المنشور

الحوار ثم الحوار


لم ننقطع يوما عن الدعوة الى حوار مثمر، يتم وضع كافة الملفات العالقة على طاولته، للخروج من حالة المراوحة، ليس فقط بعد احداث 14 فبراير، بل حتى ما قبل ذلك وبكثير.
 
 ايماننا عميق وغير متزلزل بأن الحوار المثمر والجاد هو الحل الاسلم لأي منعطفات سياسية، فضلا عن انه القادر على ايجاد الصيغة المناسبة للتعاطي مع المستجدات السياسية او الاجتماعية. الحوار هو اساس لأي عقيدة او فكر سياسي او ديني، «قل تعالوا الى كلمة سواء»، فهذا تأصيل لهذا المنهج في التعاطي.
 
البعد السياسي والمستجدات التي يعيشها واقعنا العربي من جهة، والاقليمي من جهة اخرى تحتاج الى هذا البعد الواضح، لتجاوز المستجدات بأقل كلفة من الخسائر البشرية او المعنوية والنفسية كذلك.
 
وقد جاء في اللغة العربية بشان الحوار، بانه من حاور يحاور محاورة، وقد ورد أن الحوار يعني تراجع الكلام، كما ورد في لسان العرب، والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة. وعليه، فإن البعد الحواري والبدء في الحوار يتطلب مراجعة شاملة للخطاب السياسي المتبع، وهنا المعني بهذا الكلام جميع الاطراف، فقد شهدنا انفلاتاً في التوصيفات ساقها بعض المغردين في شبكات التواصل الاجتماعي، او بعض المؤسسات الاعلامية، او البيانات السياسية للجمعيات والتجمعات السياسية.
 
وإذا ما نظرنا للمنطق، فإننا نحتاج الى ان نوجه دعوة الى كل هذه التجمعات والكيانات المؤثرة في العمل السياسي، بعقد ورش عمل ومؤتمرات داخلية لاتباعها ومناصريها لتقييم أفعالها وخطاباتها، وحسنا فعلت جمعية المنبر التقدمي حين اقدمت على خطوة اولية بمراجعة ما حدث، وان كان عليها الان ان تعيد ترتيب صفوفها والعودة الى نشاطها وحراكها السياسي، وان تطلب الامر بعض المكاشفات والمصارحات، ففي السياسة لا زعل، ليس هناك شخوص بل هناك مواقف، ويحق لمن يمتعض من امر صدر ان يناقشه ويتحاور مع القائمين عليه.
 
كل ما يتعلق بالسياسة يتطلب الحوار، سواء على المستوى الداخلي للتنظيمات السياسية، او على مستوى الوطن بشكل عام. ونعيدها ونكررها الحوار ثم الحوار، ومن غير المنطق ان ينادي احد بغير هذا لحل اي ازمة كانت.. لنعود الى الرشد الوطني من اجل الوطن كل الوطن. 

 
الأيام   2 فبراير 2012