أحياناً كثيرة يكون المناضلون الكبار رجال مأساة؛ لأنهم رجال قضايا كبيرة يعيشون حرارة أوضاعها لحظة بلحظة ويضحون من أجلها. هذه الفرضية، وفق تجارب محلية وعالمية، تخالف الاعتقاد الذي يُصوّر لنا بعض المناضلين وكأنهم يعيشون خارج الزمن، بعيدين عن الزحام والضوضاء والصخب، أو يُصوّرونهم بمثابة ‘برستيج’ وجاهة؛ ينعمون بالهدوء والسكينة بحثاً عن الطرق السهلة للشهرة والزعامة، أو التهرب من المشاكل.. نعم هذه الفرضية مرفوضة في ذلك الزمان على أقل تقدير، حيث في داخل هؤلاء المناضلين آنذاك، تتجمع جرأة وشجاعة، وأيضاً سلوك وأخلاق ومواقف يقدمون عليها ويتحمّلون نتائجها بإيمان عميق، ولذلك، فإن المناضلين الحقيقيين دائماً ما يكونون قلة بالنسبة للعامة، يخرجون في لحظة سياق تاريخي ينشد التغيير نحو الأفضل، نحو الأحسن، ونحو ما يريده الناس في غالبيتهم العظمى، وتكون أفكارهم مشروع رؤية.
وعلي عبدالله مدان (1932- 1995) واحد من هؤلاء؛ حيث تناولنا في الجزء الأول من سيرة هذا الرجل اليساري شيء مما تختزنه الذاكرة الوطنية من قبل معاصريه، أو من الذين عملوا معه في الأيام الصعبة، أيام المحن، وتحدثنا عن أشياء جديدة غير معروفة عنه سابقاً عند أقرب أقربائه، وهو لقبه الحقيقي ‘نجيناه’ وليس ‘مدان’، وفق ما ورد في رسالته لأحد رفاقه في قيادة جبهة التحرير بعثها له قبل عشرة أشهر من وفاته في بلجيكا .. وفيما يلي نستكمل الحديث بأشياء جديدة أخرى:
كانوا ثلة من الشباب البحريني المناضل الطالع على مرحلة مؤلمة، مدهشة .. ربما علي مدان كان يقودهم، أو ربما أحداً منهم يقوده، أو ربما يفكرون بعقلية قيادية جماعية (سيان)، لكنهم كانوا، وبلا شك، يملكون وعياً سياسياً، وأيديولوجياً يحاولون نشره بين الناس .. فيهم حيوية الرجال، غاضبون من المستعمر البريطاني آنذاك، ومن الظلم الطبقي أيضاً. في داخلهم غلالة من الحزن، وربما ‘صبوات رومانسية’، وأشياء مخفية تداعب أحاسيسهم وحواسهم، غير إنهم لا يفصحون عنها، ومع ذلك، إنهم مثل بقية البشر ‘يسرعون تحت المطر. ينمون في بطون أمهاتهم . ثم يخرجون إلى الدنيا بعد آلام الطلق .. ويصرخون أثناء الولادة كسائر الكائنات التي لها علامة’.
في غرفة، لا تتسع سوى لسريرين وطاولة صغيرة وضع عليها راديو صغير، وكُتب باللغتين، العربية والفارسية، وبضع قصاصات لـ’أوراق مخيفة’ آنذاك، كان علي مدان وشقيقه حسن يتقاسمان هذه الحجرة العتيقة، الضيقة، الكائنة فوق مقهى أحمد شاه الشعبي، (قرب سينما الحمراء سابقاً) بالمنامة.
كراسي هذه الطاولة تتكون من السريرين، حيث يجلس ضيوف قريبون جداً من مدان وشقيقه، على هذين السريرين الذين يعانقان الطاولة بزاوية منكسرة على شكل سرير ونصف السرير، وفي هذه الحجرة يتعاطى (مدان) معهم الأحاديث حول أحلام المستقبل، (الممنوعة سابقاً)، ويتبادل المزاح ويطلق النكات .. الحزن والفرح، وربما الغضب .. يقرأون. يستمعون إلى الراديو، ويلعبون الشطرنج.
يقول عنه رفيق دربه سلمان علي: إن مدان ‘مدمن قراءة كتب تنويرية باللغتين العربية والفارسية .. مدمن شطرنج، ومدمن سماع راديو ونشرات الأخبار’، وخاصة إذاعة ‘بي كي إيران’ التابعة لحزب تودة الإيراني، والتي كانت تبث من ألمانيا الشرقية آنذاك، حيث يرصد برامجها بانتظام ويلخص مواضيعها ويترجمها للعربية، وفيما بعد يوظفها كوسيلة إعلام ثقافية، إضافة إلى معرفة ما يجري في العالم حوله بنظرة تحليلية.
في تلك الحجرة الصغيرة، كان مدان محاصراً من ‘الداخل والخارج’، في الداخل لا يوجد إلا ممر ضيّق يتسع لخطوات رجليه كي يعبر إلى سريره، أما في الخارج فترصده المخابرات وتتبع خطاه، ويحكي سلمان علي حكايته مع ضابط المخابرات ‘يوسف البلوشي’ الذي يراقبه باستمرار، حيث جاء هذا الأخير لصبي القهوة التي كان علي مدان يقضي أوقاته فيها، واصطحب معه الصبي للتحقيق، وعندما امتنع الصبي عن الإدلاء بأية معلومات عن مدان، هدد ‘البلوشي’ ذلك الصبي بالتسفير إلى إيران، غير أن الصبي تماسك، ولم يكترث لهذه التهديدات احتراماً لعلي مدان الذي يعزه كثيراً، وعند خروجه من التحقيق قام على الفور بإبلاغ مدان بأنه مراقب من قبل المخبر يوسف البلوشي، ليتخذ الحذر فيما بعد ولكن ما مصير صبي القهوة ؟…. [ ].
أما رفيقه عبدالله الراشد البنعلي (أبو غسان) الذي ‘افتتح’ مع مدان زنزانة ‘لكنارة’، في سجن القلعة، حيث كانا أول من أودعا السجن فيها من المناضلين بعد بناءها حديثاً، فيختزل شخصية علي مدان النضالية قائلاً ‘علي، مناضل متماسك، سري للغاية، يملك معلومات تنظيمية كثيرة، ولكنه لا يبوح بها لأحد .. مفكر، محلل، بسيط ومتواضع، يمزح ويطلق النكات’.
عندما كنت معه في زنزانة واحدة في العام (1959-1960) ـ بقدر ما تسعفني الذاكرة للتواريخ بالضبط [ ] لم أشعر بالملل قط، وكانت معنوياتي دائماً مرتفعة. أذكر أن ما كان يضايقنا آنذاك، هو عدم السماح لنا بالذهاب إلى الحمامات إلا مرة واحدة في اليوم، وعادة ما تكون الساعة الخامسة عصراً، حيث إن زنزانتنا ‘لكنارة’، بقدر قربها من الحمامات، فهي قريبة أيضاً من مكاتب التحقيقات، وكانوا يخشون على ما يبدو، من إننا سنلتقط معلومة ‘شاردة’ عما يجري هناك، ولذلك كنا ‘نلاعبهم بالإنذار المبكر القريب من الزنزانة’، فأحياناً نرمي ‘غترة’، وأحيانا، نرمي أشياء أخرى لدينا لإفزاعهم.. فيركضون نحونا.
ويضيف أبو غسان ‘ذات يوم، اقتحم رجال الأمن زنزانتنا، وأخذوا علي مدان من الزنزانة عصراً، وعادوا به في اليوم التالي صباحاً ملطخاً بالدماء، وكان في حالة يرثى لها من شدة التعذيب الذي تعرض له، وعرفت فيما بعد أن مدير المخابرات، البريطاني (بوب)، ومساعده (الأردني) أحمد محسن، ويوسف البلوشي هم الذين كانوا يعذبونه.
أطلق سراحي بعد نحو عام ونفوني مباشرة إلى السعودية .. والحديث مازال لأبو غسان، أما علي مدان فقد حكم عليه خمس سنوات، وعلى شقيقه حسن ـ (الذي كان بالقرب من زنزانتنا) ثلاث سنوات (على ما أعتقد)، ثم تم نفيهما إلى إيران، لكن معرفتي بمدان سبقت سجننا بثلاث سنوات، حيث كان المناضل علي دويغر قريباً منه منذ مدة طويلة، وعرّفني عليه ‘حزبياً’ في مكان يعتبر ‘مركزاً ووكراً لليساريين آنذاك، وهذا المكان، على ما أتذكر بالقرب من ‘حوطة أبل’، وفيه مكتبة كبيرة مليئة بالكتب خاصة بـ’الجبهة’، وزاد تعرّفي بمدان بعد رحلة جماعية لرفاقنا وأنصارنا إلى بستان، وذلك في العام ,1957 وشاءت الظروف فيما بعد، أن أكون معه في زنزانة واحدة، وفي مناف مختلفة، حيث اعتقلنا في حملة شرسة ضد الجبهة في مارس/ آذار، كنا قبل أيام من هذه الحملة، ‘نخط الشعارات على الحيطان، ونوزع المناشير في كل مكان، تضامناً مع المنفيين في هيئة الاتحاد الوطني.
زرته، أنا وعلي دويغر في قطر في بداية الستينات، حيث كان مدان في الدوحة الجديدة، وزارنا هو في بيروت بعد حل المجلس الوطني في العام ,1975 والذي أعرفه جيداً، أن علي مدان زار إيران بعد الثورة هناك في العام ,1979 لكنه ما لبث أن غادرها، حيث تعرض للملاحقة والمطاردة، تماماً كما كان يطارد من السفاك في عهد الشاه، ومن إيران انتقل إلى الإمارات بشكل سري، في بداية الثمانينات، وهناك عمل حارساً لبناية، وتعرض أيضاً إلى مضايقات المخابرات، حيث اشتكى لنا ذلك، فأخرجناه من دبي بجواز سفر يمني (اليمن الديمقراطي سابقاً) وانتقل معنا إلى الشام في العام ,1986 حتى غادر دمشق 1993 إلى الجزائر، حيث حضر (مؤتمر نقابي أو دورة نقابية) بينما كنا في دمشق نرتب مع أحزاب شقيقة نقله من الجزائر إلى بلجيكا، وهذا ما تم، وعاش هناك حتى وفاته في 27 يناير/ كانون الثاني ,1995 بالمرض الخبيث الذي ضرب مثانته، مثل رفيقه أحمد الذوادي، وكان مصدوماً بانهيار الاتحاد السوفيتي.
رفيقه (إ . م . ع)، حيث كان يزور ‘مدان’ في قطر باستمرار في إطار ‘مهام وتكليفات تنظيمية’، وفق ما قاله لـ’الوقت’، تحدث إلينا بشهادته عن الفقيد الكبير قائلاً: دعني أتكلم لك عن اللقاء الأول الذي جمعني به، كيف كان؟ وكيف حيّرني صمته وأربكتني نظراته الفاحصة من أعلى رأسي إلى قدمي، حتى الحذاء الذي ألبسه؟! فهمت فيما بعد، أنه ‘عندما يتعرف على شخص جديد للمرة الأولى، بقدر ما يجيد ملامسته، تماماً كما يلامس الكلمات، وإخراج المفردات بوضوح من فمه ينظر في البدء إليه وكأنه يقرأ أفكاره ونفسيته النضالية والسلوكية، ويختبر إخلاصه كقراءة أولية وبهدوء سكوني، يلي ذلك نظرة ترحيب تجذبك نحوه بأريحية. وهنا، على المقابل اجتياز امتحان صمته، بماذا يفكّر (مدان) في ثوانٍ معدودات، أو دقيقة بالكثير قبل أن يدخل، أو يدخل محدثه في الموضوع الذي جاء من أجله إليه، أو استشارته فيه (…). كانت له قدرة عجيبة على فن الإقناع ويلامس محدثه بكلمات دافئة، تسحره في حالتين: الحديث عن مكامن القوة لمحدثه دون تكلف ومزايدة، فيما يعالج نقاط ضعفه، إن وجدت، بأسلوب صادق ومحبب للمتلقي.
تساءلت في لقائي الأول به: تُرى، كم كان يلزمه من الصمت وعمق التفكير كي لا يشي به أحد من رفاقه ‘المخترقين’، أو أي كائن كان، خاصة في ‘الدوحة الجديدة’، حيث كان يعيش، بينما المخابرات البريطانية كانت تعمل جاهدة على اقتفاء أثره؟
ويضيف (إ. م. ع): كعادته، بمحاذاة تنظيمه السري يَمرّ، لا أحد يسأل أي طريق سلك، ومن دله، أو هل هو البادي بتشكيل الخلايا الأولى، أم إنه ‘انتظر لفرط ما انتظره حزبه، ولكنه لم ينتظر؟!!’.
علي، ربما عكس الناس. ربما، مثل الناس أيضاً، غير إنه مختلف’!!’ فقد شاءت الظروف أن يمشي فوق أراضي الغرباء. يعمل، وهو المتعلم والمثقف الواعي، بالمياومة (اليومية) في البناء مع شقيقه حسن الذي اعتقل معه في سجن جزيرة ‘جدة’ لمدة خمس سنوات، ونفي معه إلى إيران في محاولة تسليمهما معاً صيداً طرياً إلى ‘السفاك’، لكنهما أفلتا من قبضة المخابرات الشاهنشاهية بفضل ذكاء (مدان)، ولقبهما الذي أطلقته والدتهما على شهرتها.
ومن المفارقات، عندما اعتقلوه في الخمسينات وقبل نفيه إلى إيران، صرخ أحد جلادي المستعمر في وجه مدان ‘يا غريب لم أنت هنا؟!’. لكنهم سألوه في وقت متأخر، بعد أن نما.
في طفولته، وقبل أن يشتد عوده لم يطرحوا عليه هذا السؤال، لماذا؟ وقبل أن يعارضهم، كان من الطبيعي، أن يكون بحرينياً، لماذا؟ وعندما كبر ونما استكثروا عليه المواطنة، مثله مثل آخرين: الباكر، الشملان، الذوادي، عجاجي، البنعلي، النعيمي، العكري، خلف، الجمري، الستري، والشهابي ومئات المناضلين البحرينيين الذين سحبوا جنسياتهم في تلك الفترات العصيبة.
علي، وشقيقه حسن، لم يعرفا سقف بيت، ولم تكن لهما عشيقة ولا زوجة. حسن هو ‘أستاذ البناء’، وعلي يساعده في صف البلاط، كان ماهراً مثل أخيه. ولكن ماذا كان علي مدان يفعل في لياليه من دون امرأة ولا أطفال؟
يقول القريبون منه: في لياليه يقرأ الكتب ويضع تعليقاته على هوامشها، يلخّص ما استوعبه، ويعيد قراءة ما لم يستوعبه. يناقش الموجودين حوله. يتعلم من الناس ويُعلمهم، وعندما يصفن مع نفسه ينسج لآلام الفقراء وجراحهم راية.
في الصباح، إن لم يحصل على عمل يومي لسد رمق جوعه، تراه يخالط الناس في المقاهي، و’يجمع رأسماله الاجتماعي من خلالهم’. ينشر الوعي والحب بكل صدق، وهكذا يلتف حوله الناس. يتنقل من مكان إلى آخر يوزع ابتسامته على الكبار والصغار، ولذا قال فيه الشاعر علي الشرقاوي في سجن ‘سافرة’ في فبراير/ شباط 1978 قصيدة ‘السنبلة الأولى’، بعد أن سمع حكايته من رفاقه: ‘وكان/ يُجيب الطريق:/ لقد كان يتعب منه التعب!’.
هكذا، وربما كانت طفولة علي مدان، أو علي ‘نجيناه’، غير معروفة، []لكنه، حتماً كبقية الأطفال في طفولتهم .. ربما سرق ‘اكنار واصبار وتمر أو رطب’ من البساتين، أو من نخلة الجيران، وربما ضرب أطفال حيه أثناء اللعب معهم، وعندما كبر، ونما، صمد في وجه المستعمر الذي كان ينهب خيرات بلادنا، وصمد أيضاً أمام الشرطة السرية التي مارست أبشع أنواع التعذيب، وكانت تداهم الوطنيين الأحرار، بحثاً عن منشورات تحرض الناس على ‘الوثبة’ ضد المستعمر والتحرر منه، وكذا النضال من أجل الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية.
علي مدان، كان يبكي على الذين يموتون، مثلما يبكي الآخرون على عزيز رحل من الدنيا، ويصاب بحرقة مثلهم، فقد وصف محمد فروتن لـ’الوقت’ حالته بعد سماع نبأ تصفية رفيقه حسن نظام ؟(2) من قبل السفاك في طهران: ‘كان يبكي بهستيريا لم نشاهدها من قبل.. يضرب بقبضته تارة، وتارة أخرى يضرب بجبهته على سطح الطاولة.. كنا مرعوبين عليه وقتها في أن يصاب بمكروه’، وإذا به يهتف فينا ويقول:’ يجب أن نستمد القوة من هؤلاء الرجال الذين استشهدوا من أجلنا، من أجل الوطن، لنستمر في النضال وتحقيق ما كانوا يطمحون تحقيقه. وهنا دَبَّ فينا شحنة من الحماس على مواصلة الطريق .. لـ’نبني أوال جديداً’.
* 1 ـ (نبيل فياض ـ ‘مدخل إلى مشروع الدين المقارن’) ص9
*2- مناضل بحريني من مؤسسي جبهة التحرير استشهد تحت التعذيب في سجون السفاك سنة 1956
مدان يعود…!
‘إلى الغائب الحاضر: النقابي علي مدان’
بين الناس…
روح بجذر ممتدةْ
وبالإحساس…
عاش بزحمة الشدةْ
علي يكبر…
يشوف الليل يتعدى
ظلم يقهر…
وسيف مسلط بحده
ومثل نسمة شمال تهب
مثل جلمة قلم يكتب
مثل كَطرة ندى تغسل وجه وردةْ
علي يسهر…
يعيش أحلام فجريه
يبني ساس…
جيف يعيش من كده
عزمه داس…
جمر الموت…
خاف الخوف…
كيد الضيم ما رده
صار شراع ويسافر…
جيف أوداع ويهاجر…
زرع روحه…
فسيلة شوك في ارض الوطن حاضر
جرح موال…
يتحجى بلسان الحال… للعمال:
العامل عمر مكَدود…
ما ذايك طعم فيه
يصبر والصبر محمود…
وأفعاله نقابيه
ولا يصبر…لهب ساري على ماي الحنينيه
العامل جنح مصيود…
صادوه الحراميه
دود المال… وبطون الطفيليه
تبوك الفرح من دنياه
تبوك الثمر من مسعاه
تبوك التعب من يمناه
وعذاري تفيض حنيه
ومدان يعود للديرةْ.. ابد ما غاب
شايلها تحت رمشه
مع طير المسا ليَ يرجع لعشه
مع كعدة عمل غبشةْ
مع لمّة حبايب تطرد الوحشه
وما يرضى مدان اليوم…
كل من يدعي عاشك يغني للشمس وحده
مدان يعود للديرةْ…
مع فعل الثلاثي زينل ومرهون.. ابن سلمان…
واللي يخلص النيّة
مدان يعود للإصلاح…
للفرحة المناميّة
مدان يعود
الشاعر عبدالصمد الليث
29/4/2004
‘لا بأس أن يمتلك الإنسان فكرة، يكرس لها شيئاً من وجوده، أو كل وجوده. ولا مانع أن تمتلك الفكرة الإنسان، فيصبح عبداً لها، تأسره في ليله ونهاره، وتحتل حياته وربما مماته. ولا مانع أيضاً أن تكون تلك الفكرة غير واقعية، ولا يمتلك دليلاً على صحتها غير إيمانه بها. لكن ما يحق رفضه بحزم، هو أن يطالب بفرض تلك الفكرة التي تأسره على غيره، في ظل أية حجة’.؟