المنشور

تقاعـد النواب‮.. ‬عاش من صرها


مرةً أخرى نضطر لاستخدام هذا المثل الشعبي عميق الدلالة في موضوع تقاعد النواب.. فالناس تردد “عاش من صرها وخاب من ترياها” ويبدو ان رجاء وانتظار الناس سيطول بطول مجموعة العطلات مدفوعة الأجر ومدفوعة الراتب التي يهنأ بها النواب، فعطلة الخمسة شهور مضافاً إليها عطلة نصف العام الدراسي التي يعطل فيها النواب كأنهم “مدرسون” معطوفة ومضافة إليها جميع الإجازات الرسمية للدولة التي يعطل فيها نوابنا المحترمون لتكون النتيجة في النهاية ان عطلهم “نوابنا” أطول وأكثر من أيام عملهم في السنة الواحدة، ومع ذلك وافقت لهم الحكومة وأعدت مشروعاً لتقاعدهم.. واللهم زد وبارك ولكن ” الله.. الله في ناخبيكم فبأصواتهم جئتم إلى المقاعد ونلتم التقاعد”. على كل حال لن نعيد ولن نزيد ولن نكرر كلاماً قلناه سابقاً عن ذات الموضوع.. ولكننا نقترح اليوم مجرد اقتراح ديمقراطي، وذلك بان تعودوا أيها النواب المحترمون إلى ناخبيكم في دوائركم التي نسيها بعضكم وتجرون استفتاءً وتصويتاً على موضوع تقاعدكم، على أن تتولى عملية إجراءات وسير الاستفتاء والتصويت جهة محايدة يرضى عنها الطرفان “النائب والناخب”وإذا جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح إعطائكم الراتب التقاعدي المجزي والمنتظر منكم على أحر من الجمر، كان لكم ذلك وإذا لم يوافق ناخبوكم على إعطائكم الراتب التقاعدي فتخلوا وعودوا عنه وكفوا عن الموضوع وأعلنوها صريحة واضحة بأنكم “ديمقراطيون وتلتزمون برأي الأغلبية التي انتخبتكم وتحترمون رغباتها وتحرصون على ما يرضيها بصفتكم أولا وأخيرا ممثلين لها وللشعب.. فدعوا الشعب يقول كلمته ولنحتكم وإياكم وليحتكم الجميع إلى أصوات المواطنين في استفتاء او اقتراع على موضوع استلامكم لراتب التقاعد حتى تجسدوا شيئاً من اقوالكم في جميع خطاباتكم بانكم تعملون وفق رغبة ومصلحة ناخبيكم ووفق الوفاء لمبدأ الديمقراطية نقترح عليكم هذه العملية التي ستضع حداً للتجاذبات التي ليست في صالحكم. هل توافقون؟؟ هذا هو السؤال الذي ينتظر منكم الإجابة العملية التي لا تقبل القسمة على اثنين خارج رأي الناخب وموقفه من موضوع تقاعدكم والذي نصدقكم القول بانه بات يستفز الناخب والمواطن العادي الذي مازال ينتظر منكم الكثير، ومازال معلقاً على أبواب وعودكم وعهودكم التي قطعتموها له قولاً ولم تقدموها له فعلاً.. فلا اقل من أن تؤجلوا موضوع رواتب تقاعدكم حتى تتوصلوا إلى حلول لرواتب ناخبيكم من ذوي الدخل المكدود والمهدود والذين وعدتموهم بلبن العصفور كلاماً مرسلاً لم يذوقوا منه حتى لبن “العنزه” التي طارت يوماً كما طارت الخمسون دينارا “علاوة الغلاء” التي لا ندري ما مصيرها بعد نهاية هذا العام.. فتصريحاتكم بارك الله فيكم رنانة،  لكن الإنسان لا يحيا بالتصريحات وحدها، فلم نقرأ تفاصيل مشروعكم حول استمرارها. بالتأكيد لا نريد ان “نصدع” رأس المواطن والقارئ حول مقارنات متوقعة من المتحمسين منكم لراتب التقاعد عن بلدان هنا وبلدان هناك تصرف رواتب تقاعد لنوابها.. لكننا نسأل سؤالاً واحداً فقط.. من هو الذي ” يُعيّن” ولن نقول ” يُوظّف ” النائب أليس الناخب.. ثم من هو الذي يُقاعد “النائب” أليس الناخب إذن منطق الناخب البسيط يقول لكم ان تسألوه وان تأخذوا رأيه في هذه القضية موضع الخلاف.. أليس صوته هو الذي “عينكم” في البرلمان العتيد اذن اسألوا صوته هل يوافق على منحكم رواتب التقاعد فإن وافق كان بها.. وإذا اعترض ورفض عليكم الالتزام بصوته وليس هناك من طريقة سوى الأخذ باقتراحنا المتواضع القابل للتطوير والتعديل والإضافة لضمان إجراء عملية استفتاء شعبي بين الناخب والنائب حول رواتب التقاعد النيابية وموضوعها، ولعلنا نضيف هنا بان ما سيجري على نواب البرلمان من الاوفق ان يجري وان يقبل به نواب “الغرفة الأخرى”.. فالغرفتان في بيت واحد تعارف العالم على تسميته بـ “بيت الشعب” وليس هناك أفضل ولا أحسن ولا أروع لإثبات ديمقراطيتكم من الرجوع الى الشعب مادمتم تسكنون بيته!!
 
الأيام  9 نوفمبر 2008

اقرأ المزيد

عمال “ألبا” ينتصرون للبحرين

 


وسط متابعة دؤوبة من قبل فئات واسعة من الشارع البحريني ، انتهت يوم الخميس الماضي انتخابات نقابة عمال شركة الومنيوم البحرين “البا” حيث توجت جهود عمال الشركة بانتخاب خمسة عشر عضوا لمجلس إدارة النقابة الجديد ينتمون جميعهم للكتلة العمالية بالشركة والتي يتزعمها النقابي الشاب علي البنعلي ومجموعة من النقابيين المخضرمين من مختلف فئات المجتمع البحريني يجمعهم هدف واحد ووحيد هو تحقيق الإرادة العمالية والدفاع عن مصالح الشغيلة والعاملين في الشركة والتي يشهد الشارع البحريني على صلابة إرادتهم وقدرتهم على خلق شراكة حقيقية مع مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية بالشركة طيلة السنوات الثلاث الماضية والتي توجت في أكثر من موقع بتحقيق الكثير من الانجازات والمكاسب المادية والمعنوية لعمال الشركة التي تعتبر واحدة من أكبر شركات الالومنيوم حول العالم.


والجدير بالذكر ان نقابة “البا” تعتبر النقابة الأكبر على مستوى البحرين حيث يبلغ عدد أعضائها ما يربو على 2700 عامل شاركوا كما هو معلوم بكثافة في الانتخابات الأخيرة التي تنافست فيها أكثر من ثلاث كتل عمالية ببرامج وأهداف متشابهة إلى حد ما تمحورت جميعها بالعمل على تحقيق طموحات العاملين بالشركة، حيث بلغت نسبة المشاركة 85٪ من مجموع الكتلة الانتخابية بالشركة وهي نسبة كبيرة بالقياس مع العدد الإجمالي وطبيعة العمل بالشركة مما أعطى دليلا على تنامي الوعي العمالي بالشركة، التي تمتلك رصيدا وارثا عماليا ونقابيا زاخرا بالتضحيات والبذل في سبيل المصالح العليا للعاملين وفي تكريس العمل النقابي عبر سنوات من التضحيات الجسام والنضال الدؤوب بدون كلل عبر تاريخ لا يمكن أن يكتب بدونه تاريخ ناجز للحركة العمالية والنقابية في البحرين. فها هي نقابة العاملين في “البا” تعيد لنا نحن أبناء البحرين شيئا وان تصوره البعض يسيرا أو جزئيا الا انه بحق يعتبر عظيما بمعنى الكلمة، حيث استطاعت “كتلة البنعلي” بخليطها الوطني المنسجم بكل تفان لإعلاء المصالح العليا لفئة هي من أهم الفئات والشرائح المؤثرة في مجتمعنا ، حيث انصهرت تلك الكوادر العمالية في بوتقة الدفاع عن مصالح العمال بالشركة دون أن تعطي بالا لأي محاصصة بغيضة بين أعضائها والذي من شانه لو حدث أن يصيب العمل النقابي في الشركة بمقتل وتتسمم أجوائه بعفن هوائها الذي يريد لنا البعض أن نتنفسه باستمرار في الشارع وفي المدرسة والجامعة ومجلس النواب وبقية المجالس التمثيلية وفي النقابات وفي الأندية وغيرها، حتى يصبح معه ممكنا تمرير تلك المشاريع الطائفية.


ورغم تفهمنا لطبيعة الحملات الانتخابية وما يشوبها عادة من تنافر وشد وجذب فقد تجاوزت الكتلة العمالية في “البا” نفسها وللمرة الثانية على التوالي رغم بروز دعوات لا تخلو ابدآ من منحى طائفي روج لها البعض بعلم وبدون علم أحيانا مستفيدا من ذات النغمات النشاز التي سادت إبان الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة والتي حاول البعض ان يستعيد بعضا من وهجها الحارق في الانتخابات العمالية الأخيرة في “البا”بكل أسف إلا أن إرادة العاملين بالشركة على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم كانت قد حالت دون ان تكون تلك الدعوات الواهنة والمتخلفة ذات معنى أو تأثير وكأن واقع الحال في “البا” يكاد يقول للجميع كفى.. فنحن أحق بأن نحيا بكرامة لندافع عن مصالحنا ..


بهذا استطاع عمال “البا” ان يعيدوا لنا جزءا من ألق كنا نعتقده قد أفل وولى ونحن نعيش زمن التراجعات وتمزيق الصفوف، لذا فان مبعث فرحنا بما حققه عمال هذه الشركة العتيدة بانتصار إرادتهم التي اختارت طريق تحقيق مصالحهم والدفاع عنها متوحدين وبحضارية لا يرقى لها الشك، لا يكمن في تبوأ الكتلة العمالية مكانتها التي هي برسم الإرادة العمالية الصرفة، إنما ذلك يعني بكل تأكيد أن عمال “البا”بفعلهم الوطني هذا فإنهم ينتصرون لتاريخ الحركة العمالية في بلادنا ولكل الشرفاء في أرض دلمون المعطاءة… إنهم ينتصرون لكرامة البحرين وتاريخها الوطني ووحدة شعبها..


 
الأيام 9 نوفمبر 2008

 

اقرأ المزيد

منظومتـنا التشريعية

علينا التذكير بالمطالبات المستمرة منذ عودة الحياة النيابية في البلاد بضرورة إعادة النظر في المنظومة التشريعية النافدة في البحرين، خاصة منها تلك المتصلة بموضوع الحريات العامة، لأن هذه المنظومة صُممت في مرحلة قانون أمن الدولة، بعد إنهاء الحياة النيابية في السبعينات، حيث تولت السلطة التنفيذية مهام التشريع. والكثير من هذه التشريعات وضعت تحت الهاجس الأمني الذي طبع تفكير وسلوك تلك المرحلة، وعلى الرغم من الأهمية التاريخية لإلغاء قانون أمن الدولة من جانب جلالة الملك في مطالع مشروع الإصلاح، إلا أن العديد من النصوص في التشريعات الأخرى، بما فيها قانون العقوبات ذاته ظلت مشبعةً بروح قانون أمن الدولة، لا بل أن بعض نصوصه سربت إلى هذه التشريعات. وأذكر أن القائد الوطني المرحوم أحمد الذوادي طالما ألح على فكرة إعادة النظر في هذه التشريعات في مقالاته الصحافية وفي الندوات التي أقامها في السنوات التي سبقت رحيله، ورأى أن في المنظومة التشريعية الموروثة من المرحلة السابقة تشكل عائقاً كبيراً في وجه عملية الإصلاح السياسي المنشود.
فلا يكفي أن تعود الحياة النيابية وأن يُلغى العمل بقانون أمن الدولة وأن يطلق سراح المعتقلين ويعود المنفيون، مع التقدير العالي لما مثلته هذه التدابير من أهمية قصوى في التحولات السياسية في بلادنا، لكن طالما كانت البنية التشريعية التي تسمح بإعادة التدابير الملغاة أو بعضها قائمة، فان وضع الحريات المُكتسبة سيظل قلقاً. وهذا ما يكشف عنه جلياً الجدل الذي أثارته تصريحات وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، حول تفعيل النصوص القانونية التي تنص على عقوبات بالسجن والغرامة المالية ضد المشاركين في ما يصفه القانون بـ “اجتماعات أو مؤتمرات أو ندوات في الخارج أو التقاء ممثلي دول أجنبية أو منظمات أو هيئات أجنبية بغرض بحث الأوضاع والشؤون الداخلية لمملكة البحرين من دون ترخيص”، مما يعني انه ستجري إحالة هؤلاء المشاركين للقضاء.
 والخطورة لا تتأتى من النص القانوني وحده، وإنما من الالتباس الذي صِيغَ به هذا النص بشكل مدروس، بحيث يمكن لأي رأي معارض يُقال أن يندرج في إطار المحظور قانوناً، ويعرض صاحبه للمساءلة القانونية، وهذا ما تؤكده التجربة العيانية. كنا، وما نزال، من دعاة تفعيل آليات الحوار بين الدولة والمجتمع لبلوغ حلول حول المسائل غير المحلولة على الصعيد السياسي خاصة، مع ملاحظة أن التلكؤ في بلوغ هذه الحلول لن يؤدي إلا إلى تفاقمها، بما يخلق حالاً من الاحتقان. بالمقابل علينا التأكيد على ما كان موضوعاً لحديثنا في هذه الزاوية منذ أيام عن تداخل قضايا العالم وترابطها في عالم اليوم الذي دفعت به العولمة إلى آفاق جديدة من الوحدة، للدرجة التي بات يدور فيها حديث عن مجتمعٍ مدني عالمي تُوحده قضايا الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وحماية البيئة ونُصرة مبادئ مساواة المرأة وإدماج الأقليات وغيرها من قضايا.

اقرأ المزيد

صراع الطوائف والطبقات في اليمن (2)


لماذا لم تؤد ما سُمي في عاصمة الوحدة صنعاء بحرب (الدفاع عن الوحدة) إلى مزيد من الوحدة والتقدم والإصلاح؟
لماذا أخذت الخريطة اليمنية في التمزق المستمر بدلاً من نجاح المنتصر ونشره للسلام والتقدم؟
لماذا عادت الأمور إلى الوراء بشكلٍ رهيبٍ وعلى نحو متسارع؟


لقد بدا للوهلة الأولى أن المنتصرين الشماليين حزبي المؤتمر الشعبي والإصلاح قد شكلا علاقة تحالفية وثيقة، وأنهما قادران على تجاوز غياب الحزب الاشتراكي اليمني المؤسس الثاني لهذه الوحدة العتيدة، ولكن ذلك لم يحصل بل دب نزاعٌ كبيرٌ وواسعٌ بين الطرفين المنتصرين.
كان هذا أيضاً حدثاً مؤسفاً، فقوى التحديث الوطني اليمنية ككل تمزقت على نحو مروع في المرحلة السابقة،
وقوى كثيرة أُقصيت عن السلطة والمشاركة، في اليمن الموحد غير السعيد، المتقاتل، ثم الآن دب الخلافُ الواسع في الشمال، وانتقل المتحالفان إلى حرب سياسية متأججة لم تـُستعمل فيها بينهما لحسن الحظ أدواتُ العنف.
لنقل إن المشكلات تفاقمت في البلد الفقير، والدولة حين تنتقل من التنوع والتعددية الحاكمة الشخصية إلى التفرد الشخصي – القبلي، تكون قد عبرتْ عصر الحداثة باتجاه عصر ملوك الطوائف.


إن الدولة التي تقودها قبيلة حاشدة ضخمة، تتوارث الامتيازات والنفوذ والخيرات، لا تريد أحداً آخر ينافسها ويشاركها في الحكم، وبالتالي كان عليها أن تلتف حول الرئيس وتضخم من صورته وتوسع من سلطاته وإمتيازاته.
“وبينما يتهم الحزب الحاكم بأن خطابها المشكك في شرعية الحكم والقائم على التعاطف مع تلك الحركات قد أضعف الدولة وهيبتها ومكن لتلك الحركات من تهديد مستقبل اليمن، فإن المعارضة بدورها تحمل الحاكم المسؤولية وتعتقد أن استحواذ الحزب الحاكم على مفاصل السلطة واستبعاد القوى السياسية الفاعلة من المشاركة في السلطة والثروة وعدم اهتمامه بمشاكل الواقع هي من يسهل الطريق أمام الفوضى”، (اليمن يغرق في عاصفة الانفصال والارهاب وإيران)، (الشرق الأوسط، 14 أبريل 2008).


نستطيع القول إن شهية الشمولية تكون عادة مفتوحة حين تهضم أي خصم سياسي كبير، فتنتقل لالتهام الخصم التالي وهكذا دواليك، فتلغي سمات التحضر الحديث، خاصة مع فواتح الشهية مثل ظهور النفط وتصاعد ثروات التنمية التي تـُحتكر من قبل الحكم وتتسع بعد تصفية الخصوم والرقابة.
فصار حزب الإصلاح المذهبي السياسي، لأنه يقتصر على جماعة سكانية مذهبية واحدة، ومحاولة تسييسها، خصماً لأنه يريد حصة أكبر في السلطة، بل يتطلع إلى الهيمنة عليها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
لكن حزب الإصلاح يمثل عقلية تقليدية محافظة، ففقهها يعود لمرحلة الإمامة وربما أبعد من ذلك، وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم حزب (وطني)، مقارب للعلمانية الحديثة، رغم انه حزب ديني كذلك وينتمي إلى الطائفة نفسها، فكان عليه أن يركز في نقد الوعي المذهبي المحافظ وخطره على التقدم، بعد أن كان شريكاً في معركة النضال المشترك ضد الخطر الاشتراكي الانفصالي الملحد.
“… فحزب الإصلاح الذي كان يمثل الشريك الأبرز لنظام صالح، أصبح يمثل العدو اللدود المهدد لمستقبل النخبة السياسية المرتبطة بالرئيس صالح، فقد قاد الإصلاح منذ انتخابات 2003 النيابية معارضة شرسة، دفعت بعض قياداته في عام 2006 إلى المطالبة بثورة شعبية للقضاء على نظام الرئيس صالح باعتباره السبب الرئيس لتخلف اليمن، هذه المواجهة بدأت بعد أن تبنى نظام صالح سياسة إخراجهم من منظومة الحكم، وشكلت الانتخابات النيابية عام 1997 المدخل الرئيس لإخراجهم من الحكم، ومن ذلك الحين والرئيس صالح يعمل على إعادة بناء تحالفات جديدة لدعم قوة النظام، حيث عمل على تمكين القوى ذات الاتجاهات الليبرالية من منظومة الحكم، وقام بتصفية العناصر التي كان لها تاريخ اخواني من المؤتمر الشعبي العام الحزب الحاكم لصالح قيادات سياسية ليبرالية وتقليدية مشهورة بمواقفها العدائية لحركة الإخوان المسلمين، وعمل أيضا على إعادة بناء المؤسسة العسكرية والأمنية ورفدها بالقيادات الجديدة من أبناء النخبة الحاكمة التي تلقت تعليما حديثا في الجامعات الغربية، وتمتاز بولائها المطلق للرئيس صالح، كما عمل على بناء تحالفات قبلية داعمة للنظام من خارج قبيلة حاشد”، (اليمن صراع السياسة بين الرئيس والاخوان، سابق ذكره).


وإذا كان ذلك قد أدى إلى تمركز قبلي شخصي في السلطة، وكرسها في حزب واحد، فإن الديمقراطية تتحول إلى ديكور، ولا تستطيع أحزاب المعارضة اختراقها، لأن الحزب الحاكم حزب المؤتمر صارت بيديه ثروة البلد يوزعها على أنصاره ومحبيه، فكانت قسمات الليبرالية والديمقراطية والوطنية الجميلة تخفي تحتها السمات القبيحة للقبلية والفساد والمحسوبية.
فلجأت أحزاب المعارضة التي تقاتلت سابقاً إلى العمل المشترك، فكان لقاء الحزب الاشتراكي وحزب الإصلاح طريفاً بعد دعوات الكراهية الطويلة واستئصال الإلحاد والاشتراكية من اليمن المسلم.
لكن هل هذا التوحد للمعارضة تم على أسس فكرية ديمقراطية وطنية؟
لا، بل تم على مناوأة حزب المؤتمر ومناكفاته، وإحراجه ونقده وتعريته بأي شكل، بالباطل وبالحق.
فوجدنا بعض قادة الاشتراكي يؤيدون القاعدة.
ووجدنا بعض أنصار الإصلاح يوسعون الخلاف بين الشمال والجنوب ويريدون عودة الانفصال وقد كانوا مقاتلين أشداء لدوس الجنوب المتمرد المنفصل.
ووجدنا مناصرة للحوثيين المتمردين العسكريين من داخل قوى المعارضة. 
 



أخبار الخليج 9 نوفمبر 2008

اقرأ المزيد

3 دروس من انتخابات “ألبا”


جاء تأسيس شركة المنيوم البحرين “ألبا”، الذي يمر عليه هذا العام 40 عاماً بالتمام، بعد 3 أعوام فقط من أحداث تسريح شركة نفط البحرين “بابكو” لمئات العمال في عام 1965 حيث تسببت هذه الأحداث في اندلاع انتفاضة عمالية شعبية عارمة استمرت شهوراً.
ومثلما شكّل تأسيس “بابكو” في أوائل ثلاثينيات القرن الماضي حدثا تاريخيا مفصليا ونقلة إنتاجية مهمة في تغيير اقتصاد البلد من النمط البدائي التقليدي المعتمد على الزراعة وصيد الأسماك واللؤلؤ والحرف التقليدية التي تلبي الاحتياجات الاستهلاكية المحلية، فضلاً عن توفير فرص العمل لآلاف الأيدي العاملة الوطنية، فيمكن القول ان تأسيس “ألبا” هو الحدث الثاني التاريخي الأهم والأبرز من حيث كونها ثاني أكبر مؤسسة إنتاجية صناعية حديثة تنشأ في البلاد وتضم في صفوفها المئات ثم الآلاف من العمال البحرينيين..
وكلتاهما غني عن القول ما لعبه ويلعبه إنتاجهما في اقتصادنا الوطني من فتح فرص متجددة للوظائف وتدريب الأيدي العاملة الوطنية المهرة ورفع معدلات التنمية.


وإذا كنا نردد دائماً في خطاباتنا وأدبياتنا، السياسية، الرسمية بوجه خاص، وفي خطابات أصحاب الأعمال بوجه عام، ان الإنسان هو هدف التنمية، وهو الثروة الحقيقية، ورأس المال الأهم والأوفر في الإنتاج، أو في الاقتصاد الوطني والخطط الاقتصادية، فلعل أكثر الأمكنة التي يمتحن فيه هذا الشعار حقا لقياس مدى مصداقية تطبيقه الفعلي على أرض الواقع هي الأمكنة والمواقع الإنتاجية، ولاسيما الكبرى منها، وعلى وجه الخصوص شركتا إنتاج النفط “بابكو” وإنتاج الألمنيوم “البا” حيث عانت الأيدي العاملة الوطنية والوافدة لعقود طويلة في هاتين المؤسستين العريقتين، ولاسيما الأولى التي تعد الأكثر عراقة، من ظروف بيئة عمل بالغة القسوة والسوء راح ضحيتها عشرات العمال بإصابات بليغة أو عاهات مستديمة أجيالا إثر أجيال، ناهيك عن وفاة عشرات العمال موتا في تلك الظروف الإنتاجية السيئة، دع عنك تدني الأجور والعمل لساعات طويلة.
وزاد من خطورة هذه الأوضاع وديمومتها ان المكتسبات الحقوقية العمالية النقابية ظلت غير متحققة على امتداد تلك العقود الطويلة، رغم ما قدمته الحركة العمالية من تضحيات كبيرة في سبيل ذلك.


نسوق هذه المقدمة الطويلة لنبين كم هو الفارق في أوضاع كلتا المؤسستين اليوم، سواء من حيث الإدارة والقيادة والنظم الإدارية السائدة في كل منهما في تفهم متطلبات الحقوق العمالية وتحقيق بيئة العمل السليمة لزيادة الإنتاج، وعلى وجه الخصوص بسلامتهم وصحتهم المهنية وحقوقهم الإنتاجية الأخرى، أم من حيث الأجور. وما كانت كل المكتسبات ان تتحقق لولا تضحيات الحركة العمالية والنقابية ووحدتها على امتداد تلك العقود الصعبة الطويلة التي تبلورت وأوتي أكلها بعد إعلان المشروع الإصلاحي لجلالة الملك في بدايات العقد الحالي.
صحيح ان الطموحات الحقوقية والمكسبية مازالت أكبر مما تحقق لكن المكتسبات المتحققة ليست هينة إذا ما تذكرنا بأنها إلى ما قبل عقد مضى فقط كانت أشبه بالحلم المستحيل، ولاسيما فيما يتعلق بحق التنظيم النقابي على كل المآخذ التي يأخذها النقابيون على قيوده القانونية. وبالتالي فهي مكاسب يمكن الانطلاق منها والبناء عليها لتحقيق المزيد من المكتسبات، شريطة التحلي بأقصى قدر ممكن من الوعي النقابي العمالي وشريطة وحدة العمل النقابي في كلتا المؤسستين الوطنيتين الكبيرتين بعيدا عن النزعات الفئوية والمناكفات المذهبية والحزبية والفردية المصلحية. فليس ثمة خطر قاتل لأي حركة نقابية أكبر من هذا وخطر هذه النزعات اذا ما سادت العمل النقابي في أي مؤسسة نقابية.
وبهذا يمكن القول من دون أدنى مبالغة ان الصورة التي نشرتها صحف يوم سبت الأسبوع الماضي والتي برز فيها عشرات العمال في صفوف منتظمة بشركة “ألبا” للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النقابية الأخيرة التي جرت عمليتها بمختلف مراحلها في هدوء وشفافية وسلاسة كان مشهدا تاريخيا حضاريا استثنائيا يشي بالكثير من المغزى والدلالات. وهو بقدر ما يسجل لصالح نقابة “ألبا” فإنه ينبغي الإقرار بأنه يصب في ذات الوقت لصالح سمعة إدارة هذه الشركة وسمعة القيادة السياسية للدولة والحكومة على حد سواء.
أما الدرس الثاني الفائق الأهمية الذي يمكن استخلاصه فيتمثل في تغلب الوعي النقابي الصحي والحس الطبقي خلال الانتخابات الأخيرة على مختلف أشكال الوعي المضلل والنزعات الفئوية والحزبية و”الشخصانية”، فالذين صوتوا للقائمة الفائزة “الكتلة العمالية” لم يصوتوا لوجوه حزبية محددة، أو لوجوه مذهبية، أو لوجوه تبحث عن الزعامة والمصالح الشخصية، بقدر ما صوتوا في المقام الأول لمن يرون بأنهم قادرون على الدفاع عن مصالحهم العمالية بكل تجرد أيا تكن انتماءاتهم الدينية أو السياسية أو العرقية أو الحزبية أو المناطقية، بصرف النظر عن أي دور لأي تيار قد يقال هنا في ممارسة اللعبة التي أفضت الى هذه التشكيلة الرائعة الفائزة التي تمثل بحق نسيجنا الوطني الذي يراد تمزيقه في هذه الظروف الدقيقة البالغة الحساسية التي تمر بها جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية، وهذه التشكيلة تذكرنا مع اختلاف الظروف بقائمة تكتل الشعب الانتخابية الفائزة في انتخابات عام 1973 البرلمانية بغض النظر عن أي دور معروف تاريخيا لعبه ذات التيار للوصول الى التشكيلة النيابية الفائزة حينذاك.
ولعل الدرس الثالث المستفاد من كل ذلك يتمثل في استحالة التلاعب دائما بعواطف الناس الدينية أو الفئوية في الظروف الملموسة المحددة المتعلقة بمصالح شريحة اجتماعية واضحة ومحددة أيضا. فالعمال الناخبون هنا لم يكن يهمهم معتقدات المرشحين الدينية أو قومياتهم أو أصولهم العرقية بقدر ما كان يهم هذه الشريحة ان تأتمن بأصواتها على من يمثل مصالحها وحقوقها فعلا، وهذا هو الدرس الأهم الذي يجب الاستفادة منه للارتقاء ليس بوعي العمال ومختلف فئات هذه الشريحة فحسب، بل بوعي عامة الناخبين على اختلاف فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية في الانتخابات العامة الكبرى، كالانتخابات البرلمانية والانتخابات البلدية، وهي الانتخابات التي تعد حملاتها الأكثر صعوبة في توعية الناخبين من شرائح مختلفة بقواسم حقوقهم المشتركة، وحيث تكون فرص التلاعب بوعيهم السياسي الاجتماعي أكبر من قبل اللاعبين على الأوتار الفئوية الطائفية والحزبية والدينية، والقدرة على تشويش وعيهم من خلال إثارة نعرات هذه النزعات بدلا من التنافس الحقيقي على البرامج والشعارات والأشخاص المرشحين الذين يمثلون مصالح الناس أيا تكن انتماءاتهم المختلفة.



أخبار الخليج 9 نوفمبر 2008

اقرأ المزيد

الانتخابات الأمريكية والاقتراع التاريخي


بدت الانتخابات الأمريكية مثل سباق الماراثون الطويل، فهي بحاجة ماسة للياقة البدنية بعد التحضير الكبير لها والمستلزمات الضرورية بما فيها القدرات الذهنية والبدنية للركض والتنفس، ويبدو من الوهلة الأولى وبمقارنة سريعة فان العجوز جون ماكين يتظاهر بعافيته المنهارة وبشيخوخته المتعبة، عن انه قادر على إدارة البيت الأبيض وأوراقه وأجندته في السنوات القادمة، فيما برهن الشاب الصاعد باراك اوباما على انه الحصان الأسرع والأكثر قدرة على قطع سباق الماراثون بكل راحة، فمنافسه بدأ يتهالك في ركضه منذ الساعات الأولى لمناخ الانتخابات والمواجهات الحوارية في لقاءات تلفازية مكشوفة .
 ومن لاحظ اوباما المدرب تدريبا دعائيا جيدا، يلاحظ تعمده أن يدخل للمسرح الانتخابي في حركة راكضة لكي يقول للناخبين هأنذا بصحة وعافية جيدة للركض بكم نحو التغيير، بل ويتعمد أن يصعد وينزل من الطائرة ركضا مؤكدا انه ما زال لاعب كرة سلة جيد ولديه القدرة على تحقيق الأهداف الأمريكية البعيدة والقريبة كما حملها للناخبين أثناء حملته الانتخابية .
هانحن نقترب من بوابة دخول الإستاد منذ البداية أكدت على النسبة والنقاط التي يتفوق فيها اوباما على غريمه المنافس ماكين، والذي يتوهم بأن اختياره لشابة اصغر عمرا من ألاسكا، سيساعده على إخفاء نقطة ضعفه ألا وهو العمر أو الاحتماء بظل النساء وأصواتهن، فمقابل النظرة العرقية لمنافس اسود حاول أن يبعث برسالة للناخبين بأنه ضد التمييز بين الرجال والنساء، معلنا أن غياب امرأة منافسة له من الجانب الديمقراطي كهيلاري كلينتون لا يعني انه غير قادر على إلحاق امرأة كنائبة للرئيس تمثل نساء أمريكا، ولكن خيبة ماكين اختياراته وخياراته الفاشلة، إذ لم يعثر من بين كل أعضاء الجمهوريين من النساء إلا بولين، التي لم يغفر لها ملفها الشخصي والسياسي زلاتها الكبيرة بل وعدم قدرتها الكافية على فهم واستيعاب المعادلات الدولية الصعبة وأروقتها الخفية.
 إن العدّاء الأسود برهن دائما على اكتساحه الأرقام في مسابقات الجري القصيرة والطويلة، فلا غرابة أن نرى اوباما ينجزها هذه المرة كحامل تاريخي لحلم مارتن لوثر كينج، الذي حلم بمجتمع أمريكي لا يعرف التمييز العنصري، وكان على الأيدي الآثمة والخفية تصفيته كما صفت قبله بسنوات كينيدي، فكلاهما كانا يعبران عن رؤية جديدة للتغيير نحو الأفضل لمجتمع مدني أمريكي ينادي بالمساواة الكاملة بين مواطنيه ودون تمييز لوني .
اليوم يتحقق هذا الحلم الأمريكي، بل ويبرهن على أن الشعب الأمريكي شعب ديناميكي ومتحول نحو المستقبل، بل ويعلمنا أن الذين لم يصوتوا لاوباما ليسوا إلا جيلا من المتهالكين الكبار المعادين البيض، ومحافظين متزمتين لم يخرجوا من جلدتهم الكريهة والعنصرية، فيما برهن الجيل الشاب كأغلبية جديدة عن انه لا ينظر للزعماء والإنسان الأمريكي إلا بمقدار كفاءته ونزاهته وقدراته على قيادة البلاد نحو التقدم وانتشال البلاد من أزمتها الخانقة . وبانتصار اوباما في الانتخابات يدخل التاريخ الأمريكي مرحلة جديدة لن يعود بعدها إلى مقولة أن سدة زعامة البيت الأبيض حكرا على الإنسان الأبيض، فقد تحولت أمريكا الجديدة، أمريكا ما بعد مرحلة كولومبس، ثم ما بعد مرحلة أول كونجرس أمريكي لعام 1789 بلدا مختلف الألوان ومتعدد الأعراق والثقافات في كل المجالات، من أكبر منصب كان محتكرا إلى اقل وظيفة ممكنة . هذا الانتصار التاريخي ليس للزنوج وحدهم وإنما لكل أمريكا الباحثة دائما عن التغيير والإبداع والتجدد. وهو سر قوتها ومغامرتها واختراقها المستحيل . ما يمكن وصفه بالأمس مستحيلا صار اليوم ممكنا، ولن تقف الولايات المتحدة عند نقطة الثبات طالما أنها عقل ومجتمع ديناميكي لا يقبل الرضوخ للأخطاء بصورة مستمرة . ما يصعب علينا نحن العرب فهمه ذلك المجتمع المعقد والسهل الممتنع، والذي نختزله بسرعة من خلال سياسات خارجية أو إعلام مثير وسينما فاضحة وعنيفة، ففي بنية هذا النظام المتعدد مؤسسات كبيرة وأكاديميات ومراكز بحوث غنية بكل أنواع الدراسة والتطوير والتقدم .
بعد هذه اللحظة التاريخية لن نتذكر رواية “كوخ العم توم ” المؤلمة، تلك الرواية المكتوبة عام 1825 للروائية هارييت بيتشر ستاو، للهاربين بحثا عن الخلاص العبودي وأبطالها المنهكين البؤساء الباحثين عن حريتهم، ولن نقرأ بحزن ومعاناة مأساة تاريخ طويل من العبودية عرفها العالم الجديد، وكيف كانت العبودية وتجارة الرقيق مصدرا من مصادر تراكم الرأسمال الأمريكي . هذا العالم المكتشف من رحالة مغامر، سيكون قوة عظمى حتى هذه اللحظة، والذي كان مصدر الهام عمل سيمفوني جميل حمل نفس الاسم ” من العالم الجديد ” والمعروفة شعبيا باسم ” العالم الجديد ” للموسيقار التشيكي انتونين دفوراك والتي كتبها عام 1893، بعد أن زار الولايات المتحدة عام 1892حتى عام 1895، والمعجب بتلك القارة الوليدة والعالم المنبعث من وراء المحيط . وكانت بمثابة الموسيقى والعمل السيمفوني المعبر عن ذلك العصر والقرن الناهض للقارة .
لا أريد أن انشغل بسياسات ومعادلات خائبة، حول ماذا سيحقق اوباما من تبدلات خارجية تخدم استقرار وامن العالم، فتلك مسألة خارجة عن إرادة الرئيس فما يحرك العالم اليوم هي المصالح والتكتلات الاقتصادية، ولن تكون المسألة الأفغانية والعراقية والفلسطينية وغيرها طلاسم سحرية في خاتم اوباما، وإنما مصالح قومية عليا للولايات المتحدة، وكل ما سيختلف هو رؤية وتعامل الحزب الديمقراطي المختلفة مع الوضع العالمي، دون أن ننسى أن النظام الأمريكي في جوهره نظام رأسمالي، فسياسة الحزبين الديمقراطي والجمهوري تعبير عن ذلك الجوهر.

 
 الأيام 9 نوفمبر 2008

اقرأ المزيد

عـُـمـَــال ألــبـــــــا…!

 

 

 

 


عـُــــمـَـــال ألــــبـــــــــــا…!

 


هــُــم  هـــكــــذا:-

كالـمـاء مـن بـحـر السـواعـد يـطـلـعـــونْ
كالـنــور فـي لـيــل الـتـبـاعـد يسـطـعــونْ
كـمـنــارة الـــدرب الـمــؤمَـــل لـلـعــيــونْ
فـي مـصـنـع الـفـجـر انـتـشـوا…
وبـقـبـضة الـبـســلاء…
والـهـدف الـبـهـيــج يـلـوِّحــونْ
وبــريـشة ِالـجـرح ِالـمـضـمـَخٍ ِ…
بـالـبـنـفـسـج ِيـكـتـبـونْ

هــُـم هــكـــذا:-

ركـّابُ قـاطــرة ِالـنـضـال ِالـصُـلـب.ِ..
لـلـتـأريــخ حـيـن يـكـابــدونْ
أنــدادُ رأس ِالـمــال .ِ..
أضــدادُ الخـديـعـــةِ …
والــريــاح ِالـصُـفـرِ …
والشـوك ِالـمُـنشَّر والـظـنــونْ

كانــوا…
لأقـبـيـة الـزنـازن ِوالـفـجـيـعـةِ …
والـمـوانـئ يـألـفــونْ
وسـقـاهـم تـرسُ الـفـوائـضِ …
مُــرً كـاسـات الـمـنــونْ
( سـلـطـانُ ) يـفـتـتـح الـسُـرى…
و( عـزيــزُ )يـكـظـمُ غــربــة…
و ( مـحــمــدٌ )
مــا كــان آخــرُ مــن يـكــونْ

هـُــم هــكـــذا:-


مـن رحـم بـوتـقـة الـبــلاد تـولــدوا…
وتــوحـدوا…
وتـعـاهـدوا…
وتـواعـدوا…
وأدارهـم قـطــبُ الــرحى  –
هـمُّ الــرؤى والـخـبــز…
والـفـرح الـمـؤجَّـل والشـجـونْ –
فـأحـالـهـم…
صـفـّـاً و قـلـبـاً واحـداً…
لـشـنـار شـرنـقـة الـطـوائـف يـخـلـعـونْ

هـُــم هــكـــذا:-

نـفـضـوا غـبـار شـتـاتـهـم…
فـتــدفــّـقـوا…
وتـعـانـقـوا…
وتـــألـّـقـوا…
جـعـلـوا نـقـابـتـهـمْ…
سـفـيـنـة حـبـٍّهـمْ…
وبــهـا إلــى…
فــجــر ِالـحـقـيـقـة ِوالـسعـادة ِيُـبـحــرونْ
 

عـبـد الـصـمـد الـلـيــث
31/10 / 2008   
 

اقرأ المزيد

جــــــــُـــرْحٌ يـُـــضــِــــــيء


الشاعر عبدالصمد الليث يكتب قصيدة رثاء في الذكرى الثانية والعشرين لاستشهاد الرفيق المناضل  الشهيد هاشم العلوي  الذي عذب حتى الموت واستشهد  في 18 سبتمبر 1986في سجون البحرين إبان مرحلة قانون أمن الدولة المقبور.
 
 
 
 
 
 
جــــــــُـــرْحٌ  يـُـــضــِــــــيء
 

يـَـبـْـنَ الحــقيقة ِو الــرِِِؤى
يـا أيـهـا الـجـرحُ المـعـتـّقُ
يالـذي…
مـن بـحـرِِك الظـمـآن ِو الـنـخـل ِالـمـعـطّـشِ…
صـاغ كـفّ الـقـحـط ِشِـربـكْ
يـا أنـت َِ…
         يـا زيـن َالـنـوارس ِ
          أيـهـا الـمـرصود بالسهـم / الظـلـيـمـة
لـم يـزل …
         – أبـداً سيـبـقى –
          يسكـن الـتـغـريد ُسـربـكْ
قـتـلـوك في لـيـل الـفـجـيـعـة …
                         والــقـيـود…
                           فأوقـفـوا خـفـقـان قـلـبـكْ
حـيـن إنتميت إلى ( جـتـوب )… 
                    فـصار عـشق ُالـفـجـر ِذنـبـكْ
ومضـيـت تـخـتـزن الأسى
وتـشــيـع باللـحـن الـمـنـى
وتـشـيـح عـن رَغََـد ِالأنـــا 
                    فـفـديـت َبالأنـفـاس ِشـعـبـكْ


هـا قـد مـضـى …
عـامـان بـعـد قـتـامـة الـعـشريـن
والـنـجـم الـمـنـوّر فـي مـدار الـنـاس … 
                 وجــه ٌيـُسـتـضـاءُ بــهِ 
           فـيـلـتـمس السراة ُالـبـيـضُ دربـكْ

يــا هـاشـم الـعـلـوي :


مـا زال الـمـعـذّبُ
– كالـذي قـد كـان –
يـنـحـت فـي جـدار الـمـال …
                             نـهـبــاً للـبـلايــا
مـا زال مـوكـبـُنـا …
                             تظللـه الـمـنـايــا
مـا زال بـيـع ُالـذات …
                            وهـبــاً للـعـطـايــا
مـا زال ظهـرُالـحـرف …
                         يــركـب كالـمـطـايــا
ويسيـر إصـرارُ الـنـخـيـل بـجـذره ِ 
              ويـديـم صـبـرُ الأرض حزبك˚

يــا هـاشـم الـعـلـوي :


هـا قـلـب ُالـوفـاء ِيـعـيـش حـبـّكْ
يــا هـاشـم الـعـلـوي
 
 
عبد الصمد الليث
18/9/2008

اقرأ المزيد

نـافـــــذة الفـجـــــــــــر …!


   

 

 


نـافـــــذة الفـجـــــــــــر …!
 

 
للفجـر درب بالنجـــــــوم يعـبّـــــــــــدُ       وبـنــزف ضــوء الزاهــرات يـعـمـــدُ
للمهـــرجان يـخـبّ كــلّ مــولـّـــــــــهٍ       يحــدو بــه ومــع الاحـبــة منـشــــــــدُ
ولطائــر الغـبـش المــراد غـنــــــــاؤه       عـشّ له بــرؤى الضمـائـر يقـصــــــدُ
النهـر يظـمـأ ان توقـّـف نـبـعـــــــــــه       والنـار دون وقــود فـعــل تخـمـــــــــدُ
والضيف دون الجـود ما عـرف القِرى       بالأمـس دون الآن لـن يـصـل الغــــــدُ
فـتجـمعــوا وتطـوعــوا وتـتـبّـعـــــــوا       ولسـوف يـزهــو بالـتـوحـد مـشـهـــــدُ
فلـنـا اطلـت بالتـقــــدم نــشـــــــــــــرة       هـي كـوّة  للنــور وهــي المــــــــوردُ
خمـسٌ مضـيـن وفـي المـسـيـرة عـبـرة       خمسٌ مضيــن ونهـجـهـا يتـجـــــــــددُ
قـمـريـة تـهـدي لأصـبــاح المـنــــــــى         يخشى الظـلام ضياءهـا والارمــــــــدُ
واليــوم ابــرح مــا عـنـيـت ملـمّــحـــا ً         وأشـيــــر بالتصريــح مـا هـو أبعـــــدُ
اليـــــوم اقــدح بالقـصــيـــد ملامـتـــي         واللوم جمــر للحقـيـقـــة يـوقــــــــــــدُ
ها انتِ.. انتَ.. انا وجــلّ صحابـتـــــي        كـُـثــرٌ بقــــول ٍ والفـعـال تـفـنـــــــــــدُ
هـذا عــوى.. هـذا حـوى.. هـذا طــوى         هــذا نـوى.. هــذا ثــوى وكـذا بـــــدوا
هـذا عــوى كالكـلـب يلـهـث دأبـــــــــه         أعـليه تحمـل او تـركـت سـيـرصــــــدُ
هـذا حـوى مـن مـمـا اتـاه تـكـسـبـــــــا ً       للـذات يـركـع في الحيــاة ويـسـجــــــدُ
هـذا طـوى تـأريــخـــه مـتـلـبـســـــــــا ً        للضــد يعـمـل والشـنـاءة يـســنــــــــــدُ
هـذا نـــوى ما بـيــن بـيـــن غـائــــــــم ٍ        فالقـلـب يهـفــو والنـكــوصُ يـحـــــــددُّ
هـذا ثــوى كقـيـام نـخـــل ٍ سـامــــــــق         كرعـيـل عـشـق ٍ بالشهـادة خُـلـّــــــدوا
ولعـل مـا يـدمــي المــروءة والـنـهــــى        دودٌ طـفـيلـيٌ يســــوس ويـفـســـــــــــدُ
ان كـان فـي سـوق النخاسـة دائـمـــــــا ً       عـبـدٌ يـبــاعُ فـيـشـتـريـــه السـيــــــــــدُ
فـلباعـة الاقـلام عـــرضٌ فـاضـــــــــحٌ        هــو باخـتـيــار الـمـفـسديـن ويـعـقـــــدُ
بئس الحروف حروف من وجد الصدى       طـمـعــا ً وسحـتـا ً بالـريــاء يـنـضّـــــدُ
غـضّّـت عـن الآلام طـرف حـروفـهـــا        فـغـفـا وجـرح الواهبـيــــــن مـسهــــــدُ
عــار عـلى الاقــلام ان تجـد الحـمــــى         فـيـمـا تـراه ويسـتـغـيـث وتـجـحــــــــدُ
عــار على الاقـــلام ان تجـد الدمــــــــا       خـضـبـت طريـق الواثـبـيـن وتـقـعــــدُ
عــار على الاقــلام ان ترضى بـمــــــا        ضام الجـمـوع وسـيـف قـول يـغـمـــــدُ
عــار على الاقــلام طأفـنــة الجـــــوى         فالعـشــق للوطـن الحـبـيـب مـوحّــــــدُ
يا سـادة الحـرف المدجـّــن ويـلـكــــــم         ان حــلّ فـجـر أو تـنـفــّـس مـوعـــــــدُ
يا قــادة الفــرح المـؤجّــل ايـنــكـــــــم؟        هـبّــوا كصُلـبٍ اقـــدم ٍ وبـه اقـتــــــدوا
قـد بـح ّ صـوت نخـيـلـنـا مـن جـد بــه          وبـكـم يـهـيـب فـمـن يـرد مـن اعـتـدوا؟
البحـر يـصـرخ شاكـيــا ً طول الصدى        والـنـاس تـجـأر: ايـن ايـن المـنـجـــــدُ؟
ايـن المـرايــا الـبـيـض؟ اين ثـقـاتـنـــا؟        ايــن الأبـــــاة؟ وايـن ايـن المـرشــــدُ؟
آن الاوان لـرفـض كـل ذريــعــــــــــة          تـرث الشـقــاق وحـــق ّ ان تـتــوحـــدا
عـبّـوا كؤوس الصبر من عــذب الاذى        وتجـرعــوا مـــر الـثـبـات لتـسـعــــدوا
وخــذوا ركـام الهّـــم ســرج صلابــــة         وتـداولـوا وحـي الامــاني تـنـجــــــدوا
آت غــد.. ابهـى واجـمــل مــــــا رأت          عـيـنـــان حـيــث يـثـاب الانــكــــــــــدُ
سيـحـيــق مـكــر السـيـئـيــن بـأهـلــــه       والعــدل يـنـشــر والظلــوم يـقـيـــــــــدُ
سـتـزول عـولمـة التوحـش والـوغـــى       ويـســود عــصـرٌ للشـعـوب مـؤكــــــدُ 
  



عبدالصمد الليث     الاربعاء 9/1/2008

اقرأ المزيد

تـقـاسـيـم على وتـر الهــم…!

 

 


تـقـاسـيـم على وتـر الهــم…! 
  


 ( إلى رفاق و أصدقاء المنبر الديمقراطي التقدمي) 
  
  
حيـي الرفـاق الحافـظـيـن عهـــود       واتـبـع سبـيـل الراسـمـين صمــــودا
هـذا نظــام الخالديـــن يــــد لـنــــا      عـبـر النـضال بـأن نـكون جـنـــودا
ومـدان يعـمـر قـلـب ذاكـرة العـلى      وشـقـيـقـه حـسـن يعـيـش خـلـودا
ويـخـط أرميــك المعـالـم راسـمــا ً       أملا ً لفـجـر الكـادحـيـن شـهــودا
ويـقــوم مـنـبـرنـا العتـيــد بــدوره       أمسى لـجـذر جـتـوبـنـا مـمـدودا
هـذي العـشـية حفـل تـكريـم الالـى       سـلـفـوا وكـان عـطـاءهـم مـشهـودا
قـاموا بما يـثري المـسيـر وحسبهم       ثــالـوث نــواب يــجــيــد ورودا
ودوام انـشطــة وشعـلــة نــشــــرة       وتـمـام مـنـتهـج بـقـى مـحـمودا
لكـن مــا يــدع الســؤال محيـــــراً ً       ويـزيـد آهـات النـفـوس وقــــودا
كـيف استراح مـن النضال أحبـة ٌ؟       منهم شـكـا حـتـى القـعـود قـعـودا ؟
كـيف اسـتـكانـوا للـذوات تـذرعـا ً       بالعـاديـات وكــان ذاك صــــدودا ؟
والبعـض صار كطائـر في مـوسم       والبعـض صعّــر للحضــور خــدودا
يـتـثـاقـفـون بـفـكـرة مـن نعــــــرة       إذ يـلبـســون رؤى الحـراك جـمـودا
يتحـذلقـون بـنـقـطـــة لنـظـامـهــم       تـئـد المحـجـة فـكــــرة و ردودا
قـولـوا لمن ملأ الأمـاسي صيـحـة       يـدعـو إلى زخـم النـشـاط صعـودا
هـذا هـو الميدان فـأسـتبق الخـطى       واقـــرن مــقـــالـك بالـفـعـال كـدودا
و امنــح عـطـاءك للقـضـيـة بـاذلا       ما تـسـتـطـيـع مـحـبـة و جهـودا
و اثـبت بأنـك في المواقـف فاعــلٌ       وكـفـى بكـل المخـلصـيـن وعـودا
يا كـل مـن حضــر اللقـاء تـيـمـنـا ً       بالمـوجــبـات مـتـابـعـا ً و ودودا
خــدم الشغـيـلـةِ انـتـــم حـتـى وان       كانــت جــذور الأكثرين وفـودا
مـدّوا الأيادي بالـنـدى وتـبـرعــوا       فالجـــود يـمـنـــح مـا نحـب وجـــودا
دمـتـــم لمـنـبـرنـا ودام بـكـم لـنــا        والعـيــد لاح عـلى الجـمـيــع ســعــودا

       عبدالصمد الليث 19/1/2005م
  
  

  
 

اقرأ المزيد