المنشور

أفكار تغرد خارج السرب حالياً


أصدر المعهد الملكي للشئون الدولية (تشاتهام هاوس) تقريراً من 36 صفحة بتاريخ 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، تحت عنوان «البحرين: المجتمع المدني والخيال السياسي»، تطرق فيه إلى عدد من الأفكار التي يمكن أن تحرك الأجواء إيجابياً بعد فشل جهود الحوار الرسمية. البحث يسعى إلى توسيع المخيلة السياسية، ويتطرق إلى إمكانية تفعيل دور المناقشات غير الرسمية بين أطراف المجتمع، وتفعيل دور الشباب أيضاً، سعياً إلى مساهمات وجهود جديدة، على أمل أن يفسح لها المجال، لإيجاد حل سياسي من خارج الصندوق المغلق.

البحث يتعرض إلى آثار الأزمة منذ اندلاعها في مطلع العام 2011، والتي لا تضر فقط باقتصاد البلاد ونسيجها الاجتماعي؛ ولكنها أيضاً تساهم في تعميق التوترات الطائفية وزيادة خطر العنف. ينطلق البحث من اعتبار فشل جهود الحوار سبباً مباشراً في احتمال تطرف المعارضة، وإضعاف العناصر الإصلاحية داخل كل الأطراف. فما نشهده من فرض قيود مشددة على حرية عمل الجمعيات والتعبير والنشاط السياسي لا تسكت أصوات المعارضة الأكثر صخباً، وإنما تقمع المعتدلين الذين ستحتاجهم الجهات الرسمية في نهاية المطاف إذا كانت تود التوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة.

ويشير البحث إلى أن من النتائج السلبية لانسداد آفاق الحل السياسي عبر الحوار مع المعارضة، أن الكثير من البحرينيين ينتظرون الحلول من التفاعلات خارج بلادهم، ولكن هذا التوجه يُعبّر عن يأس وتسليم الأمور للمجهول.

الورقة البحثية ترى إمكانية كسر الجمود عبر نشاط مدني – فيما لو منح له الحيز السياسي – للتواصل بين فعاليات خارج الأطر التقليدية بهدف تطوير تصورات واحتمالات ممكنة لمستقبل البحرين، لا تنحصر فقط بالعمل البرلماني المنشود مستقبلاً، وإنما أيضاً ما يتعلق بالوضع الاقتصادي، وطريقة التعامل مع الوضع الأمني، وكل ما يتعلق بالهوية الوطنية المفترض أن تكون جامعة لكل الفئات.

الورقة البحثية تشير إلى أفكار يمكن أن يتداولها الشباب البحريني حول العديد من الخيارات لتسوية سياسية توفر درجة من الاستقرار وتفسح الطريق لإصلاح حقيقي عبر نهج أكثر استدامة يعالج الأسباب الجذرية (السياسية والاجتماعية والاقتصادية) والتي أدت إلى حدوث الانقسامات الخطيرة داخل المجتمع، وهذا النهج ينبغي أن يختلف عن الطرح الذي تحدث عن محاصصة طائفية لا يمكن أن تخرجنا من الأزمة.

 صحيفة الوسط البحرينية – العدد 4436 – الخميس 30 أكتوبر 2014م