عبّرت البحرين عن حزنها على رحيل صاحب السموالملكي الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، وجرى استذكار ما قدّمه الراحل من خدمات ومنجزات للوطن على مدار عقود، وما نهض به من أدوار في بناء الدولة وأجهزتها المختلفة.
وعبّر البحرينيون أيضاً عن تهانيهم لصاحب السمو الملكي ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة على الثقة الملكية السامية بتعيينه رئيساً لمجلس الوزراء، وعن تمنياتهم له بالتوفيق في أداء المهام الكبيرة في المرحلة المقبلة، في مواصلة مسيرة التنمية وتحقيق تطلعات المواطنين في حياة كريمة تلبي حاجاتهم في مختلف المجالات.
وفي هذا السياق جاء ما عبّر عنه المنبر التقدمي من خلال البلاغ الصادر عن مكتبه السياسي، الذي رفع فيه التعازي برحيل المغفور له الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، كما تمنى فيه لسمو ولي العهد رئيس الوزراء التوفيق والسداد في تلبية أماني وتطلعات شعب البحرين وتحقيق كلما ينهض بواقع هذا الشعب في المرحلة المقبلة، ويفتح آفاق جديدة له خاصة في مجالات التنمية والتطور والتحديث وضمان الحياة الكريمة للمواطنين وتحقيق المواطنة الدستورية.
وعبرت جمعيات سياسية، بينها المنبر التقدمي، ومؤسسات للمجتمع المدني وهيئات شعبية مختلفة، عن حرصها على دعم ومساندة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في توجهاته الرامية إلى تحقيق تلك الأهداف والتطلعات، وكل ما يصبو إليه شعب البحرين، وتحقيق المصالح العليا للوطن والمواطن.
التحدّيات التي أمام وطننا ليست قليلة، خاصة في ظروف الأزمة الاقتصادية العامة في العالم التي فاقمتها جائحة “كورونا”، وترافقت مع الانخفاض الكبير في أسعار النفط الذي هو مصدر دخلنا الأساسي، كما أننا نقع في إقليم مضطرب يواجه مخاطر مختلفة تهدد الأمن والاستقرار فيه.
ومن هذه الزواية بالذات أكدّ “التقدمي” على أهمية بلوغ المعالجات الصائبة للمشكلات والمعوقات التي تواجه بلادنا على كل الصعد، ومثل هذه المعالجات تتطلب توافقاً بين الإرادتين الشعبية والرسمية، والمؤمل أن سمو ولي العهد رئيس الوزراء الذي يدرك أهمية ذلك، سيواصل جهوده في هذا الاتجاه، وسيحرص على مشاركات شعبية أوسع في رسم القرارات، بما في ذلك السعي لتطوير الأدوات الرقابية والتشريعية لمجلس النواب ليكون شريكاً فعالاً في أداء هذا الدور.
وتتميز البحرين بوجود كوادر كفؤة من أبنائها من الجنسين ومن مختلف الأجيال، بمن فيها الجيل الشاب، وهي قادرة على العطاء والبذل في خدمة الوطن إن وجدت الرعاية والاهتمام والتمكين، ونثق بأن سمو ولي العهد رئيس الوزراء سيعطي هذا الأمر اهتمامه الكبير.
الآمال المنشودة
التطبيع مرفوض شعبيا
في البحرين وفي غيرها من الدول العربية التي طبّعت علاقاتها مع دولة الاحتلال الصهيوني، وفي الدول التي ستسير على الطريق نفسه، هناك حقيقة ساطعة هي أن هذا التطبيع مرفوض شعبياً، ولن يحظى، في أي حال من الأحوال، بغطاء شعبي، ولا حتى بتفهم للمزاعم التي تساق لتبريره.
ولنا في ذلك تجربة ثابتة وواضحة في دلالاتها، هي تجربة التطبيع في مصر والأردن، فرغم مرور عقود على توقيع حكومتي البلدين على ما وصف ب”اتفاقيات سلام”، فإن شعبيهما الشقيقين استمرا في رفض هذا التطبيع، ووقفت القوى الشعبية كافة سداً منيعاً بوجه أي اختراق صهيوني للمجتمع فيهما، كما كشفت التجربة نفسها زيف المزاعم التي يجري ترويجها عن الرفاه المنتظر من وراء التطبيع مع عدوٍ غاصب وعنصري معبىء بالكراهية ليس فقط لكل ما هو فلسطيني، وإنما لكل ما هو عربي.
وقد كشفت ردود الفعل الشعبية في البحرين خلال الأسابيع القليلة التي مرّت منذ اعلان توقيع الاتفاق مع الكيان الصهيوني استياء كافة مكونات شعبنا من هذه الخطوة، وتأكيدها على أن الصهاينة غير مرحب بهم في بلادنا بكافة الصور، ونحن على يقين من أن شعبنا الذي تربى على حب فلسطين وشعبها، والتضامن مع قضيتها العادلة، ولم يتردد بعض أبنائه عن التضحية بأرواحهم في سبيل نصرتها، سيستمر على هذا الموقف على الدوام.
وتجلى موقف شعبنا في رفض التطبيع في الكثير مما نشرته وسائل التواصل الاجتماعي، وفي ما صدر من بيانات من الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وهيئات وجمعيات مناهضة التطبيع والتضامن مع شعب فلسطين، وفي الندوات الافتراضية المختلفة التي شارك فيها نشطاء بحرينيون معبرين عن موقف شعبهم مما يجري.
وفي هذا السياق أتى البيان الذي أصدرته اللجنة التنسيقية للجمعيات السياسية، وأعلنت فيه رفضها للاتفاقيات المبرمة بين مملكة البحرين والكيان الصهيوني، التي جاءت بالتزامن مع إعلان الكيان الصهيوني عن إنشاء آلاف المستوطنات الجديدة في أراضي الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن ذلك يكشف بكل وضوح نوايا الكيان في ضم كافة الأراضي المحتلة وتهويدها.
ودعا البيان شعب البحرين بكافة فئاته وشخصياته وجمعياته السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إلى ترجمة المواقف المناهضة للتطبيع بمقاطعة أي سلع وخدمات شملتها الاتفاقيات الموقعة في الجوانب التجارية، أو السياحية، أو الصحية، أو الاستثمارية، أو غيرها، كما دعت إلى إطلاق حملة واسعة تضامناً مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ولفضح واستنكار كافة الممارسات الإجرامية الصهيونية ضده.
- 1
- 2