المنشور

السوق القديم مجدداً



لا أحد يعلم الى أي مدى يمكن أن تحققه أي خطة جادة- بافتراض وجودها حاليا او مستقبلا- في انعاش سوق المنامة القديم، وهو السوق الذي قلنا سابقا بأنه نعى نفسه بعد ان اغلقت الكثير من محلاته بسبب انخفاض المبيعات وغياب المتسوقين وانعدام المرافق والمواقف والخدمات، وجاءت الاحداث في السنة الماضية بتداعياتها الحالية لتضفي بعدا آخر للحالة المزرية للسوق، الذي بات كثيرا من تجاره على قناعة بأن هذه الحالة لن تجدي معها لا الزيارات التفقدية ولا الحلول الترقيعية، ولا الوعود التطويرية التي انهالت على تجار السوق في أكثر من مناسبة.
مشكلة سوق المنامة القديم ان اكثر من جهة رسمية ظهرت بمظهر الراعية والحانية والمعنية بأمر السوق وبتطويره وباوضاع تجاره المطحونين معظمهم بهموم مصيرية، وتنافست هذه الجهات على الظهور بهذا المظهر، وفوجئنا في فترة تالية بان بعضها قد تخلى فجأة عن ابداء اي اهتمام بالسوق وكأن الامر لا يعنيه لا من قريب او بعيد..!!، لذلك كان محقا احد تجار السوق الذي قال اثناء الزيارة التفقدية لوزيرة الثقافة يوم الاربعاء الماضي بعد ان سمع بان ثمة لجنة ستشكل للنظر في اضفاء الطابع الجمالي والتراثي للسوق، حيث قال بان تجار السوق ليسوا في حاجة الى لجنة جديدة، ولكنهم بحاجة الى جدية والى تفعيل دور لجنة تطوير السوق، وهي اللجنة التي تشكلت منذ سنوات والمكونة من ممثلين عن عدة وزارات هي البلديات، التجارة، والاشغال، المرور والتي لم يعد احد يسمع عنها شيئا.
 
اعتقد ان ما قد يظهر من هموم في اللقاء التشاوري لتجار السوق الذي دعت اليه غرفة التجارة يوم الثلاثاء المقبل سيكون من باب تحصيل الحاصل، لانها ذات الهموم والمواجع التي تطرح وتتداول في كل مرة وقد يظهر من يتبناها ويعد بمعالجتها ولكن دون تقدم يذكر، ومن الخطأ الفادح ان تظل الزيارات التفقدية والاعلامية للمسئوولين الى هذا السوق ووعودهم بالتطوير والانعاش هي الاسلوب المتبع حتى الآن، خاصة وان هذه الوعود التطويرية تفتقر الى التزام ومدى زمني ورؤية واضحة، وقبل ذلك ارادة حقيقية تنتشل سوق المنامة القديم من غرفة العناية الفائقة والانتقال به من حال الى حال.