المنشور

المعارضة… مَن أنتم؟! – مريم الشروقي

قالها أحدهم للمعارضة: مَن أنتم؟ ونحن نعيد السؤال للتأكيد: مَن أنتم يا معارضة؟ هل أنتم حفنة من الصغار الذين تريدون أن يُسمع لكم صوت؟ أم أنتم عملاء «إيران» وتريدون البطش ببلادنا؟ أم أنّكم رافضة ما بيتّم النيّة إلاّ من أجل القضاء على مذهبنا؟ قبلَ أن نسأل عن ماهية المعارضة، لنجوب أنحاء البحرين، ولنستفتي الشعب على مرئيات الحوار، حتى لا نقول بأنّ المعارضة أخفت شيئاً كانت في ضغينتها من أجل نشر مذهبها وقتل المذهب الآخر!

قبل هذا وذاك، فليفتح كل واحد منّا محفظته، ولينظر في وسط الشهر وآخره، إن كان هناك دينار أو ديناران من أجل شراء بعض الأمور الشحيحة، وليتساءل لماذا قام البعض بالمطالبة والتساؤل عن أموال النفط وغيرها؟ لأنّ كثيراً منّا يعاني الأمرّين من ضعف الحال وكثر الفساد والنهب والنصب والاحتيال.

ليس هناك شكّ بأنّ الأمور لن ترجع إلى سابق عهدها كما يحلم البعض، والحوار لن يتم من دون دراسته بطريقة دقيقة متروّية، فهذه المرّة وعى الناس إلى معنى تلك المادّة في الدستور التي تقول بأنّ الشعب مصدر السلطات جميعها.

الشعب مصدر السلطات جميعها، ولكن في الوقت نفسه نحن لا نجد أحداً يسأل عن ملفّات الفساد، حتى جعجعة المعاودة اختفت وأصبحت في السماء، وما مطالباته ومناوراته إلاّ قشّة في مهب الريح، فما أن تأتي الحاجة إلى التحدّث عن المطالبة، فإنّنا وجدناه أكثر من يُطالب، وما أن يجد الريح عكسها لم نجده غيّر اتّجاهه، بل وجدناه لا يتذكّر ما قاله، لا بطّيخ صيفي ولا هم يحزنون.

أوتعلمون من المخلص لهذا الوطن؟ المخلص هو من رفض الفساد، ورفض التقييد، ورفض قول الزور، لا لشيء ولكن حرصاً على مصلحة وطنه وشعبه، وما الدنيا إلاّ عبرٌ وقصص يتداولها النّاس بطريقة مختلفة.

إنّ الحكمة ضالّة المؤمن وفانوس العالم، وهي التي نهتدي بها من أجل الثبات على الحق وإحداث التغيير، أما الجعجعات والكلمات الفارغة فإنّها تدل على أصحابها، وتدلّ على مستواهم المنحط وعلمهم الشحيح بكيفية إدارة الموقف من ضدٍ إلى معَ!

المعارضة من أنتم أم مع مَن أنتم أم ضدّ مَن أنتم؟! السؤال وجَبَ أن يكون أصعب قليلاً: نحن جميعنا مع مَن؟ أنحن مع الوطن أم ضد الوطن أم للوطن؟ فلنفكّر في هذا السؤال علّ أحدهم يجيبنا في يوم ما، لأنّ الأسئلة كثرت ولا مُجيب لها طوال الأحيان!

تذكير لتجمّع الفاتح: ما هي الـ 80 في المئة من المطالب التي اتّفقتم عليها مع المعارضة؟ تذكير لسعادة النوّاب: هل تمّ تحويل ملفات الفساد إلى النيابة العامة كما طالبتم بذلك؟ أم إلى الآن لم تجتمع اللجنة لتحويل الملفات!

تذكير للمحامين الشرفاء: أين ذهبت الأموال (على قولة المعاودة)؟