المنشور

الرسالة (25) الخبـر الجيــد


يصعبُ تصديق وجود بقعة ضوء في ما جرى اليوم: من تصادم أمني، ومن نشر عصابات الملثمين وإطلاق الفوضى الأمنية، ومن الكذب البيّن لتلفزيوننا الأعور الذي جعل مسيلمة الكذاب ” ذات نفسه” يبدو شريفاً صادقاً..!!

نعم من الصعب تصديق وجود خبر جيد وسط هذه الغيم ولكن هناك واحد بالفعل.. فما حدث اليوم هو بداية نهاية معركتنا من أجل غد أفضل.. فالمراوحة وجِلّه وقاتله وكانت القضية ستموت سريريا لو استمر تمترس كل طرف في برجه وما حدث اليوم كفيل بتحريك الركود.. بجانب أن ما حدث كشف تخبط النظام واستنساخه لأخطاء أنظمة سبقته في القمع وتأليب الشعب على الشعب والاستعانة “بالبلطجية” وهو مخطط فاشلٌ ومكشوف ومفضوح. لا ننكر أن المعارضة تستنسخ بدورها أفكار الشعوب الأخرى وتقنياتها ولكنها -على الأقل- تستنسخ تجارب نجحت لا تجارب مُنيت بالخيبة والفشل !!

السلطة اليوم فقدت توازنها التي ازدانت به في الأيام الماضية فبدأنا نصدقها ونتعاطف معها، وبدأت تنخلُ نفسها وتمشي بخُطى الحرس القديم الذين لا يؤمنون إلا بالعصى لمن عصا، وما أن يفشلون في قمع التحركات الشعبية ” وسيفشلون حتماً” سيتولى الجناح المعتدل في السلطة الزمام بلا منغصات الحرس القديم ومؤامراته وتكتيكاته البالية..!

ناهيك أن إطلاق يد المليشيات الهمجية سيشق فريق الموالاة لأن الغالبية من أهل البحرين الواعيين لن يقبلوا بإغلاق مناطقهم السكنية وضرب العزل لمجرد أنهم شيعة من قبل حفنة من أهل الكهوف ” في جولتي اليوم رأيت جماعات عند مداخل البسيتين والحد يرهبون المارة بدوا لي من عصر ما قبل المدنيّة بأسلحتهم البدائية”.. كما أن اقتحام مبنى الجامعة من قبل ملثمين ولصق التهمة بالمعتصمين كان خطا مبتدئين بامتياز دفع كثيراً من الطلبة “من الموالاة” لاحتقار ممارسات البلطجية واكتشاف خبث وتمويهات الإعلام الرسمي..

القول المأثور يقول ” ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرجت.. وكنت أظنها لا تُفرج ”

و” ثيمة” باب الحارة كانت تقول ” إن ما كبرت.. ما تصغر”

وأبشر أهل البحرين كافة – موالين ومعارضين- أن العد التنازلي قد بدأ.. ونبتهل لله أن تتعقل السلطة فنخرج جميعاً غانمين.. وهذا ممكن في البحرين كما غدا ممكنا في الأردن والمغرب وعمان..

رب أحفظ بلدنا وأهلنا الطيبين.. وارنا عجائب قدرتك في الظالمين..
 
 
موقع لميس: نشر في:  13  مارس 2011