المنشور

عبدالرحمن النعيمي والقضية الفلسطينية – عبدالله جناحي


منذ ستينيات القرن العشرين وعبدالرحمن النعيمي في خدمة الثورة الفلسطينية، فقد انخرط في حركة القوميين العرب وهو طالب في الجامعة الأميركية ببيروت في منتصف ستينات القرن الماضي، واستمر مدافعاً عن القضية الفلسطينية وداعياً لوحدة الصف الفلسطيني، ورافضاً لأية سياسات استسلامية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وبالتالي أصبح رمزاً قومياً في جميع المؤتمرات والفعاليات القومية التي كانت تقيمها الأحزاب والجبهات العربية عامة والفلسطينية على وجه الخصوص، ورغم أنه كان يمثل الجبهة الشعبية في البحرين، وهي جبهة صغيرة قياساً للمنظمات والأحزاب العربية الكبيرة سواء في المغرب أو مصر أو اليمن أو الشام وعموم الوطن العربي، إلا أنه وفي معظم الفعاليات العربية المشتركة ونتيجة للاحترام والتقدير الكبيرين لهذه الشخصية المناضلة فقد كان الجميع يتوافق على تمثيل «أبوأمل» لهم والتحدث باسمهم .
 
ومن السلوكيات المؤثرة لهذا المناضل أنه كان دائماً الوسيط لحل الاختلافات التي كانت تجري بين الرفاق الفلسطينيين، ويتذكر أحد القياديين في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنه وفي بعض اجتماعات الجبهة وعندما تصل وجهات النظر المختلفة إلى مرحلة التعارض والتصادم كان معظم القياديين يذهبون إلى شقة عبدالرحمن النعيمي من أجل أن يتوسط لتقريب وجهات النظر والوصول إلى صيغة توافقية، ولم يكن يتردد في القيام بهذه المهمة مع أصدقائه الفلسطينيين.
 
لقد كانت القضية الفلسطينية ضمن أولوياته المركزية في جميع محطات حياته، وعندما رجع إلى الوطن من منفاه وبعد أن أسس جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وعند أول لقاء مع جلالة الملك بعد تأسيس الجمعية لم يطرح أمام الملك سوى طلبه بالحصول على موافقة حكومة البحرين على عقد المؤتمر القومي في البحرين، ولأول مرة في تاريخ البحرين يعقد هذا المؤتمر المهم في منطقة الخليج العربي.
كما كان من عضواً فاعلاً في الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني ودائم التشجيع في نشر أخبار وتاريخ نضالات الشعب الفلسطيني وضرورة أن تتواصل الأجيال الشابة مع هذه الثورة التي كانت بالنسبة له الطريق الثوري لتحرير الشعب العربي وتحقيق وحدته
 
الكاتب : عبدالله جناحي

صحيفة الوسط البحرينية – 02 سبتمبر 2011م