المنشور

إدارة الوقــت


الإصلاح الإداري، او التحديث الاداري ليس فقط عددا من المشاريع والبرامج والسياسات الهادفة للتأهيل والتطوير والتدريب، بل تتضمن اضافة الى ذلك اقتلاع ثقافة سائدة وبناء ثقافة بديلة تعتمد على الانتاجية والانجاز والتكييف والمبادرة والابتكار والجودة.
 
والاقتراح برغبة الذي تقدم به النائب عيسى الكوهجي بجعل انشطة الحكومة من احتفالات ومهرجانات ومؤتمرات وندوات خارج اطار الدوام الرسمي هو اقتراح يستحق ان يلتفت اليه وان يصغى له، فهو يصب في تلك الثقافة المطلوب اقتلاعها، فاقامة الفعاليات وما اكثرها من حيث العدد والتنوع والهدف خلال اوقات الدوام الرسمي يعتبر عرقلة كبيرة لمصالح المواطنين، فحين ينشغل الوزراء والوكلاء والمدراء وغيرهم بالتحضير والترتيب وللافتتاح والحضور والمشاركة في هذه الفعاليات واحيانا في جلسات عمل بعضها، فذلك سيكون على حساب العمل، فانشغال اي وزير وأي مسؤول وأي مدير في هذه الفعاليات، والفعاليات وحتى المناسبات العامة والانشغال احيانا باجتماعات لجان، وفرق عمل، او غداء عمل والتي لا يتمخض عنها في معظم الحالات مردود ايجابي ملموس على العمل، سوى هدر الوقت والجهد والمال وعلى حساب الاداء والاتقان والانتاجية.
 
علينا ان نلاحظ ان مجلس الوزراء وجه اكثر من مرة الوزراء الى ايجاد الآليات التي تسرع وتبسط وتسهل اجراءات معاملات المراجعين والمترددين على الاجهزة الخدمية، وتسريع وتيرة العمل والانجاز فيها، ونرى ان ذلك يتطلب بداية معرفة اسباب التراخي واوجه القصور ومن ثم محاربة ذلك للانتقال الى مرحلة عمل وانجاز خالية من البيروقراطية التي دعا سمو رئيس الوزراء في الاونة الاخيرة وفي اكثر من مناسبة الى مواجهتها، ونرى ان الالتزام باستثمار وقت العمل للعمل الجدي هو ما يجب التركيز عليه، فإدارة وقت العمل في الوظيفة العامة قيمة اقتصادية وادارية مهمة لابد من استغلالها بشكل فعال بما يضمن الوصول الى حسن الاداء واقصى درجات الانتاجية، ولا ننسى ان تحدي الانتاجية هو من بين التحديات التي تواجه الاقتصاد البحريني، وهذه حقيقة خلص اليها مجلس التنمية الاقتصادية في احد تقاريره، وهو تحدٍ يحتم تكثيف الجهود لمواجهته، ويفرض ادراج موضوع ثقافة الانتاجية ضمن استراتيجية طويلة المدى واكسابه طابعا هيكليا باعتباره موضوعا في غاية الاهمية.


26 ابريل 2012