المنشور

تساؤلات حول ريادة الاعمال


يتواصل الحديث عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الاعمال، وفي هذا السياق دعونا نمعن في هذه التساؤلات: ] هل نقوم بالفعل بالدمج مابين تعليم الشباب والتوظيف باعتبارهما عنصرين اساسيين في الخطط الاقتصادية ولاسيما في اطار التنويع الاقتصادي؟ ] هل تعد النظم التعليمية في جميع المراحل مناسبة للمستقبل، أم ان هناك تباينًا بين التعليم الذي يتلقاه الطالب ومتطلبات سوق العمل المستقبلية والحيوية المطلوبة للتعامل مع ظروف وتحديات متعددة يصعب التنبؤ بها؟ ] كيف يمكننا إعداد شبابنا لكي يتمتعوا بروح الريادة؟
 
تلك التساؤلات التي اثارها امين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاول لمستقبل رواد الاعمال بدول مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ امس، هي تساؤلات في محلها خاصة ان المنتدى يتبنى بحث مستقبل رواد الاعمال في المنطقة، واهل الاختصاص والمعرفة والدراية في المجال المذكور ومعهم مجموعة رواد الاعمال ممن حضروا المنتدى احسب انهم وجدوا في تلك التساؤلات فرصة للولوج الى قضايا وموضوعات ربما هي خارج برنامج عمل المنتدى، ولكنها خاصة في سياق تأكيد امين عام مجلس التعاون على الحاجة الى عمل ممنهج مدروس تضعه حكومات المنطقة وتشرف عليه ضمن استراتيجياتها التنموية، لابد ان تدفع وتحفز الى جعل هذا الملف في قمة الاولويات، حتى نتمكن من بلوغ ذلك الهدف الذي دعا اليه الزياني والمتمثل في «غرس السمات والمهارات الاساسية الضرورية في عقول وسلوكيات الناشئة لنجد انفسنا امام رواد ومبدعين في مختلف المجالات وامام كفاءات بشرية قادرة على تحقيق النجاح في شتى امور الحياة وليس فقط في مجال ريادة الاعمال وقادرة ايضا على خلق فرص عمل للاخرين وليس البحث عن عمل».
 
وهذه مسؤولية ليست سهلة بكل المقاييس وتقع على عاتق العديد من الجهات، وايضا النظم التربوية والتعليمية. تلك الدعوة، مع ذلك الهدف، مع دعوة وزير المالية الى تضافر جهود دول التعاون لتبني استراتيجية طموحة لنمو وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتأكيد على العمل المشترك في هذا المجال، نفترض انه يجعل الحاجة ملحة بأن نتجاوز الحالة الراهنة بالرغم من كل مالها او عليها فيما يخص المؤسسات المعنية وريادة الاعمال، ورغم كل ماتحقق على هذا الصعيد سواء في البحرين او بقية دول التعاون، الا ان الحاجة الى عمل ممنهج مدروس ضمن الاستراتيجيات التنموية للنهوض عبر عمل نوعي سيكون مطلوبا بإلحاح اكثر من اي وقت مضى، وهو امر ننادي به دوما لانه يعزز من مسيرة تلك المؤسسات ويرسخ مفهوم ريادة الاعمال ويدفع الى ماهو مطلوب من عمل خليجي مشترك فاعل ومؤثر في اقتصادنا وبرامجنا التنموية والاجتماعية.