه هذا الطرح الذي يراد منه طمس الحقائق وإخفاؤها ، وتقول السلطة بأن المجلس لا يحق له الحديث عن التعديات التي وقعت قبل عام 2002 ومازالت موجودة. فمن له الحق إذن ؟ وكيف ستسترجع الآراضي الشاسعة التي اٌخذت دون وجهة حق، أموال تذهب كزبد البحر وأراضي تطير وتختفي بسرعة كالدخان وكأنه ضرب من الخيال.
لابد للدولة أن تتحرك وأن تضع حداً لهذا الاستهتار بالممتلكات وأن تقوم على المحاسبة والرقابة ضد أي تلاعب يمكن أن ينسف الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية لشعبنا البحريني.