المنشور

الانتخابات وتداعياتها – 1

أبدأ بتوجيه تحية الشكر والامتنان للناخبين من أبناء الدائرة الثامنة بالمحافظة الشمالية، مدينة حمد ودار كليب، من مختلف الانتماءات والتوجهات الذين منحوني نحو أربعة آلاف وثمانمائة صوت، كما أعبر، بالنيابة عن زملائي في قائمة البديل الوطني: غازي الحمر وفاضل الحليبي وعادل درويش، وبالنيابة كذلك عن المنبر الديمقراطي التقدمي عن مشاعر التقدير والشكر لجميع الناخبين، من النساء والرجال، الذين وقفوا معنا في الدوائر التي ترشحنا فيها، والتفوا حول برنامجنا وحول خطابنا الوطني.
كانت التجربة الانتخابية التي خضناها تجربة غنية ثرية بالدروس، مكنتنا من الاقتراب إلى أذهان وقلوب الآلاف من أبناء وبنات شعبنا، ممن صوتوا لنا أو حتى الذين صوتوا لغيرنا، وبرهنت هذه التجربة على أن مجتمعنا أكثر جاهزية، مما كان عليه، لقبول الخيار الوطني، غير الطائفي، الملتزم بقضايا الناس المعيشية وحقوقهم في الحياة الحرة الكريمة، وأن هذا المجتمع يُقدر عالياً من يرفعون راية هذا الخطاب، ومستعد لمنحهم ثقته.
صحيح اننا لم نوفق في الفوز في أي من الدوائر الثلاث التي ترشحنا فيها، نيابياً وبلدياً، ولكننا فزنا بمحبة الآلاف من الناخبين، وأكدنا مقدرة برنامجنا الوطني على الوصول للناس، ولمسنا مقادير تفاعلهم الكبير معه، وهو الأمر الذي عبر عن نفسه في الحضور الحاشد لفعالياتنا، الذي أوصل رسالته بوضوح.
المنصفون من المراقبين والمتابعين والإعلاميين قدروا عالياً فكرة البديل الوطني التي اتخذنا منها مسمى لكتلتنا الانتخابية، من منطلق إدراكهم وتلمسهم لمظاهر الوعي المتزايد في المجتمع بالحاجة إلى هذا البديل، رغم حملات التهويش التي مورست وستمارس في المستقبل.
هناك من أغاظته وتغيظه مجرد فكرة أن يكون هناك بديل، كأن قدر الناس في هذا البلد قدر واحد لا مناص منه، وبالتالي على الناس أن يبصموا على ما جرب في الفصل التشريعي المنقضي، ولا يتطلعوا لسواه، رغم أن هذا المجرب أثبت إخفاقاته في أكثر من ملف، وأكثر من قضية، رغم المحاولات التي بذلت لتسويق «الانجازات»، التي اتضح أن الكثير منها وهمي، لا وجود لها على أرض الواقع.
ولم تغظهم فكرة البديل وحدها، وإنما فكرة أن يكون هذا البديل وطنياً، لأن من يتخندقون في الخيارات الفئوية والطائفية، ويبرعوا في التحشيد الطائفي لا قَبل لهم على مواجهة البديل الوطني ببرنامج مشابه، لأن التيار الوطني الديمقراطي في البحرين هو وحده القادر على إنتاج وممارسة هذا الخطاب الوطني، ولا يتصل الأمر بعبارات يطلقها البعض هنا وهناك من قبيل: كلنا وطنيون، لأن الحديث لا يدور عن تسميات وإنما عن ممارسة فعلية، وعن بنية تنظيمية وفكرية غير طائفية، ليس بوسعهم أن يبلغوها.
الناس بحدسها الذي لا يخطئ ناصرت هذا البديل ودعمته والتفت حوله، وآية ذلك ما حققه المرشحون الوطنيون في الدوائر التي خاضوا فيها المعترك الانتخابي، فكانوا على مشارف الفوز في أكثر من دائرة، وهم بذلك يمضون في الطريق التراكمــي لتحسيـــن مواقعهــم في المجتمع، والبناء للمستقبل.
 
صحيفة الايام
2 نوفمبر 2010