المنشور

النعيمي صفحة أمل في كتاب وطن


غاب جسد عبدالرحمن النعيمي الأب الروحي لجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) عن الساحة السياسية في الفترة الأخيرة، بعد ان أصيب بمرض أقعده عن مواصلة نشاطه السياسي والدور المنوط به من خلال قيادته لجمعية العمل الوطني الديمقراطي.
وظلت روحه حاضرة ترفرف وأفكاره تلوح.. إلى ان ترجل عن جواده، وفارقت روحه مكانها، لتطوى صفحة أمل من كتاب وطن.
 
لم يكل ولم يتعب، فعاد ليؤسس جمعيته، كأول جمعية سياسية يتم الترخيص لها، وكانت محل أنظار الديمقراطيين ليس في البحرين فقط، بل على مستوى الخليج والعالم العربي، لتكون جامعة للديمقراطيين وموحدة لهم في إطار مؤسساتي واحد… ولكن لم تأت الرياح بما اشتهاه النعيمي. سرعان ما تردد اسم النعيمي في آذان الشباب، بأن هناك رجلا يساريا قوميا يقف على تلك المنصات بشموخ ويلقي خطاباته التي لا مجاملة فيها لأحد، رجل.. المذاهب لا تحدد مواقفه، وعينه على طريق واحد هو وحدة هذا الوطن والعيش فيه بتقدم.
 
كان له صوت بارز بعد ان عاد مع رفاقه من دمشق حيث كان يقيم، ليأتي المشروع الإصلاحي ويعود به الى البلاد، ليواصل حراكه من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل، وهي العبارة التي تعتبرها جمعية العمل الوطني شعارا لها، وتكتب في اعلامها.
 
اتفقنا او اختلفنا مع النعيمي، إلا انه رجل يتم الإصغاء إليه حين يتحدث، لأنه غير متملق ولا من الذين تستهويهم الطائفيات ولا أي من هذه العناوين غير الحقة، سوى انه يريد ان يواصل الطريق الذي ابتدأه، مع علمه انه لن يكون معبدا بالورود، بل هو طريق الشوك الوعر العسير. غاب بجسده منذ دخوله في غيبوبته، إلا انه كان حاضرا بفكره وروحه ووطنيته، تماما كما هو أحمد الذوادي. رحيلهما لا يحتاج الى مقالات او عبارات او حفلات تأبين أو رثاء، بقدر ما يحتاج ان يتم اعادة التفكير مجددا بـ (وحدة التيار الديمقراطي)، بعيدا عن اية خلافات، بل جمع كل هذه الخلافات التي مرت عليها أعوام دون معرفة أسبابها والتي هي في الغالب شخصية، ورميها في سلة المهملات، لأن القادم يحتاج الى ان تكون كلمة التيار الديمقراطي واحدة، لأنه التيار الوحيد القادر على ان يكون جسرا قويا وصمام امان للوحدة الوطنية. رحيل النعيمي مفجع وصعب على رفاقه ومن عرفوه، ولكن الاصعب حين تذهب المبادئ والقيم التي غرسها هباء منثورا، وحاشا ان تكون كذلك، فقد خلف النعيمي صفوفا من الرجال والنساء تربوا على تلك القيم.
 
رحلت يا أبا امل وفي القلب ما زالت أشجان وأشجان، كم نحتاج الى مثلك في زمن لا يعرف إلا لغة النصرة للمذاهب. رحلت يا أبا أمل والحال ليس كما هو الحال الذي فارقتنا عليه حين دخلت في غيبوبتك. رحلت ونحن نترقب ونترقب.. ونأمل بأمل جديد وفجر جديد وحين يبزغ الفجر الجديد ستكون ذكراك حاضرة يا أبا الأمل.
 
 
الأيام 2 سبتمبر 2011