المنشور

2012 الحصاد المر (المعتقلون – 3)

لكي يظل الأمل متقدا، لابد من استذكار الماضي، ولكي نتقدم للأمام لابد
أن تكون الطريق التي عبدناها بتضحياتنا ماثلة لنا في كل لحظة، لنتيقن أن ما
مضى لم يكن إلا خطوات نحو مستقبل لابد أن يأتي، وأحلاما لابد أن تتحقق وان
طال الانتظار.

هكذا مر العام الماضي 2012 بكل مآسيه وآلامه، فلقد
شهدت البحرين خلال هذا العام الكثير من الأحداث التي ما كان لها أن تكون
لولا عناد البعض ورغبة البعض الآخر في جني المزيد من الأسلاب والغنائم
وانغلاق الأفق عن أي مخرج يمكن أن يعيد البسمة والفرحة للآلاف ممن أصبحوا
لقمة سائغة، لمجرد مطالبتهم بالإصلاح.

خلال العام المنصرم فقدت
البحرين 11 ضحية موثقة، 11 قتيلا سقط ولم يقدم أحد للمحاكمة، فيما تشير
الحالات الموثقة إلى أن 253 مواطنا أصيبوا بجروح عدد منها خطيرة جدا نتيجة
استخدام سلاح الشوزن.

وبحسب إحصاءات لجنة الرصد بجمعية الوفاق فإن
أكثر من 1866 مواطنا تم اعتقالهم خلال العام الماضي بسبب آرائهم السياسية
بينما يقبع في السجن المئات غيرهم منذ عام 2011.

وتشير هذه الإحصاءات
إلى أن 379 طفلا لم تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة تم اعتقالهم خلال الإثني
عشر شهرا الماضية، فيما تجاوز عدد المداهمات الليلة لبيوت المواطنين 1323
مداهمة.

وتعدت الأحكام الصادرة على المئات من المواطنين المطالبين
بالإصلاحات بحسب إحصائية لجنة الرصد خلال السنة الماضية أكثر من 600 سنة
حكما بالسجن – ومع استمرار المحاكمات للنشطاء السياسيين فمن المتوقع أن
تزيد هذه السنوات لأكثر من 1000 عام – من بينها السجن المؤبد لسبعة من
قيادات المعارضة البحرينية بتهمة انتهاك أحكام الدستور والمشاركة في مؤامرة
قلب نظام الحكم والتخابر مع جهات أجنبية، فيما تؤكد أغلب المنظمات
الحقوقية، ومنظمات حقوق الإنسان العالمية أن هؤلاء القادة هم من معتقلي
الرأي.

العام الماضي شهد أيضا اعتقال عدد من المدافعين عن حقوق
الإنسان في البحرين من بينهم نبيل رجب ويوسف المحافظة بتهم فضفاضة، كما
أسقطت الجنسية البحرينية عن 31 شخصا من أبناء البحرين.

حصاد مر
تجرعته فئة من المواطنين في السنة الماضية، لم تكن هي من زرعته، وإنما سعت
لتعبيد الطريق نحو مستقبل أفضل للوطن، وهي لاتزال تحلم بذلك رغم كل ما
قدمته من تضحيات.

جميل المحاري
صحيفة الوسط البحرينية