المنشور

الاستثمار المعطل


ان تعلن شركة المواشي، انها تنتظر منذ 5 سنوات تخصيص أرض من الحكومة لإقامة حظائر جديدة ومسلخ جديد. وان تعلن قبلها شركة «اسماك» أنها هي الاخرى في انتظار الموقع المناسب للاستزراع السمكي لمباشرة أعمالها. وان يعلن مستثمرون من جنسيات متعددة «بحرينية وعربية واجنبية» تعرضهم الى ما قد يعد مخالفة صارخة من قبل أحد ملاك الأبراج السكنية بمنطقة الجفير الذي يماطل في تسليمهم شققهم منذ ثلاث سنوات. وان يعلن تعطيل اكثر من مشروع تجاري وصناعي بسبب اعتراضات من اعضاء مجالس بلدية، وان يخضع بعض النواب الشأن الاقتصادي لاعتبارات اللعبة السياسية، ويتعاملون مع هذا الشأن وكأنهم في حملة انتخابية وما يترتب على ذلك من مزايدات هي بالنهاية تسيئ الى كل جهد ايجابي على الصعيد الاستثماري، والاقتصادي.
 
وان.. وان.. وان، فإن ذلك يعني ان ثمة خلل في بيئة الاعمال والاستثمار التي تعلن الحكومة دوما دعمها وتوفير كل محفزات النمو لها وسعيها الى تذليل المعيقات التي تقف احيانا بصلابة حائط الصين العظيم في وجه تطور هذه البيئة. هو خلل يتوجب التصدي له على وجه السرعة والا ستظل الفجوة قائمة بين الاقوال والافعال، وهذا يعني الكثير مما هو غير ايجابي في أوساط المستثمرين، ويسيئ الى مصداقية التوجهات المعلنة الداعمة لبيئة الاعمال والاستثمار.. وطالما التوجه يمضي نحو بناء سياسات جديدة تدفع باتجاه توفير البيئة التي تمتلك المقومات الكفيلة بجذب وتعزيز ثقة اصحاب الاعمال والمستثمرين اليها، فإن الضرورة والمصلحة يقتضيان سرعة الحسم في التصدي لهذه المعوقات البيروقراطية، ومنها ايضا تلك التي تم تداولها في اكثر من مناسبة، ومنها حوار التوافق الوطني، وهو معوقات تتصل بالشفافية، ومحاربة الفساد وكفاءة النظام القضائي وسرعة البت في المنازعات التجارية والقضايا الاستثمارية…. الخ..
 
إننا اليوم في بيئة اقليمية وعالمية شديدة التنافسية على جذب المستثمرين وتوفير كل التيسيرات والتسهيلات لهم، ولابد من العمل على فهم طبيعة ما يواجه الواقع الاستثماري الراهن من بيروقراطية إدارية أكد سمو رئيس الوزراء في الاونة الاخيرة وفي اكثر من مناسبة على مواجهتها، فإن المطلوب آليات عمل وحلول عملية تمهيدا لمواجهة جادة وحازمة وفاعلة لكل ما يواجه مناخ الاستثمار من معوقات. وما دمنا نتحدث عن الاستثمار فلابد من التأكيد بأن الرهان على جذب الاستثمارات الخارجية العربية والاجنبية اذا لم يقترن بزيادة استثمارات ابناء البلد فهو رهان خاطئ. ولابد كذلك من ادراك أهمية عنصر الوقت، وعنصر الثقة لأي تطوير في اي حديث عن الاستثمار.
 
19 ابريل 2012