المنشور

تحية لأهل البحرين! – ناصر العبدلي

الشعب
البحريني أكثر شعوب العالم تعرضا للظلم، ليس على يد الحكومة البحرينية فقط،
بل حتى من أنظمة الخليج الأخرى، رغم أن مطالبه شرعية تحض عليها الشرائع
السماوية والشرعة الدولية للحقوق، ويفترض أن تكون هناك استجابة لمثل تلك
التوجيهات من الحكومة البحرينية ومن بقية دول الخليج، إذ لا يمكن أن يعيش
ذلك الشعب الطيب مأساة بسبب تناقضات داخلية عقيمة.



تتسرب بين الحين والآخر أجواء انفراج وحل للوضع العالق بسبب أخطاء الحكومة
نفسها، لكن الأوضاع تتعقد مرة أخرى، بسبب تدخلات إقليمية، بعضها يحمل نفسا
طائفيا بغيضا، ومع ذلك لدينا نحن في الكويت على اعتبار الخصوصية بيننا وبين
الشعب البحريني أمل كبير بأن تكون هناك استجابة جدية من الحكومة البحرينية للتحديات السائدة.

سياسة التجنيس العشوائي التي تعمل بها الحكومة على قدم وساق، من أجل خلق
توازن وهمي، أو أغلبية وهمية بين الشيعة والسنة لعبة خطرة عانينا ما يشبهها
في الكويت، وإن كانت على أساس تصنيفات أخرى، وإذا كانت الحكومة تعتقد هناك
أن ما تفعله مخرج للأزمة الحالية فهي مخطئة، وسيتحول الأمر إلى «كارثة»
خلال عقد أو عقدين من الزمن على أبعد تقدير.
لا نحمل الحكومة وحدها مسؤولية ما جرى، بل تتحمله أطراف أخرى بشكل متساو،
بعضها داخل البحرين وبعضها خارجها، لكن التاريخ لا يعود إلى الوراء،
والجميع يفترض أن ينظر بتفاؤل إلى المستقبل وأن يتحمل الجراح رغم عمقها من
أجل خاطر البحرين، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته في هذا الصدد لا أن يجتر
الماضي، فهناك أخطاء وينبغي تجاوزها من أجل مستقبل أهل البحرين وأبنائهم.
تحية لأهل البحرين دون استثناء، وتحية لأولئك الذين صمدوا رغم هول ما حدث،
وتحية للذين بقوا على العهد والرغبة في أن تظل البحرين واحة أمن وأمان ووطن
يتسع للجميع، دون النظر إلى مذهب أو قبيلة أو عائلة، فحوادث التاريخ تقول
إن الخلافات المذهبية والقبلية والعائلية هي القناة التي يتسرب منها الأذى
للجميع فأبقوها مغلقة.