المنشور

« أنا مـو طائفي »


«أنا مو طائفي» عبارة جميلة تتردد على مسامعنا في هذه المرحلة التي تعيشها البحرين إذ يتسم المشهد السياسي والاجتماعي بكثير من الشد والجذب الطائفي. هذا الشعار بدأ يتكرر في أوساط شبابية ساعية لنيل حقوقها المدنية، وتحقيق العدالة الاجتماعية التي لا تفرق بين المواطنين من خلال معايير عرقية أو قبلية أو طائفية بغيضة.

«أنا مو طائفي» هو شعار حملة شبابية موجودة على موقع الشبكة الاجتماعية «الفايس بوك»، وهي حملة تحفز وتدعو كل شاب وشابة بحرينية لاختيار ممثليهم في مجلس الطلبة بجامعة البحرين بعيداً عن الانتماءات الطائفية التي باتت تغلب على معيار الكفاءة كأساس للاختيار والانتخاب، رغم أنها لا تخدم مصالح الوطن.
أصحاب هذه الفكرة قرروا عدم المشاركة هذا العام في انتخابات مجلس الطلبة بجامعة البحرين وذلك احتجاجاً على ما يرون أنها تمثل تجاوزات وممارسات طائفية. وتمثل الاحتجاج أيضاً في المشي على مضمار الاستقلال يوم الأربعاء المقبل واستخدام هذا الأسلوب الحضاري للتعبير عن واقع يمقته البحرينيون.

مهما يكن الأمر، فإن ما يحدث في انتخابات مجلس الطلبة ما هو إلا صورة مصغرة للمجتمع و لما يحدث في الانتخابات النيابية والبلدية، إذ إن اختيار الأشخاص يعتمد على الانتماء الطائفي أولاً ومن ثم الانتماء للاتجاه السياسي أو القبلي، وهذا ليس مناسباً لأي بلد ينشد المساواة بين مواطنيه. وهناك من يرى أن الأفضل المشاركة في الانتخابات الطلابية بدلاً من مقاطعتها، ومهما يكن الرأي، فإن شعار «أنا مو طائفي» يعبر عن إرادة حضارية ينبغي أن نتجه نحوها من خلال الممارسات الحكومية والشعبية، وفي كل المجالات.

هناك من يقول إن مكافحة الطائفية تحتاج إلى هيئة رسمية، وهناك من يقول إن مكافحتها تحتاج إلى محاصصة عادلة، ولكن مكافحة الطائفية لا تأتي إلا بتغيير التفكير والثقافة والممارسات اليومية، ويمكن من خلال ذلك أن نحاسب الحكومة إذا مارست الطائفية كما يمكن أن نحاسب القوى السياسية والاجتماعية إذا مارستها، فكلنا بحرينيون نحب بلدنا ويهمنا أن يتربى الجيل الجديد في الجامعات على مبادئ سامية يصدّرونها بعد ذلك إلى المجتمع، وهذا يحتاج إلى مساندة الذين يؤمنون بمستقبل أفضل.
 
الوسط  9 مايو 2010