المنشور

أي جُرح غائر بقلبك ياكويت

لم يعد الأمر خلافاً سياسياً على مرسوم ضرورة، ولم يعد الأمر مقصوراً على
معارضة وموالاة، بل يبدو أن الأمر أكبر من ذلك والخسارة أفدح مما نتصور
والشرخ أعمق والهوة أوسع والنهج يمضي إلى أبعد من حسن ظننا بالطبيعة
الكويتية.


فلم تعد الكويت هي تلك التي نعرف أو يعرفها العرب الذين دبجوا القصائد في
مدحها وفي مدى ديموقراطيتها وتسامح أهلها وحكوماتها وتمتع أهلها بالحرية
والتحضر والأمان.


فأي جرح غائر بالقلب يا كويت، وأي نزف من شرايينك لم يسببه غازٍ أو محتل بل
سببه بعض من يعتقد أنه يحبك من خلال غرس نصل سكين بقلبك، من خلال اختبار
حب أبناء الشعب لوطنهم بالهراوة وقنابل الغاز والرصاص المطاطي.


تألمنا حد الآه، ونحن نرى أبناءنا يضربون بحقد ووحشية فقط لأنهم يحبون تراب
هذا الوطن، وتألمنا حد الدهشة أن رجال الأمن يشتمون الشباب بشرف أمهاتهم
وآبائهم بلهجة غير كويتية كما توضح لقطات الفيديو أي بالصوت والصورة التي
انتشرت في العالم كله هالهشيم، وتألمنا حد اعتصار القلب عندما شمت جزء من
أهل الكويت بالمقموعين من أبنائنا واعتبروهم حفنة من الانقلابيين
والغوغائيين والمخربين والدخلاء.


خوفنا اليوم ليس على أبنائنا فقط بل خوفنا الأكبر على وطننا، فبعض هؤلاء
الشباب المقموعين بوحشية كانوا أطفالاً أيام الاحتلال، وساعدوا المقاومة من
خلال توصيل رسائل وذخيرة لها وفي أحلك الظروف وأصعبها، وشارك أهاليهم
بالمقاومة والعصيان المدني بل قدموا الشهيدات والشهداء، ويأتي اليوم الذي
يقمعون ويشتمون فيه بأقذع الألفاظ من رجال أمن البلد الذين دافعوا عنه
وكانوا على استعداد للتضحية بأعمارهم الصغيرة وأرواحهم الكبيرة فداء له.


ما هكذا يعامل شعب مخلص ووفي، ما هكذا يكتب تاريخ الكويت، فالتاريخ تكتبه
الشعوب وتسطره التضحيات من أجل رفعته وعزته وتقدمه، بل بهكذا جزاء وعقاب
للشعب بأطيافه المختلفة تُكتب صفحة سوداء في تاريخ هذا الوطن الأبي العزيز،
لمجرد أنه قال لا للتفرد والظلم لا للفساد وتنفيع المتنفذين، نعم للحرية
والكرامة والديموقراطية والعدالة الاجتماعية.


أي جرح نازف وغائر بقلبك يا كويت، وأي شعب يُلملم جراحك ويقودك على طريق
المجد والعزة بحبه لك وعشقه لترابك وخوفه على سمعتك وتاريخك الناصع، ولا
عزاء لمن شمت بجراحك ولا عزاء لمن صمت أو تخاذل ولم يرفع صوته ضد الهراوة.



شكر واجب


أشكر كل من تعاطف أو اتصل من أبناء الشعب الكويتي، كما أشكر كل
الأدباء والمثقفين والمفكرين العرب الذين عبروا عن تعاطفهم وتضامنهم مع
قضية ابني والتي هي قضية الشعب الكويتي الرافض لنهج القمع الوحشي.




وليد الرجيب