المنشور

دور الإعلام في الحوار الوطني


كثر الحديث واللغط السياسي بشأن البدء التمهيدي لحوار جاد وشامل ينتشل المجتمع مما مر فيه من (تأزيم سياسي)، أثّر بشكل كبير على المواطن أمنيا ومجتمعيا ونفسيا، وتعدت هذه التأثيرات حتى شملت قطاعا كبيرا ومهما وهو القطاع المالي والتجاري.
 
يتصدر ملف الحوار جميع المجالس والنقاشات والأحاديث الجانبية، على الرغم من وجود بعض المزايدات من هنا وهناك، إلا ان صوت العقل هو الذي يرجح كفة الحوار، فالحوار ومنذ بدء الخلائق هو المنطلق الاساس في تنظيم العلاقات المختلفة بين المختلفين والمتنافرين، والنصوص تدلل على اعتماد هذا المبدأ الناجح.
 
وفي ظل وجود قنوات اعلامية ومساحات من التعبير خصوصا على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي الذي من الصعب ان تضبطها، يتطلب من الاعلام اليومي سواء المرئي أو المقروء ان يمارس دوره الوطني في نشر الوعي، بما يسهم في ترقية المفردات التي يستخدمها اولئك (المغردون)، والتي سيكون له بالغ الاثر في حال ترقيتها ارتقاء للخطاب السياسي وحتى الثقافي بشكل عام.
 
وللأسف فقد نتج عن ما حدث من أحداث وتطورات سياسية خلال العام الماضي انفلاتة غير مسبوقة على مستوى الاعلام بشتى وسائله، سواء من خلال التضخيم او التشويه او غيرها من الأساليب وهذه الانفلاتة ليس معني لها الاعلام الرسمي بل حتى اعلام الجمعيات السياسية والاعلام الاهلي.
 
اليوم ونحن على اعتاب مرحلة جديدة يتطلب من الاعلام ومن صحافتنا الموقرة ان تكون لها بصماتها الواضحة خلال المرحلة الوطنية الجديدة المقبلين عليها، من حيث مناقشة واضحة وصريحة مع المختلفين في الرأي حتى يتسنى للمجتمع معرفة الآخرين بعد القطيعة البينة التي عاشتها مكونات المجتمع نتيجة للوضع السياسي القائم.
 
ان الاعلام قادر على تغيير المزاج العام، وهذه القدرة الموجودة عند الاعلام لا تمتلكها حتى السلطات الرئيسية سواء التنفيذية او التشريعة، فالسلطة الرابعة هي القادرة على التأثير في الرأي العام، وبالتالي على وسائل الاعلام ان تسهم في تمثيل المجتمع تمثيلا حقيقيا يتم من خلاله تسليط الضوء على مختلف القضايا محل الجدل ومناقشتها مع كافة الاطراف المعنية.
 
ان الاعلاميين مطالبون من المجتمع ان يضعوهم في الصورة لما يجري، في ظل المخاضات التي يعيشها وضعنا الراهن. ان الاعلام المستنير غير المؤدلج وغير الطائفي عليه ان يتحمل مسؤوليته في الانفتاح والتوعية وتقديم رؤية واقعية ووضع تصور في التعاطي الاعلامي مع المرحلة الجديدة، دون ردات فعل وقتية قد تكلف الكثير في المستقبل.
 
 
الأيام   21 فبراير 2012