المنشور

خواطر بحرينية أثناء متابعة الانتخابات الأميركية

يوم أمس توجهت الأنظار لمتابعة الانتخابات الأميركية، ولمعرفة فيما إذا
كان الأميركيون الذين توجهوا إلى صناديق الاقتراع سيمنحون أصواتهم لولاية
ثانية للرئيس باراك أوباما، أو أنهم سيختارون منافسه الجمهوري ميت رومني…
ولفتت انتباهي مقابلات وحوارات أجرتها فضائيات مع عرب أميركان تحدثوا فيها
عن وجهات نظرهم عن شخصية كل مرشح، وعن رغباتهم وآمالهم. هؤلاء العرب
الأميركان لا قيمة لرأيهم في بلدانهم الأصلية، ولم يكن أحد سيأبه بما
يقولونه، ولكن استنشاقهم الحرية والعيش في بيئة تضمن كرامتهم أفسح المجال
لهم لإبراز أفضل ما لديهم كبشر يتطلعون لمستقبل أفضل يشاركون في صنعه من
خلال عملية سياسية ديمقراطية.

ولو قارنا الإنسان العادي في أميركا،
والإنسان العادي في أي بلد من بلداننا العربية فلربما أننا لا نجد فروقات
تذكر، سوى أن المجتمع الذي تتأسس فيه الحياة السياسية على إرادة المجتمع
يستخرج أفضل ما لدى الناس، أمّا المجتمع المختنق سياسياً فلا يفسح للقدرات
الخيرة بالانطلاق، بل وترى الجوانب الجشعة هي البارزة في الحياة العامة.

أثناء
متابعتي للانتخابات الأميركية كنت أيضاً منشغلاً جداً بما يجري في بلادي
البحرين، وبين المتابعة والانشغال أجد أن في متابعتي لما يجري في أميركا
تحريكاً للفكر، وهو أشبه بالعصف الذهني الخلاق، وهذا يختلف عن متابعتي
لشئون بلدي التي يطغى على أجوائها التحشيد النفسي والعاطفي، وترى أن كثيراً
من التحليلات إنما تخضع لرؤى بالية عفا عليها الزمن.

التحليلات عن
الوضع الأميركي تنظر إلى المستقبل، بينما لا يتعدى كثير مما يطرح في
البحرين وجهات نظر ميتة ينبشها البعض بحثاً عن تبريرات لمنع عبور المجتمع
نحو مستقبل رحب يفسح المجال للجميع للعيش بكرامة ووئام. أأمل أن يتمتع
أبناؤنا بمستقبل أفضل يمكنهم من التعبير عن آرائهم بنفس الطريقة التي عبّر
فيها العرب الأميركان يوم أمس عن أنفسهم، وأأمل أن نحكم عقولنا لتحقيق
الآمال الإنسانية المشروعة، بعيداً عن الأحقاد والأوهام التي تعشش في
الرؤوس ولا تنتج لنا سوى الآلام.

منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية