المنشور

المعارضة هي الأغلبية

ما يحاول البعض تحويره من تأكيد القوى المعارضة بأنها تشكل الأغلبية في
البحرين، والقول بأن المعارضة تعني من ذلك أن الطائفة الشيعية هي التي تمثل
الأكثرية، إنما هو تزويرٌ لواقع يرفض البعض استيعابه، ومحاولة فاشلة
لتزوير الإرادة الشعبية، وتقسيم المجتمع طائفياً.

وبعيداً عن
الفزاعات الوهمية التي يراد ترسيخها في المجتمع، من بداية الاتهامات بتبعية
المعارضة لدولة أجنبية، ومحاولة تطبيق نظام ولاية الفقيه في البحرين،
والاستقواء بالولايات المتحدة الأميركية، والخيانة والتآمر على البحرين،
فإن الغالبية العظمى من الشعب البحريني تعرف حقيقة التحركات الشعبية، وتقف
مع ما تطرحه القوى المعارضة من ضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية
ودستورية حقيقية، تضمن المساواة بين المواطنين، وتطبيق القانون على الجميع،
وتوزيع عادل للثروة، وأن يكون الشعب بحق هو مصدر السلطات… فالأكثرية في
البحرين مع مجلس نيابي كامل الصلاحيات، ودوائر انتخابية عادلة.

لا
أحد يأخذ تصريحات جمعيات ائتلاف الفاتح والتي تؤكد فيها على أنها تتفق مع
80 في المئة مع ما تطرحه الجمعيات السياسية المعارضة من مطالب، مأخذ الجد،
ولذلك يمكن استثناء هذه الجمعيات من جموع المطالبين بالتغيير، كما يمكن
استثناء أغلبية جماهيرها التي تخرج علينا في المسيرات التي تنظمها (كل سنة
حسنة) وهي تلبس اللباس الباكستاني أو البنجابي، وتحمل الشعارات والصور بشكل
مقلوب.

لا يمكن إلا الضحك على ما ينشر في بعض الصحف، من دراسات
وبحوث «أكاديمية» تجرى لهدف واحد، وهو محاولة تزوير الواقع، فمرةً تنشر
«دراسة أكاديمية أجريت بجامعة متروبوليتان بالعاصمة التشيكية براغ، هذه
الدراسة والتي أجريت على مدى 18 شهراً كان الهدف منها إثبات أن جماعات
المعارضة كاذبون، وأنه لا تمييز اقتصادي أو وظيفي بين الشيعة والسنة في
البحرين؛ ومرةً أخرى تجرى دراسة ثانية أعدها مركز الشرق الأوسط للأبحاث
والدراسات في لندن وقام بها 12 باحثاً بريطانياً، والهدف من القيام بهذه
الدراسة هو إثبات تراجع شعبية جمعية الوفاق، (يا جماعة الخير الحين
الجامعات ومراكز الأبحاث العالمية مالها شغل غير الوفاق… أبي أحد
يقنعني).

ما نراه من استمرار وتمسك الأغلبية بالمطالب البسيطة التي
تجاوزتها العديد من البلدان وحتى النامية منها، وما نراه من إصرار من قبل
الغالبية العظمى من الشعب البحريني يثبت عكس ما ينشر يومياً، وإن من يريد
معرفة مدى تراجع الناس عن مطالبها، ما عليه إلا حضور إحدى الفعاليات التي
تقام في العديد من المناسبات والتي تدعو إليها الجمعيات السياسية المعارضة،
ليستطلع آراء الناس هناك، وليشهد بنفسه تفاعل الآلاف من المواطنين
وإصرارهم وصمودهم، ليكتب بعد ذلك ما يمليه عليه ضميره الصحافي، وليس التشبث
بدراسات وبحوث وهمية أو كاذبة.

ما قد يصدم البعض هو ما يقوله العديد
ممن يسمون بالفئة الصامتة، وهي الفئة التي غالباً ما تكون مصالحها مرتبطةً
بالجهاز الحكومي، فإما أن يكونوا موظفين في مواقع حساسة في الأجهزة
الحكومية أو ممن تكون تجارتهم ومعاملاتهم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً
بالمناقصات الحكومية، العديد من هؤلاء الأفراد نراهم في مقدمة الصفوف
للسلام على المسئولين في المناسبات الرسمية، ولكن عندما يتحدثون بصدق ودون
خوف من أن يصل كلامهم للمسئولين، نراهم يقفون بقوةٍ مع مطالب الناس
ويتمنّون بكل إخلاص أن تصل البحرين إلى حلول تخرجنا من الأزمة الطاحنة منذ
أكثر من عامين… ولذلك نقول إن من يطلب الإصلاح هم الأكثرية، وإن من يقف
عائقاً في وجه أي تقدم إصلاحي ما هم إلا فئة قليلة تعيش على المكارم
والعطايا أيام المحنة، ويرتبط وجودها بالأزمات … نعم المعارضة هي
الأكثرية.