المنشور

طاولة حوار من دون شوائب


لا نحتاج إلى أي نصيحة بشأن تهيئة الأجواء للبدء بحوار وطني حقيقي وشامل، بل المنطق يقول انه لا بد من هذه التهيئة حتى تكون الخطوات ملموسة بالنسبة للمواطن الذي وجد نفسه في أمواج السياسة المتلاطمة.

طاولة الحوار التي ستجمع مختلف الأطياف والرؤى يجب ان تكون طاولة هادئة منزوعة الشوائب حتى تتمكن من التوصل إلى ما يريده شعب البحرين من توافق وطني يحقق دفعة قوية نحو التقدم والاستقرار السياسي والاقتصادي.

أي طرف كان لن يستفيد من الضجيج العالي والصراخ الذي تستخدم فيه المفردات المستفزة ودعوات التشفي والانتقام، هذه الروح تتناقض مع التوجه العام نحو مشاركة مختلف الفئات في حوار هادف نحو مزيد من الإصلاح، وهو الإصرار الذي تلتمسه من خلال تصريحات المسؤولين بأنه لا عودة للمربع الأول أبدا، فالبحرين منذ انطلاقة المشروع الإصلاحي ترسم المستقبل الديمقراطي، وان كانت هناك أخطاء وهفوات او بطء او نقص فإن التوافق الوطني كفيل بأن يتجاوز هذه العراقيل التي كانت موجودة، او التي يريد البعض ان يضعها أمام طاولة الحوار.

ماذا يريد هؤلاء الذين يعيشون في بحبوحة من العيش ويرفضون كل ما من شأنه ان يحقق التوافق، لماذا تتم إصدار الأحكام المسبقة على كل بارقة أمل.
قولوا لي بالله عليكم، ما الضير في حوار نسمع فيه كلام بعضنا البعض ونقنع المختلفين حتى نصل الى (كلمة سواء) من أجل وطن أرقى وأجمل وأكثر إصلاحا.

لذلك القوى السياسية عليها في هذا الوقت تحديدا ان تكون أكثر جرأة وتعبر عن كل ما تؤمن به وتعتبره هو الأصلح بكل صراحة ودون خوف من أحد، وبعيدا عن تأثيرات نابعة من أوهام نسجتها خيوط الطيش السياسي.
 
الأيام 18 يونيو 2011