البيان الختامي لمهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر
تحت شعار “من أجل السلام والتضامن والعدالة الإجتماعية نناضل ضد الإمبريالية – بتكريم ماضينا نبني المستقبل” تجمع أكثر من 20,000 مشتركاً من الشباب والطلاب من أكثر من 150 دولة في مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر في مدينة سوتشي – روسيا من 14 إلى 22 أكتوبر 2017 وأعلنوا ما يلي:
نحن نحيي شعب روسيا وخصوصاً الشباب والطبقات الشعبية لترحيبها واستضافتها مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر بحماس واحتضانها آلاف الشباب المناهضين للإمبريالية من جميع أنحاء العالم. فنحن نعلم النضالات التاريخية العظيمة للشعب الروسي، فضلاً عن تاريخه الثوري المجيد بأوج لحظاته المتكللة بثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى في العام 1917، تحديداً قبل 100 عاماً، عندما ثبت أنه من الممكن بناء الاشتراكية، بناء مجتمع أسمى دون استغلال الإنسان للإنسان. كما نسلط الضوء على مقاومتهم البطولية مع شعوب العالم ضد النازية الفاشية، وهي مقاومة كان الإتحاد السوفيتي في طليعتها، مقاومة من أجل تحقيق السلام والعدالة والتقدم الاجتماعي. لقد اجتمعنا هنا، في البلد الذي تكبدت فيه فاشية الحرب العالمية الثانية أكبر هزيمة في تاريخها. وهنا، حيث تمكنت إرادة الشعب من أجل تحقيق الحرية، جنباً إلى جنب مع تضامن ودعم جميع القوى التقدمية والشيوعية والديمقراطية والمناهضة للفاشية على كوكب الأرض من سحق شر النازية الفاشية وليدة النظام الرأسمالي.
كما نشيد بالتضحيات التي قدمها الملايين، بمن فيهم الكثير من النساء والشباب الذين قدموا حياتهم لوضع حد للمذبحة الوحشية الدموية الفاشية ضد الشعوب ولا سيما شعب الاتحاد السوفيتي الذي قدم أكبر وأكثر التضحيات. اليوم، في ذاكرة الشعب الروسي وشبابه، هناك مشاعر قوية ضد الفاشية يعبرون عنها في رفضهم لإنعاش الفاشية والدفاع عن السلام ضد التهديدات والتدخل الذي تروّج له الإمبريالية. لقد اجتمعنا هنا من جميع أرجاء العالم لعقد أكبر حدث شبابي مناهض للإمبريالية والذي كان يجري على مدى السنوات السبعين الماضية. ونحن نقدّر تقديراً عميقاً حقيقة أن شعب البلد المضيف وشعوب الاتحاد السوفيتي احتضنت المهرجان العالمي للشباب والطلاب، مما أسهم في إنجاح هذا الحفل وصياغة محتواه واستضافته مرتين في العامين 1957 و 1985.
إنّ مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر لهو حدثاً دولياً كبيراً بحيث أكّد الشباب التقدمي والثوري المناهض للإمبريالية مرة أخرى أن لا مكان للقوى الرجعية والفاشية والصهيونية في المهرجان. ونحن إذ نشير إلى الدور الطليعي لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (الوفدي) من أجل الحفاظ على طابع حركة المهرجان المناهض للفاشية والإمبريالية والاستعمار لصالح السلام والتضامن والعدالة الاجتماعية.
إن مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر هو تحية لجميع المشاركين وخصوصاً الشباب الذين ضحوا بحياتهم في النضال ضد الإمبريالية وأولئك الذين كرّسوا حياتهم للنضال من أجل المثل العليا للحرية والديمقراطية والاستقلال الوطني وسيادة الشعوب والسلام والعدالة الاجتماعية. ففي ذكرى هؤلاء الشباب جميعاً، نكرم في مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر شخصيات قدمت اسهامات حاسمة في هذه النضالات، مثل إرنستو تشي غيفارا، فيدل كاسترو، محمد عبد العزيز وروبرت غابرييل موغابي.
إن المسار الذي حدده مهرجان الشباب والطلاب العالمي الأول في مدينة براغ في العام 1947 رسم طريق رحلة ال 70 عاماً التاريخية المجيدة وفي طليعتها اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي .وخلال هذه الرحلة، أصبح المهرجان بمثابة أكبر تجمع عالمي للشباب المناضل، ومنذ ذلك الحين يمثل المهرجان محفلاً رئيسياً لحركة عالمية للشباب المناهض للإمبريالية . على مدى 70 عاماً، كان المهرجان معقلاً للنضال ضد الإستعمار، الديكتاتوريات، الفاشية، الحرب، الاحتلال، التدخلات العدوانية، الهجمات على سيادة الشعوب وقضاياها. وهو منتدى لتعزيز نضالات الشعوب من أجل الحق في التعلم، التعليم للجميع، وحقوق العمال، فضلاً عن الحق في الصحة والرياضة والترفيه؛ وهو منتدىً يعمل على انهاء استغلال الشعوب والاضطهاد والعدوان حتى يتمكن الشباب من العيش في مجتمع يلبي احتياجاتهم المعاصرة.
كان مهرجان الشباب والطلاب العالمي دائماً منتدىً للمشاركة، الإبداع، تبادل الخبرات والنضج السياسي والثقافي. وهو خليط من كل هذه العناصر التي تبرز التضامن والصداقة بين الشعوب وتعززها. ولا يمكن لورش العمل والمحاضرات التي تعقد إلا أن تعزز نضالات الشباب اليوم.
يا شباب العالم،
منذ انعقاد مهرجان الشباب والطلاب العالمي الثامن عشر في كيتو، الإكوادور في كانون الأول 2013، كان ملفتاً للنظر زيادة تكثيف العدوان الإمبريالي في كل ركن من أركان العالم اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وثقافياً؛ وهو عدوان ينبع أساساً من زيادة تسابق وتناقض الإمبرياليين والطبقات الحاكمة في مختلف البلدان من أجل السيطرة على مصادر الطاقة والحاجة إلى الإحتكارات لإعادة تقسيم الحدود والأسواق. ويؤدي هذا التسابق إلى عسكرة الكوكب، مما أنتج بؤراً للتوترات العسكرية ونشر الموت واقتلاع الشعوب من موطنها كلاجئين، فضلاً عن الفقر والبؤس. وفي الوقت عينه، لايزال خطر وقوع كارثة نووية قائماً، ويزيد من تفاقمه النزعة العسكرية المتزايدة التي تروج لها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها والتي تهدف إلى ضمان هيمنتها العالمية.
لا يتردد الإمبرياليون، الذين في مقدمة أهدافهم زيادة أرباحهم ونفوذهم، في ارتكاب أي جريمة. إن احترام السلامة الإقليمية للدول واستقلالها وسيادتها تنتهك جنباً إلى جنب مع حقوق الانسان، حيث أن “عدالة” القوى العظمى تُفرض بكل الوسائل. إن التعسف والتهميش الذي يُمارس اتجاه القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة مدرجاً على جدول أعمال حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي وحلفاؤهم في محاولةٍ منهم للحفاظ على هيمنتهم ضد القوى الأخرى.
تعاني شعوب منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ متزايد من عواقب الحرب الموجهة ضد سوريا كنقطة محورية، وباستمرار تغذية النزاعات الدينية والطائفية لخدمة جدول أعمال إعادة رسم الحدود والسيطرة على الموارد، جنباً إلى جنب مع الاحتلال الصهيوني وتحديداً لفلسطين. إن التواجد العسكري للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي مستمراً ومتزايداً مما يجعل وجوده أبدي، كما تبين في قرارات مؤتمر القمة الذي انعقد في وارسو خلال صيف العام 2016. لا يزال الإتحاد الأوروبي الغارق في أزمةٍ عميقة يُظهر طابعه الإمبريالي، كما تبين في العدائية التي يمارسها على العديد من البلدان والشعوب، فضلاً عن نهجه المتبع في فرض تدابير قاسية ضد شعوبه وبدعم من حكوماته. إن الهجمات على شعوب أمريكا اللاتينية تزداد بوتيرةٍ عالية مع التدخلات الإمبريالية والحصار والجهود المتواصلة لتوليد الاضطرابات وزعزعة الاستقرار. ولا تزال شعوب الدول الأفريقية، بعد سنوات عدة من حل المستعمرات، تحت أغلال الاستعمار الجديد وتعاني من الاستغلال والفقر والتهميش والصراعات الإثنية والعرقية والدينية، إلى جانب الإستعمار ومحاولات الإعتداء على حق الشعوب في السيادة والاستقلال الوطني كما هو الحال في الصحراء الغربية (آخر مستعمرة في أفريقيا)، وكذلك في غيرها من بلدان أفريقيا. اما في آسيا والمحيط الهادئ، تتزايد حدة التهديد النووي للشعوب، بالإضافة إلى زيادة النزعة العسكرية واستغلال الشركات المتعددة الجنسيات للناس والموارد.
ومن سمات الإمبريالية المميزة اليوم، بوصفها نظاماً تهيمن فيه الاحتكارات، تعزيز سياستها الرجعية على جميع المستويات. أما البلدان التي ليست في حالة حرب يُشن عليها الهجوم بوسائل أيديولوجية وسياسية واقتصادية. فتغذية النزعة القومية الشوفينية والعنصرية وكره الأجانب ومحاولة التلاعب بالرأي العام ليست سوى أمثلة قليلة. ولا يزال دعم القوى الرجعية والفاشية والقوى المتطرفة والتسامح والتفاعل معها سلاحاً رئيسياً للإمبريالية يهدف إلى إضعاف رد فعل الشعوب وقمعها وإسكاتها. وفي هذا السياق، يجري تنفيذ قوانين مراقبة المواطنين وحظر الاجتماعات الجماهيرية. وفي الوقت عينه، يزداد ترويج الأفكار المناهضة للشيوعية التي يزرعها الاتحاد الأوروبي في المقدمة وتحديداً في تجاهل المعادلة التاريخية للشيوعية مع الفاشية.
وفي هذا السياق، يتوجه مهرجان الشباب والطلاب التاسع عشر إلى شباب العالم، لتعزيز نضال الشباب والعمال والشعوب في كل بلدٍ من أجل حقوقهم، كتعبيراً ملموساً عن الحركة المناهضة للإمبريالية على الصعيدين المحلي والدولي؛ ولتعزيز نضال الشباب من أجل إفشال خطط الإمبريالية وشلّها، ولتوحيد الصفوف مع حركات السلام في بلدانها ضد الحروب والاحتلالات الامبريالية، لصالح السلام وتحقيق السلام العالمي. نحن ندعو إلى ضرورة النضال المنظم ضد أي قوة رجعية وفاشية. كما نرفض الحركات المعادية للشيوعية ونواصل الدفاع، كما اعتاد مهرجان الشباب والطلاب العالمي، عن حق كل شعب باختيار طريق التقدم التي يقررها، والنضال من أجل تولي زمام السلطة واتخاذ المواقف من أجل النضال ضد منظمة حلف شمال الأطلسي وكل منظمة عسكرية قمعية، كما ندافع عن حق الشعوب في المطالبة بفك ارتباط بلدانها عن منظمة حلف شمال الأطلسي بهدف حلّها. ونعرب أيضاً عن تأييدنا وتضامننا مع الشعوب، التي هي ضحية للإمبريالية، والتي تواجه خطر نشوب الحروب النووية والعقوبات، لا سيما بعد التهديدات المفتوحة التي أعرب عنها رئيس الولايات المتحدة الأميركية ضد شعب جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. ونؤيد أيضاً أولئك الذين يناضلون ضد الحروب والازمات والاستغلال والبطالة والفقر، وقضيتهم من أجل الحرية والسلام والسيادة الشعبية والاستقلال.
أيها الشباب،
إن الأزمة الإقتصادية الرأسمالية لم تؤد فقط إلى العدوانية الإمبريالية، بل أدت أيضاً إلى اتساع أوجه التفاوت الاجتماعي، وبالتالي إلى نموٍّ حاد في الفقر والعوز. إن نسبة ال 1% الأغنى من سكان العالم يمتلكون أكثر من 50% من إجمالي الثروة. وبإسم التنمية والقدرة التنافسية، تم إضفاء الطابع المؤسسي على التدابير المفرغة وفرضها على الشباب والعمال الذين يترتب عليهم عواقب مأساوية، ولا يمكن إيجاد تنيمة عادلة في عالمٍ غير عادل. لقد أصبحت البطالة عبئاً دائماً على ملايين الشباب، في حين يشكل انعدام الأمن وعدم الإستقرار الوظيفي جانباً ثابتاً بالنسبة للآخرين. والجدير بالذكر أنه يجري إلغاء الحقوق الإجتماعية وحقوق العمل. ولا تزال النساء والأطفال والمهاجرون وعدة فئات اجتماعية أخرى تعاني من ظروف الرق (الاستعباد) في عدة بلدان. يجري اليوم استغلال الصحة والتعليم والثقافة تجارياً بوتيرةٍ سريعة في حين أنها أصبحت امتيازاً وحكراً للقلّة كحق للشعوب. أما محتوى التعليم أصبح بعيداً كل البعد عن توفير المعرفة الشاملة والفكر النقدي وبات مرتبطاً باحتياجات السوق ورأس المال. كما يجري التضحية بالبيئة من أجل الربح. إن السياسات الموجهة ضد الشعوب والتي يجري تنفيذها وفرضها تدمّر احتياجات العمال – الشعوب ويُروّج لها لتحقيق أقصى قدر من الربحية للرأسماليين القلائل والذين لديهم نفوذ واسع.
ضد الهمجية الإمبريالية، يدعو مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر شباب العالم إلى عدم المساومة مع النظام الحالي الظالم والاستغلالي. ففي كل ركن من أركان العالم، على الشبان أن يقاوموا ويناضلوا ويصروا على مطالبهم. نحن مناصرون للطلاب ولحركة العمال، ونحن ندعم نضالهم في كل مدرسة وجامعة ومكان عمل. إذ أننا نحيي نضالات العمال الشباب من أجل العمل الكريم فضلاً عن نضالات ملايين الطلاب في الثانويات والجامعات الذين يحاربون من أجل توفير التعليم الرسمي والحر والديمقراطي للجميع، فضلاً عن تعبئة الشباب الذين يشكلون العنصر الأكثر نشاطاً وفعاليةً في النضالات وفي التصدي للعدوان المتزايد ضد حقوقهم. ونحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر يساهم في هذه النضالات. جنباً إلى جنب مع العمال، نحمي حقوقنا ونناضل من أجل تحقيق مكاسب جديدة.
يتزامن مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر مع ذكرى غاية في الأهمية للشعوب، الحركة المناهضة للإمبريالية وحركة المهرجان نفسها: الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى؛ الحدث الذي غيّر مسار التاريخ حتى يومنا هذا إلى الافضل وأبقى رؤى عشرات الملايين من الناس على قيد الحياة هؤلاء الذين يناضلون ضد الظلم والاستغلال والاضطهاد. لقد ساهمت ثورة أكتوبر بحزم بتطوير الحركة العمالية المناهضة للاستعمار والفاشية والامبريالية. لقد قدّمت المزيد من التطور للمجتمع من أجل المضي قدماً، إلى العمال والشعوب وقبل كل شيء إلى الإنسانية. وبالإضافة إلى الإنتصار الحاسم ضد النازية الفاشية وإنقاذ البشرية من أكثر الأنظمة اللاإنسانية، ساهم الإتحاد السوفياتي بشكلٍ كبير في انهيار النظام الاستعماري القمعي، مما أعطى العديد من الشعوب زخماً لكسب حريتهم واستقلالهم.
نحن نضم أصواتنا لشعب روسيا في إحياء ذكرى ثورة أكتوبر العظمى في العام 1917، وهي سنة بارزة في تاريخ الإنسانية بأكمله. إن السنوات التي أعقبت ثورة أكتوبر الإشتراكية العظمى هي خير دليلٍ على أن الشعوب تمتلك القوة لهزيمة الإمبريالية، بل لتقتلع السلطة من بين أيديهم.
أيها الشباب،
إن إيماننا الثابت بالقضية العادلة لنضالنا ينبع من فهم الإمبريالية كنظام قائم على استغلال الشعوب والعدوانية المتجسدة بالمصالح القوية للاحتكارات. إننا نوحد أصواتنا ونعزز نضالنا المشترك للإطاحة بالإمبريالية. وإننا نؤيد حق الشعوب الديمقراطي في اختيار طريقها الخاص للتقدم والتطور ضد القوى الإمبريالية وتهديداتها.
ولا يمكن تحقيق ازدهارنا وسعادتنا في النظام الذي يولد الحروب، الفقر، الاستغلال، البطالة، تدمير البيئة وجميع أنواع التمييز العنصري والجنسي وغيرها.
إن هذه النضالات، بطبيعة الحال، ليست فقط انتقادية، بل بنّاءة أيضاً. وينبغي أن تكون نضالات من شأنها أن تبني واقعاً جديداً على العالم بأسره؛ واقعاً من شأنه أن يؤمن الأساسيات لضمان بقاء الشعوب جميعها على أرضنا؛ واقعاً من شأنه أن يضع حداً للاستغلال والعدوانية وتدمير الطبيعة والإنسانية؛ من شأنه أن يستغل انجازات العلم والتكنولوجيا لصالح البشرية وليس لصالح القلة المتميزة؛ من شأنه أن يضع الشروط المسبقة لعالم السلام والمساواة والتضامن والصداقة والعدالة الاجتماعية والتقدم، حيث ستُستخدم الثروة التي صنعتها الشعوب من قبل الشعوب نفسها لتلبية احتياجاتها. بعد مرور 100 عاماً على ثورة أكتوبر، لا يزال النضال ضد الإمبريالية وقتياً وضرورياً.
إننا نؤكد من جديد التزامنا بالتعاون الدولي للحركة المناهضة للإمبريالية حتى النصر النهائي. ونعزز روابطنا مع اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (الوفدي)، اتحاد النقابات العالمي، مجلس السلم العالمي والإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي. ونحن نسير قدماً مع المثل العليا لمهرجان الشباب والطلاب العالمي، إن الشباب في العالم جنباً إلى جنب مع مهرجان الشباب والطلاب العالمي ومن خلال دورته التاسعة عشر يتضافروا ليصبحوا بناة عالم السلام والتضامن؛ عالم خالٍ من الإمبريالية، من هذا النظام العالمي للسيطرة على رأس المال والاحتكارات، وعلى الرغم من أنه يبدو قوياً جداً، إلا أنه يمكن قهره!
“من أجل السلام والتضامن والعدالة الإجتماعية نناضل ضد الإمبريالية – بتكريم ماضينا نبني المستقبل”
عاش مهرجان الشباب والطلاب العالمي التاسع عشر
عاشت الصداقة بين الشعوب
عاشت الحركة العالمية المناهضة للإمبريالية
روسيا-سوتشي ٢٠١٧/١٠/٢١
صادر من وفدي
جمعيتا القومي والتقدمي تدينان بشدة التفجير الذي تعرضت له حافة الشرطة
يعبر المنبر التقدمي والتجمع القومي عن إدانتهما الشديدة لتفجير الذي تعرضت له حافلة الشرطة مساء يوم الجمعة 27 اكتبر 2017 والذي راح ضحيته أحد افراد الشرطة، كما أدى إلى إصابة 8 اشخاص اخرين وفق بيان وزارة الداخلية
اننا في جمعيتي التقدمي والقومي إذ نؤكد على رفضنا وتنديدنا بمثل هذه الاعمال الاجرامية، نعيد التأكيد على الدعوات التي طالما نادينا بها وشددنا عليها في مواقف وبيانات سابقة بإدانة ورفض كل اعمال العنف، ودعوة الجميع إلى التمسك بنهج السلمية في العمل السياسي، ونبذ العنف الذي نجمت وتنجم عنه على الدوام خسائر في الأرواح والممتلكات والمزيد من الآلام والمصاعب للجميع، وتعميق الشرخ والانقسام بين افراد وشرائح مجتمعنا البحريني.
وفي نفس الاتجاه نددت الجمعيتان بالدعاوي المنفلتة والخطاب غير المسؤول في تبني وتحبيذ مثل هذه الأعمال الاجرامية والصادرة في وسائل التواصل الاجتماعي، التي نعتبرها دعوات ومغامرات مرفوضة جملة وتفصيلاً، كما ندعو الجهات المعنية إلى تحقيق عادل وشفاف والكشف عن ملابسات الحادث وسرعة التخفيف من الاجراءات التي عادة ماتترافق مع مثل هذه الأحداث، وتعيق تنقلات المواطنين.
ونجدد دعوتنا الى ضرورة العمل بين مختلف القوى السياسية والجهات الرسمية لخلق أجواء ملائمة للخروج من هذه المراوحة في الوضع السياسي، وتهيئة الأجواء لحوار وطني جاد تشارك فيه جميع القوى السياسية المعنية، وصولاً للحل السياسي الشامل والمصالحة الوطنية.
التجمع القومي
المنبر التقدمي
28 اكتوبر 2017
“القومي” و”التقدمي” تأسفان لحل “وعد” وتدعوان لإعادة الحيوية السياسية للمجتمع عبر الحوار
تعبر جمعيتا التجمع القومي والمنبر التقدمي عن أسفهما لقرار حل جمعية العمل الوطني الديمقراطي “وعد”، معتبرين أن ذلك سيحدث فراغا سياسيا كبيرا في الحياة السياسية في بلادنا ويُفقد تيارنا الوطني الديمقراطي وقضية الوحدة الوطنية واحدا من أهم مرتكزاتهما. وتجددان دعواتهما السابقة بالتمسك بالنهج الديمقراطي الذي قام عليه مشروع الملك الاصلاحي الذي تُعد حرية العمل السياسي السلمي من أهم مرتكزاته، وهو الخط الذي اعتمدته قوى التيار الوطني الديمقراطي.
وقد جاء هذا القرار في الوقت الذي كنا نتطلع إلى تهيئة مناخ سياسي يفتح الطريق نحو مشاركة سياسية واسعة من قوى المجتمع الحية الممثلة لطيف وطني واسع، ونعمل على توافقات تخدم مسيرة العمل الوطني، بما في ذلك قيام تيار ديمقراطي عابر للطوائف يثري العملية السياسية في البلاد ويؤمن أكبر مشاركة شعبية للخروج من حالة المراوحة والجمود السياسي التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
إن تغييب “وعد” يشكل خسارة لكل العمل السياسي في البحرين لما تمثله من حضور في المشهد السياسي ومشاركة في صياغة الوعي الوطنى، وبما لها من امتداد تاريخي نضالي استمر عقوداً طويلة، وقدم مناضلوها تضحيات كثيرة من أجل البحرين وشعبها بمعية القوى الوطنية الديمقراطية الأخرى. كما أن هذا التغييب ينال من مؤشرات الديمقراطية وحرية العمل السياسي في مملكة البحرين
إن المنبر التقدمي والتجمع القومي، إذ يعبران عن أسفهما الشديد لقرار حل “وعد” ، يعبران عن تطلعهما لإطلاق حوار جدي على المستوى الوطني ينتج عنه حلحلة الملفات الشائكة بما فيها تفعيل المشاركة السياسية الحقيقية لجميع فصائل العمل الوطني وإعادة الحيوية السياسية للمجتمع بما يخدم عملية التطور والتنمية والديمقراطية الحقيقية في بلادنا العزيزة.
ورقة الرفيق فلاح هاشم بندوة “اللاعنف طريقنا للتغيير”
كلمة لمناسبة اليوم العالمي للاعنف ….
أسعد الله مساؤكم بكل خير
جميل ان نحتفى، كجمعيات التيار الديمقراطي بهذه المناسبة العالمية، مناسبة اليوم العالمى للاعنف، لنؤكد فيها من جديد موقفنا من اللاعنف، كنهج استراتيجي فى مجال عملنا السياسي، حيث آمنا ولازلنا وسنظل نؤمن بالسلمية ونلتزم بها، وفى هذا السياق لعله من المهم التذكير بوثيقة اللاعنف التى كانت جمعياتنا ضمن الموقعين عليها، وأكدت فيها على ان السلمية هي النهج الاستراتيجي في عملنا السياسي سلوكا وممارسة لتحقيق مطالب شعبنا من خلال مشاركته الحقيقية في صياغة قراره السياسي ورسم مستقبل بلادنا في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والأمن الاجتماعي والسلم الأهلي، وعلىأن مطالبة شعبنا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية هي امتداد للحراك السياسي والمجتمعي في البحرين الممتد منذ قرابة قرن من الزمان، إنطلاقاً من الحق الأصيل والحرية الكاملة المكفولة إنسانيا ودوليا ووفق المبادئ الدستورية المتعارف عليها، في تحقيق المطالب المشروعة السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر انتهاج الحراك السلمي الحضاري والتمسك بالوحدة الوطنية اللتين درجت عليهما نضالات شعبنا، وبواسطتهما حققت الاستقلال السياسي وأنتجت أول دستور وبرلمان للبلاد.
قد نكون اليوم فى حاجة الى التأكيد ، ربما اكثر من اي وقت مضى ، على نهج السلمية وعلى الالتزام بمبادئ ومقتضيات هذا الالتزام ، خاصة امام كل أوجه التطرف والعنف اللذين نشهدهما فى بعض بلداننا العربية وغير العربية، وفى الوقت ذاته علينا ان نؤكد فى هذه المناسبة على ضرورة توفير البيئة المناسبة التى تسمح للجميع ممارسة العمل السياسي في جو من سيادة روح التسامح والمصالحة والحوار واحترام حقوق الانسان ونبذ العنف.
أمامنا كمثال روح رجل الدولة العظيم فى الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية المهاتما غاندي، ونظيره فى جنوب إفريقيا نلسون مانديلا، وماحققاه لبلديهما من نتائج يشهد العالم بها، بل انهما أصبحا مثالاً يحتذى به في النضال من أجل السلم والعدالة فى كل أرجاء العالم. وعلينا فى هذه المناسبة وكل مناسبة التأكيد على أن نبذ العنف والسلام الدائم هما العنصران الأساسيان لضمان الاستقرار على المدى البعيد وتعزيز مستقبل مستدام، وهذه مسؤولية الجميع .
واعتقد انه من المناسب ايضاً فى هذه المناسبة الإشارة الى انه فى الوقت الذى نشهد فيه جهوداً ملموسة على صعيد دحر كافة اشكال التطرف الذى تسبب الانشطار، والدمار فى العديد من المجتمعات، بغض النظر عن المعتقدات الدينية والموقع الجغرافي، قد يوفر حلولاً قصيرة الأمد، او حلولاً آنية، إذ يظل المطلوب معالجة الأسباب الحقيقية للصراع والظلم والفساد وغياب المساواة والعدالة والديمقراطية.
الحضور الكرام
ما دمنا فى ظل العناوين المذكورة ، فلا بأس ان نمر ولو مروراً سريعاً بالمبادئ الأساسية الدولية للاعنف، والتذكير بالجذور التاريخية لهذا النهجمن النضالات، فالبرجوع إلى بدايات الكفاح الذي خاضته البشرية ، واستمرّ طوال تاريخها منذ فجر التاريخ للانعتاق من العبودية والعنصرية والتحرر من الاحتلال الخارجي وكل اشكال الاستغلال ولتحقيق العدالة، نجد أن التاريخ يذكر انه منذ ما قبل الميلاد حدثت العديد من الاحتجاجات، وتعود أول حركة إحتجاج سلمية عرفها التاريخإلى عام 494 قبل الميلاد حين رفض العامة من الناس التعاون مع الأسياد والنبلاء الرومان وفي إحدى تلك الاحتجاجات قام المحتجون بالانسحاب من المدينة وتركها خالية احتجاجًا على الظلم الذي طالهم، كما هدد سكان روما في إحدى المرات بالانسحاب من المدينة وتأسيس مدينة بديلة لهم.
ومع بداية العصر الحديث يسجل التاريخ العديد من الاحتجاجات الكبري التي اعتمدت او طغى عليها الطابع السلمي،فمن التظاهرة السلمية ضد الحرب الأمريكية في المكسيك في بداية عام 1800، إلى ذكرى هايماركت ايقونة يوم العمال العالمي ومسيرة حقوق المرأة الأميركية في القرن قبل الماضي بما تضمنته من تظاهرة الخبز والورود، وإذا كانت الوردة ترمز إلى الحب والتعاطف والمساواة فإن الخبز يرمز إلى حق العمل والمساواة، وما حفل به التاريخ البشري مع مطلع القرن العشرين من ثورات وحركات احتجاجية كالثورة الهندية والثورة الروسية عام 1905 والحركة المدنية لحقوق السود الأمريكين بقيادة المناضل مارتن لوثر كينج. ولنا في المنطقة العربية العدديد من الامثلة الساطعة كنجاح الجماهير السودانية في اسقاط الحكم العسكري في السودان عام 1964 (حكم الجنرال ابراهيم عبود) وعام 1985 (حكم الطاغية جعفر النميري) وكذلك الانتفاضات في فلسطين المحتلة وبالأخص انتفاضة يوم الارض والانتفاضة الفلسطينة الكبرى ما بين عام 1987 الى عام 1994 وتأثيرها الكبير على مجرى الصراع مع الدولة الصهيونية
ان تراكم الخبرة النضالية في هذا النوع من النضالات يعتبر خير معين للشعوب في تطوير أساليب نضالاتها ويزيد من معرفتها للطرق والتكتيكات السلمية من اجل نيل حقوقها رغم ما يتعرض له هؤلاء المناضلين من جميع صنوف التنكيل والاضطهاد وما يقدمونه من تضحيات وكذلك ما تتعرض له هذه الحركات والاحتجاجات من مؤمرات لجرها لمنهج العنف المضاد الذي في النهاية وبما تملكه القوى المسيطرة من الخبرة والامكانيات تستطيع حرف هذه التحركات وجرهاإلى مواقع مضرة بالأهداف التي انطلقت من اجلها
إن ما تشهده منطقتنا العربية التي تمور في نار الحروب والفتن والانقسامات بجميع انواعها منذ فترة ليست بالقليلة ومع اشتددها في السنوات الاخيرة، تحتم علينا التمعن في ذلك، والتمسك والاصرار على النهج السلمي في مطالباتنا بتحقيق مطالب شعوبنا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والعمل على بناء توافق مجتمعي يقود الى الخروج من مأزق الحروب التي تتضاعف تكلفتها على الجميع ومن جميع النواحي، ما يجعل القوى والدول المستفيدة من استمرارها تواصل في تسعيرها من أجل تحقيق مطامعها في استمرار نهب خيرات هذه المنطقة واستغلال شعوبها، عبر تفتيتها واشعال التناقضات المختلفة بين مكوناتها الاثنية والسياسية.
فى الختام نؤكد أن إيماننا بنهج السلمية ونبذنا العنف كان ولايزال حاضراً في أفكارنا وعملنا النضالي اليومي في جمعيات التيار الديمقراطي، كما نؤكد رفضنا لكافة الممارسات التي تتوخى العنف أو تحبذه، ونثق في قدرة شعبنا وحركته الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني فيه على الوفاء لتراثنا النضالي السلمي ولتقاليد وخبرات شعبنا في هذا المجال، ولما أظهرته من قدرة في تحقيق ما نصبو إليه من أهداف نبيلة، تجسد تطلعات شعبنا في حياة حرة كريمة.
كلمة المنبر التقدمي في إحياء الذكرى السادسة لرحيل المناضل الكبير عبدالرحمن النعيمي والذكرى السادسة عشر لتأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي “وعد” يلقيها نائب الأمين العام للشؤون التنظيمية الرفيق فاضل الحليبي
الحضور الكرام
باسم المنبر التقدمي أتقدم لكم بالشكر الجزيل على دعوتكم لنا بالمشاركة في هذا الحفل لإحياء الذكرى السادسة لرحيل المناضل الكبير عبدالرحمن النعيمي ( أبو أمل ) والذكرى السادسة عشر لتأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي وعد.
إن في إحياء الذكرى السادسة لرحيل المناضل عبدالرحمن النعيمي، تقدير وعرفان لتضحيات هذا القائد الوطني، وسواه من القادة والمناضلين الوطنيين الذين رحلوا عنا، و تركوا بصماتهم الوطنية الواضحة في مسيرة النضال الوطني ضد الهيمنة الاستعمارية والقوى الرجعية من أجل أن تسود في البحرين الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
إنهم مناضلو وقادة الحركة الوطنية والديمقراطية البحرينية التي صنعت لشعبنا تاريخاً سياسياً وطنياً عابراً للطوائف والأعراق، نشرت من خلاله أفكار التقدم والإنسانية في وسط أجيال عديدة، و بفضل أفكارهم و مواقفهم الوطنية ترسخت مفاهيم الوحدة الوطنية والتسامح والتعايش في وجدان شعبنا، واستطاعوا التصدي لمشروع المستعمر البريطاني ومبدأه المعروف ( فرق تسد) ومعه القوى الرجعية في الظروف الصعبة، ومن أجل انجاز مهاهم الوطنية دفعوا الثمن باهظاً بالتضحيات التي قدموها بالاستشهاد و الاعتقال، والمطاردة والفصل من العمل و النفي، حيث قضى العديد من مناضلي وقادة الحركة الوطنية البحرينية عقوداً من السنيين في المنافي، ومن ضمنهم الرفيق الراحل أبو أمل الذي قضى أكثر من ثلاثين عاما في المنفى.
الرفيقات و الرفاق
الحضور الكرام
عندما نحيي ذكرى اؤلئك القادة والمناضلين الوطنيين الذين رحلوا عنا نستذكر تاريخا وطنياً ناصع البياض كانت عناوينه الوطنية واضحة المعالم، لهذا على هذا الجيل والأجيال اللاحقة أن تتعلم من هذا التاريخ الجامع، وتستلهم منه الدروس والعبر لتواصل المسيرة النضالية لتحقيق ما يصبو إليه شعبنا: وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد.
نحيي الذكرى السادسة لرحيل المناضل أبو أمل والذكرى السادسة عشر لتأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي وعد، وتداعيات أحداث 2011م مستمرة، يضاف إليها الوضع الاقتصادي المتأزم، والذي أصبح على المواطن أن يدفع تكاليف وأعباء مالية بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة لم يكن شريكاً في صنعها، فما زال الوضع السياسي يراوح مكانه بعد أن توقف الحوار بين السلطة والمعارضة في عام 2014 ، وتعمقت الإجراءات الأمنية على حساب المكاسب الإصلاحية التي تحققت بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني في فبراير من عام 2001، التي نتطلع جميعاً لاستعادة زخمها، نحو بناء اسس الدولة المدنية الحديثة والتي من مقوماتها الأساسية التعددية السياسية والفكرية وإطلاق حرية الرأي والتعبير والتنظيم والإعلام، والشراكة مع منظمات المجتمع المدني وتقوية السلطة التشريعية بمزيد من الصلاحيات لتمارس دورها الرقابي والتشريعي، وإصدار القوانين التي تجرم التمييز والكراهية في المجتمع وتعزز من الوحدة الوطنية والتسامح والتعايش.
في هذا الحفل الوطني ومن هذا المنبر نعبر، أيها الأخوة والأخوات، عن سرورنا لاستمرار التنسيق بين جمعيات التيار الوطني الديمقراطي الثلاث: المنبر التقدمي والتجمع القومي ووعد، ونتطلع إلى سرعة الإعلان عن تشكيل التيار الوطني الديمقراطي ، فالوطن في حاجة لوجود ودور تيار وطني مدني يعمل على ترسيخ الثقافة الديمقراطية و الوحدة الوطنية في المجتمع ، بعد ان سادت لسنوات النوازع والأحقاد الطائفية البغيضة في المجتمع عندما فسح المجال لأصحاب المشاريع الطائفية لنشر خطابهم المفتت للوحدة الوطنية.
وتزداد هذه المهمة الحاحاً أمام التطورات الخطيرة على الصعيد الإقليمي، فما زالت طبول الحروب تسمع والصراعات المذهبية والعرقية تتفاقم في العديد من البلدان العربية، حيث نتمنى أن يتغلب صوت الحكمة والعقل ويعم السلام في ربوع بلداننا العربية وتفشل المخططات الامبريالية و الصهيونية، وأن يتم الظفر لنضال الشعب الفلسطيني العادل لدحر الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وختاماً إذ نعبر عن تحياتنا الكفاحية لرفاقنا في جمعية “وعد”، نتطلع إلى أن يكسبوا الدعوى القضائية والمطالبة بحل الجمعية، وان يصدر الحكم القضائي في 13 أكتوبر 2017 القادم برفض الطلب، وأن تواصل “وعد” مسيرتها النضالية والوطنية جنباً إلى جنب مع أطراف التيار الوطني الديمقراطي من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل.
الدكتور هاشم العلوي شهيد الديمقراطية والعدالة الاجتماعية
تمر اليوم الذكرى السنوية لاستشهاد رفيقنا المناضل في صفوف جبهة التحرير الوطني البحرانية وأحد كوادرها المتفانية الدكتور هاشم العلوي الذي استشهد في عام 1986 تحت التعذيب الوحشي الذي تعرض له هو وبقية رفاقه ممن شملتهم حملة الاعتقالات التي طالت مناضلي الجبهة آنذاك، في إطار حملات القمع المتتالية التي كان مناضلي الحركة الوطنية البحرينية يتعرضون لها في فترة قانون أمن الدولة السيئ الصيت الذي فُرض على بلادنا بعد حل المجلس الوطني في أغسطس عام 1975، واستمرّ العمل به أكثر من ربع قرن.
خلال تلك الفترة ناضلت الحركة الوطنية والقوى الشعبية في البحرين من أجل إعادة الحياة النيابية وأشاعة الديمقراطية والحريات العامة في البلاد، وظلت تصدر البيانات المطالبة بتلك المطالب المشروعة، ورداًعلى تنامي نضال جبهة التحرير الوطني وبقية القوى الوطنية المطالبة بتلك الحقوق في أوساط فئات متعددة من أبناء شعبنا تعرض مناضلو الجبهة لحملة أعتقالات واسعة شملت العديد من كوادرها ونشطاءها في واحدة من أشرس الحملات القمعية التي تعرضت لها طوال تاريخها السياسي والنضالي، بتوجيهات من رئيس جهاز الأمن المقبور البريطاني آيان هندرسون، ونتيجة التعذيب الوحشي سقط رفيقنا الدكتور هاشم إسماعيل العلوي شهيداً.
واحد وثلاثون عاماً مضت على تصفية الشهيد الدكتور هاشم العلوي، وما زالت الحقيقة غائبة حول ظروف استشهاده، وما زالت القوى السياسية والحقوقية تطالب بتشكيل لجنة الإنصاف والحقيقة، من أجل معالجة هذا الملف الإنساني الموجع، والحيلولة دون تكرار الممارسات التي تفضي إلى سقوط ضحايا جدد.
ستظل ذكرى هاشم العلوي حية في قلوب رفاقه والأجيال القادمة منها يستلهمون العزم على مواصلة العمل من أجل الأهداف التي ضحى بحياته في سبيلها.
المنبر التقدمي
18 سبتمبر 2017
بيان جمعيات التيار الديمقراطي بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية
يُحيي العالم في الخامس عشر من سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للديمقراطية، بقرار من الأمم المتحدة، هدفه التأكيد على ضرورة الديمقراطية، وانجاز مهام بناءها في البلدان التي لا تتوفر فيها، من أجل أن تكون حقاً متاحاً لكافة شعوب الأرض، كما يوفر هذا اليوم فرصة لاستعراض حالة الديمقراطية في العالم، ومتابعة ما تقوم به الحكومات والمجتمعات من تدابير من أجل تحقيقها وصونها.
وحسب المعايير الدولية فإن القيم المتعلقة بالحرية واحترام حقوق الإنسان ومبدأ تنظيم انتخابات دورية نزيهة بالاقتراع العام هي عناصر ضرورية للديمقراطية، وهي قيم ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لضمان توزيع الثروة على نحو عادل وتوخي المساواة والإنصاف.
وقد اختارت الأمم المتحدة أن يكون موضوع عام 2017 هو الديمقراطية ومنع الصراعات، انطلاقاً من الحاجة الماسة لتعزيز المؤسسات الديمقراطية، وإشاعة السلام والاستقرارفي المجتمعات على قاعدة احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، من خلال تفعيل آليات الحوار والإصلاحات الدستورية والتشريعية وضمان الحريات وحقوق المواطنة المتكافئة، ونبذ القمع والعنف، وكل ذلك يتطلب تعزيز المجتمع المدني وتمكين المرأة ودعم سيادة القانون وإشراك الشعب في صنع القرارات، كشروط لا بد منها لتحقيق الاستقرار.
وفي هذه المناسبة فإن جمعيات التيار الوطني الديمقراطي في البحرين تدعو إلى استلهام القيم التي يمثلها اليوم العالمي للديمقراطية، بإطلاق آليات حوار فعالة بين الدولة والقوى السياسية الوطنية مبنية على روح ميثاق العمل الوطني، الذي فتح التصويت عليه من قبل الشعب صفحة جديدة في تاريخ وطننا العزيز، انطلقت فيها طاقات المجتمع المدني البحريني والقوى الفعالة في المجتمع، وأمكن تحقيق خطوات مهمة على صعيد تكريس شرعية العمل الحزبي والنقابي والحريات العامة.
وترى جمعياتنا أن التمسك بتلك المكتسبات ووقف كافة أوجه التراجع عنها وإطلاق الحريات العامة، بما فيها حرية التعبير والتنظيم ورفع القيود على الحريات الصحفية والإعلامية، وإعادة الزخم لعمل الجمعيات السياسية ووقف التدابير التي تستهدف بعضها، تشكل منطلقات ضرورية لإخراج البلد من الوضع الذي تراوح فيه منذ عام 2011، واستخلاص الدروس الضرورية من ذلك، بغية التأسيس لمستقبل قائم على الشراكة السياسية الفعالة بين الدولة والمجتمع، ومن أجل تضافر الجهود في سبيل البناء الديمقراطي، والنهوض بالمستوى المعيشي للشعب والحفاظ على المكتسبات والضمانات الاجتماعية المتحققة، خاصة مع الصعوبات الكبيرة التي يعاني منها الوضع الاقتصادي في البلاد، جراء تراجع أسعار النفط وتداعيات ذلك، إن على صعيد تفاقم الديْن العام أوعلى صعيد المستوى المعيشي للشعب الذي يسوء أكثر فأكثر.
وتدعو جمعيات التيار الوطني الديمقراطي كافة القوى السياسية البحرينية إلى الالتقاء على أجندة وطنية تخرجنا من المأزق الراهن وتنأى بنا عن الاحتقان وتصاعد وتيرة الطرح الطائفي والمذهبي وخطابات الكراهية، كما تدعو إلى تضافر جهود الجميع، في الدولة والمجتمع، من أجل فتح الطريق أمام غد مستقر وآمن تكون مقوماته الوحدة الوطنية والمشاركة السياسية والحريات العامة والعدالة في توزيع الثروات ومكافحة الفساد ووقف العبث بالمال العام.
جمعيات التيار الوطني الديمقراطي
– المنبر التقدمي
– العمل الوطني الديمقراطي وعد
– التجمع القومي
15 سبتمبر 2017م