المنشور

الإنجرار نحو العنف الطائفي غير مقبول


استخدام العنف لإستهداف أي إنسان في أي موقع ليس مقبولاً. كما أن الهجوم على المحلات التجارية وتكسيرها وسرقة محتوياتها لا يمكن نسبته في أي حال من الأحوال لأناس لهم مطالب ينادون بها أو مبادئ دينية يعتقدون بها أو حتى ضمير إنساني يحتكمون إليه.

كما أن الهجوم بشكل همجي على الناس الأبرياء وضربهم وتحطيم سياراتهم وممتلكاتهم بتبرير الانتقام لرجال الأمن الذين أصيبوا في تفجير في قرية العكر، ما هو إلا أسلوب همجي.

أتفق تماماً مع الأخ أبوعبدالرحمن من الرفاع الذي كتب على موقع «الوسط» تعليقاً على الهجوم على محلات «24 ساعة» يقول فيه «إنهم لا يمثلون أهلنا الطيبين والمتحابين مع اخوانهم، هذه المجاميع دخيلة، ولا نتشرف بهم، أبسط الأمور أكلهم الحرام، والسرقة، ونحن نقول لإخواننا ان هذه الفئة لا تمثلنا لا بالدين ولا بالوطن، ومن يحب القيادة والبحرين لا يفعل مثل هذه الأفعال المخزية».

نعم… إن هؤلاء لا يمثلون أهل البحرين ولا يمكن أن يحسبوا على أي من الطائفتين الكريمتين.

لا أحد يقر بالعنف ومن أية جهة كانت، ولقد أصدرت جميع الجمعيات السياسية بيانات تدين حالة العنف التي سيطرت على الشارع البحريني، ومع ذلك يجب على الجميع أن يقوم بواجبه لوقف حالة الانزلاق نحو العنف وما يمكن أن يترتب على ذلك من تبعات لا يرتضيها أحد.

على الجميع أن يتذكر أن ضحايا الصراعات العرقية بين أبناء الوطن الواحد والحروب الطائفية بين أبناء الدين الواحد وعلى مدى التاريخ، قد فاقت وبما لا يقاس ضحايا الحروب بين الدول المتعادية، كما أنها كانت أكثر قسوة وحدة.

ولذلك فإن على الحكومة وقبل أن تصل الأمور إلى مرحلة لا يمكن الرجوع عنها، أن توجد حلاً سياسياً مقبولاً، وأن تطرح مشروعاً تصالحياً حقيقياً يخرج البلد من حالة الاحتقان التي نعيشها جميعاً، وبغير ذلك لا يمكن لأي طرف من أطراف الصراع الأخرى في الوقت الراهن أن يقوم بأي مسعى سواءً للتهدئة أو لإعادة اللحمة الوطنية ووقف الانزلاق نحو العنف.

كما أن على وزارة الداخلية ألا تسمح للأطراف المتمصلحة من هذا الوضع بأن تلعب دورها وأن تشيع مفهوم الانتقام، بدلاً من تطبيق القانون العادل الذي لا يفرّق بين ضحية وأخرى.

كما أن على القوى المعارضة التمسك بالخيار السلمي وعدم الانجرار للعنف وإدانته مهما كان مصدره.

وأخيراً… على القوى الموالية أن تعترف بحق الآخر في الاختلاف، وأن تؤمن بأن الوطن للجميع مهما كانت أفكاره وآراؤه وتوجهاته، وأن تعمل على لمِّ الشمل وليس العكس.
 

صحيفة الوسط البحرينية – 13 أبريل 2012م