المنشور

قبل الحوار


الحمد لله إننا نعيش في وطن فيه رجالات مخلصة تعايشت وتربت مع بعضها البعض، اقتسمت رغيف الخبز في أيام الضنك دون أن تلفت أنظارها إلى أدران البشر التي خلفها التاريخ ليحول الأخوة إلى أعداء بسبب المذاهب.

نحمد الله إن حالتنا الوطنية بدأت ترتد الروح إليها بعد أن كانت على جرف هاوٍ، وبحكمة أبناء البحرين من الطائفتين الكريمتين تجلت معاني السمو الوطني، ولم تنحدر وحدتنا الوطنية إلى أسفل السافلين، فراح يراهن البعض إلى إن البحرين ستكون عراقا آخر وراح البعض إلى ما هو ابعد من ذلك.

لا والله، إنها البحرين الأبية التي لا يمكن لأي ارض أن تشابهها، وقفت شامخة قوية في وجه كل من أراد بوحدتنا سوءا.

اليوم ندخل مرحلة جديدة من تاريخ هذا الوطن العزيز، بعد إعلان العاهل حوارا وطنيا شاملا، رحبت به القوى السياسية، تتطلب منا هذه المرحلة تكاتفا وتعاونا ومد اليد لبعضنا البعض لإنجاح الحوار ومرحلته، فثقافة الإقصاء لا تستقيم مع دعوات الحوار، وإطلاق التسميات والنعوت على من نختلف معهم، فهذا خائن وهذا من قائمة العار لا يمكن أن تنطلق من أشخاص حريصين على وحدتنا الوطنية.

إن إنجاح الحوار واجب وطني، لأننا نريد مستقبلا يتواكب مع كل مفردة جاءت في مشروع الإصلاح، حتى نحلق مجددا في فضائنا لا فضاء غيرنا.

توقفوا عن كل ما يستفز الآخرين، واتركوا عنكم التوصيفات التي لا طائل منها، فالوطن بحاجة إلى كلمة المحبة الجامعة، فلتكن عيننا على المستقبل، ولنأخذ من الماضي الدروس فقط.
 
الأيام 6 يونيو 2011