المنشور

سيظل التيار التقدمي شامخا أمام الطائفيين


ان تنظيمات تيار الاسلام السياسي في مملكة البحرين، تتشدق دائما وأبدا بمفاهيم الديمقراطية ومبدأ التعددية والحريات العامة، كموقف نضالي قد تبنته ظاهريا، واتخذته كمبدأ وطني تؤمن به، وتتشبث بمفاهيمه وحقائقه.. بينما لسان حال هذه التنظيمات الاسلامية قد ينطق بالنقيض، وذلك بمساعيها الحثيثة في الدوس على كل ما يمت بمفاهيم الحريات العامة والتنوير والحداثة بصلة.. مثلما تحمل هذه التنظيمات في اغوارها وفي دواخلها، قوانين عرفية وبوليسية واستبدادية، وبذرة التفرقة الطائفية والانقسامات المذهبية ومحاكم المراجع الدينية، التي جميعها دفعتها إلى ان تستعدي حرية الرأي وحرية الفكر وحرية المعتقد، بقدر ما تناصب العداء للتنظيمات التقدمية والتيارات الوطنية والديمقراطية، وفي محاربة كوادرها النضالية ورموزها الوطنية، بأسف عبارات الهجوم والتشهير من أجل النيل من سمعتها وتاريخها، وبفتاوى التكفير وانزال الحدود على رقابها واعناقها.. وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية والبلدية.. محاولة من هذه التنظيمات الاسلامية ابعاد واقصاء مترشحي القوى الوطنية والديمقراطية عن الساحة الانتخابية، ومصادرة حقوقهم المشروعة، ومحاولة عزلهم بقدر الامكان عن شعبهم وجماهيرهم وناخبيهم في مختلف الدوائر الانتخابية، حسبما تسعى، هذه التيارات الاسلامية باستماتة نادرة، الى احتكار الدوائر الانتخابية لمترشحيها الاسلاميين، دون سواهم.. ولكن جماهير الشعب البحريني والناخبين على حد سواء، قد كشفوا خلال الفصول التشريعية السابقة، تحت قبة البرلمان، عن وهن وهشاشة نواب تيار الاسلام السياسي، لانهم ليسوا أهلا ولا كفئاً بما أنيط بهم من مهمات ومسئوليات النائب الحقيقي.. ناهيكم عن اصطفافاتهم الطائفية والمذهبية والفئوية وخضوعهم للمرجعية الدينية، سواء داخل البرلمان أم خارجه.

ان مبعث هذه المقدمة الموجزة هو رغبتنا التطرق الى ما سعت اليه (جمعية الوفاق الاسلامية) من نسج حملاتها الشعواء ضد الرمز الوطني، الامين العام لجمعية المنبر الديمقراطي التقدمي الدكتور (حسن مدن)، ومناصبته العداء المستحكم، لمجرد انه ترشح إلى الانتخابات النيابية القادمة للدائرة الثامنة بالمحافظة الشمالية، ولكونه قد مارس حقه الانتخابي الذي هو حق من حقوق المواطن السياسية والدستورية.

تلك الحملة الوفاقية الاسلامية، ضد كوادر ومترشحي المنبر الديمقراطي التقدمي، وعلى رأسهم الدكتور حسن مدن، قد جاءت هذه الحملة ملوثة بعدوى أرخص الاتهامات والشائعات الاسلامية، وملغمة بتفاهة الاحكام التعسفية، في نفث سمومها الممزوجة بأوحال المستنقعات الاسنة.. ولكن تلك الحملات الاسلامية من التجريح والتشهير والاتهامات الباطلة بوطنيين ومناضلين (بمرتبة المناضل الدكتور حسن مدن) قد بلغ تاريخهم الوطني والنضالي والمبدئي والجماهيري عنان سماء الحرية، حسبما يتقزم اصحاب هذه الحملات، أمام قامة مناضل شامخ بنضالاته في الزمن الصعب، متألق بتضحياته في سنوات الجمر، فترة امتدت طوال عقود من الزمان، ولايزال يسمو بمبادئه، ويرتقي بقضيته، ويفخر بانتماءاته، على درجات السلم النضالي.

ويبقى القول الملح بهذا الصدد، إن حملات التشهير بالاخرين، وبث الاباطيل والاكاذيب بحقهم.. هي وسيلة الضعفاء الواهنين والمهزومين، الذين يظلون عاجزين عن المواجهة بالحقائق التاريخية، والوقائع المجتمعية، والحجة بالحجة، وبالارقام والدلالات البيانية.. ولطالما هؤلاء العاجزون، بحملاتهم المكشوفة بإسفاف الاكاذيب.. فإنهم يسعون الى تغليف عقد نواقصهم، والتستر على ثغراتهم وداء امراضهم، ووهن مواقفهم، بأي شكل من الاشكال.. لكون تلك الاتهامات التي اطلقوها جزافا بحق (جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي) وأمينها العام المناضل الدكتور (حسن مدن).. هي بماهيتها ومحتواها، قد تنعكس اصلا على تنظيمات تيار الاسلام السياسي دون سواها من التنظيمات السياسية الاخرى.

وللتدليل على ذلك، يظل الشعب البحريني بجميع فئاته وطبقاته ومختلف مشاربه وانتماءاته، شاهدا على مستجدات تلك الاحداث في الساحة المحلية، حين يتذكر جيدا ولايزال، كيف ان مترشحي تيار الاسلام السياسي، وعلى رأسهم مترشحو (جمعية الوفاق الاسلامية) قد مارسوا مواقف انتهازية واستبدادية، وتوجهوا نحو الاصطفافات الطائفية والمذهبية، وتميزوا بهيمنة الدكتاتورية، باستئثارهم بالدوائر الانتخابية.. وبالتالي ترسخ هذه الدكتاتورية في ماهية أجندة خطاب (جمعية الوفاق الاسلامية)، هو حينما تجاهلت (الوفاق) حليفها الاستراتيجي (جمعية العمل الوطني “وعد”) وتنكرت لها، واقصت مترشحيها، خلال الانتخابات النيابية عام 2006م.

من هذا المنطلق يمكن القول انه من الافضل لجمعية الوفاق، التوقف عن ممارسة الاساليب الملتوية من المهاترات.

إذاً على هذه الجمعيات وهذه التنظيمات الاسلامية ان تخجل، وان تلزم الصمت.. وحينما تنوي هذه الجمعيات الاسلامية الكلام، بهدف نقد أو تقييم الآخرين.. فإن الحقيقة الخالصة، قد لا تسمح لها سوى بآخر من يتكلم، وآخر من ينتقد.. لأن (الحتمية التاريخية) السالفة الذكر التي (مغازيها ودلالاتها ومفاهيمها) لا تسقط بتقادم الزمن، قد تخاطب هذه التنظيمات الاسلامية، بالمثل الشهير القائل “إذا عرف السبب بطل العجب”.
 
أخبار الخليج  16 يوليو 2010