المنشور

الديمقراطية ستنتصر على الطائفية

قبل عامين اشتعلت «ثورة 25 يناير» في مصر، لتكون بذلك ثاني ثورة في الربيع العربي (بعد تونس) تحقق انتصاراً سريعاً وباهراً وتلهب مشاعر الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. كانت ردود الفعل الرسمية في عدد من دول المنطقة تعبر عن استياء من الموقف الأميركي الذي اعتبروه متخاذلاً، وأنه تخلى عن حليف مخلص مثل الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك.

الخشية من تكرار الموقف الأميركي في بلدان عربية كان مقلقاً، وكانت الأحداث تشتعل في عدة بلدان أخرى حجز لها شبابها تاريخاً على مواقع الفيسبوك (ولاحقاً على مواقع تويتر)، وتحركت الجماهير بصورة تفاعلية، وقامت باقتباس شعارات ومواقف وأساليب سلمية شاهدوا فاعليتها في ميدان التحرير. وكانت حينها المواقع الإلكترونية قد بدأت تتحدث عن أن البحرين ستلحق بموجة الربيع العربي، فيما تنافست الفضائيات العربية لتغطية ما كان يحدث قبل عامين في منطقة اعتقد الكثيرون أنها ماتت سياسياً.

سلسلة التحولات والانعطافات التي مرت بها منطقتنا العربية بعد ما حدث في تونس ومصر كانت سريعة، ولذا رأينا أن الذين وقفوا ضد الثورة في مصر سرعان ما حاولوا تصحيح موقفهم، ولكن القلق من انتشار رياح التغيير الديمقراطية كان كبيراً. وهذا القلق استمر بشكل متزايد عندما اشتعلت الأحداث في البحرين.

إحدى الخيارات لمقاومة ثورات الربيع العربي كان إشعال ثورات مضادة على أساس طائفي، كما كان لزاماً تخطي «الزعل من أميركا» بسبب ما حدث في مصر والانتقال إلى سياسة هجومية كأفضل وسيلة للدفاع، وهكذا أصبح لزاماً تشعيل «العامل الطائفي» لسحق طموحات الشعوب الديمقراطية.

لقد رأينا كيف تم إرجاع الناس إلى الوراء عبر إشعال الأحقاد الطائفية ضد أي جهة تطرح مطالب ديمقراطية، ورأينا كيف تبنت جهات عديدة الطائفية، بل والأنكى من ذلك أنها تتهم غيرها بهذه الصفات بينما تمارس سياسة طائفية رعناء بصورة رسمية وعلانية.

على أن الشعوب العربية التي تحركت من أجل الحرية والكرامة والعدالة قد تتعثر طائفياً، ولكنها ستنتصر ديمقراطياً.

منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية