المنشور

هَم الناس وهَم النواب

ويستمر الخلاف غير المجدي بين الكتل والنواب على توزيع الكعكات والمناصب النيابية.
ماذا يهدف كل هذا الجدل والتنسيقات والتحالفات بشأن توزيع الرئاسات؟
وهل فعلا هذا الذي يبحث عنه المواطن الذي شارك في الحملات الانتخابية وشارك في يوم التصويت؟
لنرجع قليلا الى ما قيل في «الخيام الانتخابية»: لم اترشح من اجل الكراسي.. لم اترشح إلا لأجلكم.. لم أترشح إلا …، وغيرها من الكلام الإنشائي الذي سطره مرشحونا الكرام خلال الحملات الانتخابية.
وبعد إنجلاء غبرة الانتخابات، سقطت الشعارات الزائفة، وأصبحت المناصب هي الاهم، والاجتماعات بين الكتل لا تتحدث إلا عن الكعكة.
ما أسرع تلك الشعارات حين تتهاوى، والأغرب حين تضرب الغشاوة على الأبصار والافئدة.
المواطن في هم غير هم نوابه، فهم يتحدثون عن التوزيع وهو يتحدث عن رفع الدعم عن بعض السلع.
هو يتحدث عن استمرار علاوة الغلاء وهم شغلهم الشاغل، من سيكون رئيسا للجنة المالية؟!.
نعلم ان اللجان هي مطابخ، ولكن الموقف الذي يبصم عليه في الجلسة هو الاهم، حين يضع النائب ايا كان اصبعه على زر التصويت خلال الجلسة فهذا الذي يعتبره المواطن، حين ترفع الموازنة امام المجلس ويتم مناقشتها، ويضغط هذا النائب بيده على زر الموافقة بزيادة مشاريع الاسكان فهذا ما يهمه، ليس من سيكون رئيسا للجنة المالية، وفاقيا او مستقلا او منتميا الى اي كتلة.
ابدا، ليس مجديا بالنسبة للمواطن ولا بالنسبة لي كمواطن بالدرجة الاولى ومتابع بالدرجة الثانية من سيكون في رئاسات اللجنة، بل نريد توافقا بين الجميع حتى نحقق للمواطن تطلعاته التي تتوافق مع تصويته لميثاق العمل الوطني، وما تحقق على ضوئه من مكاسب التي يجب ان نحافظ عليها ونعمل على تطويرها، لأن هناك من لا يروق له ان تستمر المكاسب لغايات في نفسه، وهذه الشخصيات موجودة في العديد من الاطراف، التي لا تحب ان يعم الامن والامان، وتبحث عن ثغرات لتتخلل منها وتعيث في الارض فسادا بيد غير مقيدة.
المسؤولية جمة على النواب، والهواجس التي هي عند المراقبين ما زالت موجودة، والكرة الآن في ملعب اللاعبين الرئيسيين فعليهم ان يروضوا اللعبة ويجعلوها اكثر هدوءا وفي ذات الوقت أسرع في الاهداف.
دامت توافقاتكم ايها النواب.
 
صحيفة الايام
12 نوفمبر 2010