المنشور

رحلت أيها القائد العصامي

لم يدر في خلدي أن يكون لقائنا الأخير ، كان صدفة عندما التقينا في ذكرى تأبين المناضل النقابي جليل الحوري بعد ردح من زمن الفراق بفعل الزمن الرديء الذي  كرست حياتك النضالية من اجل زواله ، مشهد قدومك  مُـرֿحباً  لم يفارقني ، وكعادتك كانت النكتة سيدة محياك بادرت في الترحاب بابتسامة المودة بمجرد مشاهدتي وأخذت بنكاتك المعهودة أيام زمان عندما كنت صبيا ، لقد عدتني إلى ذكريات ذاك الزمن الصعب عندما كنت أتوق إلى لقياك في ذاك المتجر البسيط في سوق المنامة القديمة يومها كان اللقاء معك والجلوس إلى جوارك محفوف بالمخاطر فبمجرد أن اجلس يداهمنا ذلك الهامور أنت تعرفه جيدا (ي.ب) لكنني كنت محب لشخصك الجميل وذلك جعلني لا أبالي عقبات لقائك . أتدري أيها القائد العصامي لماذا ذلك الحب لشخصك الرائع كنت أريد أن أتعلم منك البساطة والحكمة ، وبصراحة كنت أنانيا أريد أن اعرف منك كل شيء وارتوي من نهرك الفكري فسامحني لأنك أنت الذي كنت تريدني أكون هكذا وفضاء خلقك الراقي جعلني أتوق إلى مجالستك  لأنهل من عوالم خلقك النضالي أيها المناضل الخلوق والمكافح العنيد بصمت وعصامية.

أيها القائد الذي لم يرحل، أتدري كم علمتني من فنون العمل النضالي وكم جنبتني نصائحك وتعاليمك مخاطر المطبات وكم أفادتني أفكارك النيرة في تجاوز المحن والصمود في الأوقات العصيبة عندما ألمت بي كوارث إفرازات التناطحات الشخصية في مسيرة العمل النضالي ، كنت يومها حنونا ونصوحا وزادتني نصائحك عزيمة وقوة ، أيها المناضل المتقد البصيرة وبعد الرؤية في دروب العمل النضالي ، أيها المناضل الشهم والمخلص لمبادئك وأفكارك النضالية إنني مدان إليك في الحفاظ على ثباتي وقوة شخصيتي وعزيمتي ، أتدري يارفيقي الخالد في ذاكرتي كم استفدت من توجيهاتك السديدة في شق طريقي الصعب والولوج إلى عوالم المعرفة وتحقيق أهدافي الشخصية في التعليم العالي وإكمال دراستي الأكاديمية .

الرفيق عبدعلي الخباز الاسم وذاكرة الوطن التي لن تغيب، صعب عليّ أن أرثيك أيها الإرث النضالي والمدرسة النضالية الشامخة كم كنت احلم ان تتكرر لقاءاتنا لكن قسوة الزمن حالت دون ذلك وعلى الرغم من حكمة القدر ، أعدك أن لا نفترق ففكرنا وهدفنا واحد وذاكرة الأيام باقية تظل تحاكي جودة أخلاقك وإنسانيتك العالية ومنابع فكرك الوطني الراسخ  في وجداننا وتجسد لنا ظل شخصك الجميل.

     رسالة عزاء أوجهها لنفسي المحبة لشخصك الرائع والى أسرتك ورفاقك ومحبيك.

                               إلى جنة الخلد أيها المناضل الصلب.