المنشور

اليوم العالمي للعمال وتقرير بسيوني


يحل الأول من مايو «عيد العمال العالمي» والذي تحتفل فيه شعوب العالم أجمع بالطبقة العاملة كونها الطبقة الأكثر عطاءً وتضحيةً في المجتمع، في ظل أوضاع صعبة عاشتها ومازالت تعيشها الطبقة العاملة البحرينية، نتيجة الفترة «المكارثية البحرينية» التي تم فيها استهداف أبناء الوطن من طائفة معينة ومورست فيها جميع أشكال العنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان.
 
أكثر من 4400 عامل وموظف من جميع القطاعات تم فصلهم من أعمالهم وبصورةٍ لم يسبق لها مثيل في جميع أنحاء العالم، لمجرد ممارسة حقهم في التعبير عن آرائهم. بعضهم أرجع إلى عمله بعد أن وقفت جميع المنظمات الحقوقية والعمالية، بما فيها منظمة العمل الدولية ضد هذا الإجراء الظالم وضغطت بكل الوسائل من أجل إعادتهم، والبعض الآخر مازال ينتظر حتى الآن قراراً سياسياً لإرجاعه لعمله.
 
الفصل والإيقاف عن العمل لم يكن إلا جزءًا مما عاناه العمال والموظفون خلال السنة الماضية، نتيجة لما يورده تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق في الفقرة (1446) والذي يقول بالحرف الواحد «هيأ مختلف المسئولين الحكوميين الذين أدانوا المظاهرات علناً، أجواء الانتقام من الأفراد الذين شاركوا في المظاهرات، والإضرابات، وبالإضافة إلى ذلك، تلقت اللجنة أدلة وروايات تفيد أن مسئولين حكوميين، صدر منهم تشجيع مباشر للشركات على فصل الموظفين الذين اشتبه في أنهم ضالعون في أحداث فبراير، ومارس 2011».
 
كما يؤكد التقرير نفسه في فقرته رقم (1450) أن الادعاء بأن الفصل كان نتيجة التغيّب عن العمل لم يكن صحيحاً أبداً، حيث تشير الفقرة بوضوح إلى هذه النقطة بالقول: «أفادت أقوال أدلى بها للجنة ممثلون لهيئات حكومية وشركات ضالعة في عمليات الفصل التي زعم أنها تستند إلى التغيب عن العمل كان الدافع إليها في حقيقة الأمر الانتقام من الموظفين الذين اشتبه في ضلوعهم في المظاهرات، وهذا كان واضحاً للغاية في حالات الفصل من وزارة التربية والتعليم وشركة بتلكو وشركة طيران الخليج».
 
الآلاف من العمال تم التحقيق معهم في لجان التحقيق، وحتى وإن لم تثبت عليهم تهمة الاشتراك في المظاهرات تم تهديدهم وإهانتهم وإيقافهم عن العمل. وذلك يبدو واضحاً من خلال الفقرة (1451) التي تذكر أنه «في أحوال كثيرة كان أرباب العمل في كل من القطاع العام والقطاع الخاص يحيلون أو يهدّدون بإحالة الموظفين للتحقيقات الجنائية على أساس الاشتباه في قيامهم بأدوار نشطة في المظاهرات، وفي بعض الحالات كما حدث في شركة طيران الخليج سمح أرباب العمل لضباط أمن بتفتيش واستجواب موظفين في مقار العمل ما نتج عنه في بعض الأحيان سوء معاملة في شكل تجاوزات بدنية وشفهية».
 
هذا بعضٌ مما عانته طبقتنا العاملة خلال السنة الماضية… فلها في يومها العالمي وفي جميع الأيام التحية والشكر والتقدير.
 

صحيفة الوسط البحرينية – 01 مايو 2012م