المنشور

الشهيدان “محمد بوجيري وسعيد العويناتي”

 




 




 

 



  
             الشهيدان
“محمد بوجيري وسعيد العويناتي”




 


قرونٌ مضت والأرضُ تحيي المواكبا
قرونٌ خلت والرفضُ ما زال واهبا
أتت هبّة الغواص من مجد سالفٍ
الى هيئة الخمسين والوعي ما خبا
الى وثبة الستين حيث تلاحمت
قوى شعبِنا قِدماً لتُبدي المطالبا
وعبرَعقودِ العتمِ والدربُ سالكٌ
تضم سماواتُ النضالِ كواكبا
تُراكِم أنواراً وتُعطي مآثراً
وتُثبت أدواراً لتطوي سباسبا
تمر سنون القهر والليلُ حالكٌ
وجرحُ الذي يهوى نديّاً وشاخبا
وقارعةٌ من رحمِ اخرى تناسلت
وضيمٌ على نهش الهضيم تكالبا
ومادت بنا الأيامُ بالقسر حينما
تمادت بما تأتي مَخوفاً و راعبا
وهبّت على الإبحار ريحُ كريهةٍ
و في بحرنا اللجّي  أقصت مراكبا
هنا .. ترك الأسفارَ للبرِّ واهماً
أخو غفلةٍ ظنّ الفتاتَ مكاسبا
هنا… فَرَكَ التأريخُ معدنَ بعضِهم
فبان دعيّا مائلَ الجذرِ كاذبا
هنا.. بَرَكَ الخنّاسُ يجمع سحتَه
يقدم إسفافاً ويجني مراتبا
هنا..عَرَكََ الدهرَ الخؤونَ مناضلٌ
تدرّع بالقلبِ الجسورِ وما كَبا
فغودر بالرصدِ المميتِ مكافحٌ
وغَيّبت الجدرانُ حيّاً مُطالبا
رمى القحطُ آلافَ الغصونِ بعسفه
ومال على الأغصان يَحطِم ما رَبا
فكم بدرُ تمٍّ يخسف الظلمُ وجهَه
يُزفُّ الى عرسِ المنيّةِ مُترَبا
فديسَ ذمامٌ واستُبيحت محارمٌ
وغالَ حِمامٌ من حرائرِنا سبى
وجاعت بطونُ الأجودين بفصلِهم
وفاضت عيونٌ بالجمارِ تَلَهُّبا
وحال ستارٌ بين درسٍ و دارسٍ
وصارت صفوفُ العلمِ للجهلِ مَلعبا
وسِيقَت الى جُبِّ المطاميرِ ثلّةٌ
من البسلاءِ الغرِّ ضَمَّت كواعبا
وما زادنا إلا إسىً ما تحققوا
فأقصت لجانٌ للتقصّي عواقبا
ومما يزيد الهمَّ نزفاً وحرقةً
قلوبٌ بدت شتّى ولم تصغِ للإبا
فخذ مثلاً مما نعيش شتاتَه
بتيّارنا الأبهى و قد صار شاحبا
كفانا..كفى قلنا مراراً وكرّرت
حناجرُنا صدقَ النداءِ تأدُّبا
فلا(وعدُ)نا أو (متُّ)نا قد أجابتا
بفعلٍ صدوقٍ يجعل العودَ أصلبا
ففي بعضِ أيامٍ من العامِ نحتفي
بذكرى عزيزٍ نستعيد مناقبا
وننقض غزلَ الأمسِ من بَعدِ قُوّةٍ
ملومين محسورين نبكي سواكبا
فيا قادةَ الفعلِ المؤجّلِ دونكم
مضاءُ النوايا واستعيدوا مواظبا
هلمّوا بنا نصطفُّ قَلباً وقالباً
كفانا على ذاتِ العذارِ تقلّبا
ألا فليكن تأبينُ عرسِ محمدٍ
وحفلُ سعيدٍ محوَ ما كان مَثلبا
لتبقى دماءُ الفرقدينِ منارةً
ومدعاةَ إيلاف ٍتعمّقُ صائبا
فقد ضحّيا من أجل شعبٍ وموطنٍ
وأمسى لزاماً أن نفعِّلَ واجبا
رفاقي..ويا جمعَ المروءةِ والنهى
وأنتم مدار العشقِ شرقاً ومغربا
أحباي..هذا يومُكم فتوحّدوا
ليثمرَ في البحرين ما بات مُجدبا

  


عبدالصمد الليــث


12 ديسمبر 2012