يحتفل العالم اليوم بيوم المرأة العالمي, هذا اليوم الذي كسرت فيه نساء العالم الكادحات المحرَّمات المعيقة واللاغية لدور المرأة وذلك عبر قيادة حملات شجاعة وملهمة من أجل حقوقهن.
رفعن أصواتهن عالياً، واستطعن أن يحققن قدراً مناسباً من العادلة التي نلمسها في القرن الحادي والعشرين وأيضاً ما كان جزءاً كبيراً منها يتحقق لولا جهود النساء أنفسهن في العمل الدؤوب على تغيير القوانين والسياسات وحتى الممارسات والمعتقدات الخاطئة ضد المرأة.
يوم المرأة العالمي هو عيد كل امرأة في العالم على رغم بروز أعياد ومناسبات أخرى للمرأة إلا أن الثامن من مارس/ آذار يبقى هو عيد المرأة الأصلي لكل بلد وعرق دون حدود أو ملامح معينة.
وعلى رغم المخاطر والصعوبات، يواصل النشطاء من الرجال والنساء في شتى أنحاء العالم تنظيم حملات من أجل حقوق المرأة ومواجهة التمييز والإفلات من العقاب إذ يواجه العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان المخاطر، ولكن النساء من الناشطات تحديداً يواجهن مخاطر إضافية بسبب نوع الجنس والقضايا التي يتصدين لها.
وإحدى النتائج المترتبة على التمييز حرمان المرأة من الفرص المتساوية مع الرجل في التعليم والتدريب الوظيفي وهذا بدوره يمكن أن يقيِّد فرص المرأة في الحصول على العمل والتعليم بسبب امتناع الحكومات عن خلق بيئات تمكِّن المرأة وتحميها من التمييز.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد من جديد دعوته الملحة لإنهاء العنف ضد المرأة، الذي يعد كارثة ذات تأثير مدمر لا حدود له معلقاً: «إن المرأة تحمل وترعى أطفالنا، وفي معظم أجزاء العالم تقوم بزراعة المحاصيل لإطعامنا، وينسجن خيوط مجتمعاتنا، وإن العنف ضد المرأة يعد هجوماً علينا جميعاً، وعلى الأساس الذي تقوم عليه حضارتنا فهو عمل «كريه» يتعارض مع كل ما جاء في ميثاق الأمم المتحدة».
حقوق المرأة وقضايا العنف, جميعها قضايا معلقة ومقلقة لمجتمعات كثيرة, لكن بالنسبة إلى البحرين فالمرأة حصدت الكثير عبر التعليم وتقلدت مناصب كبرى بالدولة, لكن قوانين تنصفها وتحمي حقوقها المدنية مازالت معطلة وخارج غطاء قانوني يحفظ حقوقها وحقوق أسرتها من الضياع.
أيضاً وصول المرأة إلى المنصب الرفيع ليس بالضرورة مكسب, كون أن ذلك عائداً لدوائر صنع القرار السياسي الذي يخدم في تكميل الصورة الجميلة للدولة الضامة لعناصر نسوية في الحكومة التي لا تسعى إلى توفير أبسط عوامل مساعدة للأم العاملة, فلا تعامل على أن عملها ضرورة بل إكسسواراً.
أما إذا جاءت المرأة وتحدثت عن معاناتها فإما أن تلصق بها التهم أو توصف بأنها معادية للرجل والدين والقانون. وفي كل الأحوال تبقى المرأة في البحرين أسيرة ذلك المدار -للأسف- لكون أن القناعة العامة تقول إن دورها يدور في فلك النظام الأبوي والخروج عن ذلك يحتاج إلى تغيير جذري للمفاهيم سواءً كان ذلك على مستوى صنع القرار أو مستوى رجل الشارع.
الوسط 8 مارس 2009