المنشور

الضجة على كمال الدين والدرازي

سمعت من قبل، ان ابسط أمر تفعله المعارضة ان تجلس خارج اللعبة وتعارض وتنتقد؟ ولم أكنُ حينها مقتنعا تمام الاقتناع بكل ما جاءت به هذه العبارة، خصوصا انني سمعتها في 2002، إبان جدلية المشاركة في الانتخابات النيابية.
ولكن يبدو انها لها من المدلولات والصحة الشيء الكبير، بعد ان قرأت وسمعت الهجوم الذي تعرض له الحقوقيان البارزان عبدالله الدرازي وسلمان كمال الدين، على خلفية قبولهما الدخول في المؤسسة الوطنية لحقوق الانسان.
فقد تجلى حينها أمر يتواءم مع عبارة مبتدأ المقال، ولعل ما يريده الاخوة المعارضون، ان يشنوا هجوما على هذه المؤسسة، إلا ان الحال سيكون مختلفا، إذ ان كمال الدين شخصية وطنية معروفة، مارست العمل الحقوقي، ولها من التجارب ما لها، بما لا يدع مجالا لهم بتوجيه انتقاداتهم الحادة لعمل المؤسسة الحقوقي، وكذلك الحال ينطبق على الاخ الدرازي الذي كانت محاولاته واضحة بنقل العمل الحقوقي الذي مارسته الجمعية البحرينية لحقوق الانسان الى المهنية المرجوة.
وليست هذه الحادثة الأولى التي يشار اليها، فقد مر قبل ذلك الحديث عن عدد من المؤسسات التي ترفض من اجل المعارضة على الرغم انها كانت مطالب نصبح ونمسي عليها، من بينها على سبيل المثال إصلاح الاوقاف الجعفرية، والدعوة الى اختيار الكفاءات الادارية والمالية والاستثمارية والشرعية وغيرها مما نسمع عنه، وحين يدعون للدخول في إدارة الاوقاف يكون الجواب: ليس هو الوقت المناسب للدخول فيها، وللعلم هذا ما سمعته من احد كبار رجال الدين حين تحاورت معه عن الاوقاف وعن المجلس الاعلى الاسلامي.
لماذا ننزوي جانبا، ونرفض الدخول، ولا نقبل ان نعمل، هل لأننا نخاف ان يوجه لنا الانتقاد الذي نوجهه يوميا لمن يعمل في هذه المؤسسات، سواء كانت حقوقية أو غيرها؟
لماذا لا نحاول الدخول ونشعل الشموع بدلا من لعن الظلام، أليست هذه الكلمات التي تردد علينا، و(يتفشخر) علينا أصحاب الثقافة والعلم؟
من يريد ان يعمل فليعمل، ونشد على يده، ونقول لمن لا يريد ذلك، ان يكف عن تكسير مجاديف الاخرين.
إذا كانت هناك اشكالات على اي مؤسسة فإن الانتظار ووضع يد على يد ليس خيارا حصيفا؟

صحيفة الايام
9 مايو 2010