المنشور

في خيمة حسن مدن


هل ستقفل هاتفك النقال إذا فزت في الانتخابات كما فعل النواب السابقون؟

وكيف ترى الصناديق الخيرية التي توزع إعاناتها وفقا للاسم والمذهب؟

وهل لديك خطة لمساعدة المسنين، والمتقاعدين، والعاطلين، والمطلقات والأرامل؟

تلك كانت نماذج بسيطة لشكاوى واسئلة الحضور النسائي في خيمة المترشح النيابي والأمين العام للمنبر الديمقراطي التقدمي عن الدائرة الثامنة بالمحافظة الشمالية الدكتور حسن مدن والمترشح البلدي عادل درويش.

الانتخابات مناخ محفز للانفتاح والتواصل والتعارف وتبادل الخبرات والتعبير عن الرأي والجأر بالشكوى، ليس معنى ذلك ان القضايا السياسية الكبرى التي ينشغل بها المترشحون غير حاضرة هنا كالديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان والحكم الرشيد ومحاربة الفساد والاستبداد وغيرها، إنما هي تكمن في قلب الشكاوى التي قد تبدو خاصة جدا وفردية جدا.

الحوار الذي دار في خيمة مدن ودرويش قد لامس الحقوق والواجبات والأدوار والمسؤوليات المناطة بالمواطن وبالحكومة وبالنائب وبالعضو البلدي وبالصحفي.
لا يفترض ان يضيع حق المواطن في دولة القانون والمؤسسات والتي يجدر ان تتوفر على الخدمات والمرافق المعينة والمسهلة لحياته، وإذا اعترضته المشاكل والعراقيل والسلبيات والبيروقراطية فيجب ان يعلو صوته بالشكوى وبالكتابة وبالتشارك والتحاور مع ممثلي دائرته لتوصيل مظلمته عبر القنوات الطبيعية وعبر أجهزة الصحافة والإذاعة والتلفزيون والتواصل الالكتروني.

ثمة مثل يقول « من خفت صوته ضاع حقه»، لا عذر لمواطنة او مواطن يدّعي انه لا يجيد الكلام او التعبير او الكتابة، «اكتبوا عني» يقولها الكثيرون استسهالا ورغبة في التملص من مسؤولياتهم وإلقائها على الآخرين، لا عذر له اذا كان لا يقرأ ولا يتابع ويجهل ما في البلد من خدمات نوعية ومتخصصة.

قالت لي إحدى النساء بعد انقضاء الندوة « أول مرة اعرف ان في البلد دارا لإيواء النساء المعنفات» او «صندوق للنفقة» وقالت طالبة جامعية في السنة الرابعة انها لا تدري ان مشروع «تمكين» مختص بتمكين العاطلين.
ودافعت ثالثة عن الدور الكبير الذي حققه المجلس الأعلى للمرأة، وهو المجلس الذي أكد وثبت حقوق المرأة في المسكن الزوجي بالقانون، وتساءلت اخرى عن صدور قانون الأسرة «الشق الجعفري» بعد ان رأت معاناة وطول انتظارها لحقوق صديقتها في محاكم الشرع.

وسألتني شابة يتيمة «كيف أصل إلى المؤسسة الخيرية الملكية؟» ودست إحداهن ورقة مغفلة الاسم قالت فيها «اكتبوا عن أصحاب الوحدات السكنية التي تؤجر أثناء سفر أصحابها».
قال لي الصديق والكاتب والمناضل السياسي الدكتور حسن مدن وأنا أغادر خيمته « كم هو عدد المواضيع والقصص الصحفية التي خرجت بها من هذا اللقاء الحافل؟».
 
الأيام 13 أكتوبر 2010