المنشور

عبد الواحد عبد الرحمن ورفاقه

أعادت نقابة عمال أ لبا ذاكرتنا عقوداً الى الوراء، حين قررت في بادرة وفاء جميلة ومُعبرة تكريم مجلس ادارة نقابة العاملين قي البا التي تشكلت فترة الحياة النيابية الأولى في سبعينيات القرن الماضي، برئاسة المناضل النقابي والوطني عبدالواحد أحمد عبد الرحمن، وجاء هذا التكريم في الحفل السنوي الذي أقامته النقابة وبحضور ادارة الشركة وممثلي الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بمناسبة الأول من مايو عيد العمال العالمي.
اثنان على الأقل من مجلس الادارة المذكور رحلا عنا هما المناضلان حميد ابراهيم عواجي وابراهيم علي سلمان بعد حياة كفاحية حافلة توزعتها السجون والمنافي، فيما يواصل الاخرون نضالهم من مواقع مختلفة بينها المنبر الديمقراطي التقدمي والحركة النقابية والعمالية في البلاد.
كان شعار الحفل الذي اقيم هذا العام هو التالي: «عبد الواحد أحمد عبد الرحمن- مناضل من الزمن الصعب»، الذي كرم فيه هؤلاء المناضلون، والقى عبد الواحد كلمة مؤثرة استعاد فيها ذكريات النضال العمالي في ذلك الزمن الذي كان فيه المناضلون والقادة النقابيون يمسكون بالجمر في أيديهم دفاعاً عن حقوق الطبقة العاملة البحرينية، وروى معاناة العمال في مصهر الألمنيوم، حيث رأى بأم عينيه كيف احترق العديد من العمال في المصهر الهرم، الذي انتفت فيه شروط السلامة.
لم يكن أمرا غير ذي مغزى أن أول نقابة تشكلت في السبعينات بعد نجاح الحركة الوطنية والشعبية في الانتخابات النيابية الأولى كانت في ألبا بالذات، والى هذه النقابة التي رأسها عبد الواحد عبد الرحمن يعود الفضل في التقاليد الكفاحية للحركة العمالية في الشركة المذكورة التي تواصل مسيرتها في ظروف اليوم نقابة عمال البا برئاسة القائد النقابي الشاب والنشط علي البنعلي.
في الكتيب الذي وزعته نقابة البا في حفل التكريم شرحت باسهاب نضالات الحركة العمالية في مصنع البا في تلك الفترة، والدور الذي لعبته نقابة السبعينات في قيادة الأنشطة المطالبة بحقوق العمال، برئاسة عبد الواحد الذي قال عنه كتيب الحفل، انه «كان رجل الموقف والعزيمة والمبادىء، حيث كانت له مواقف بطولية حينما وقف وسط العمال وبين صفوفهم يواجه آلة القمع التي كانت مجهزة مسبقا لكسر الاضراب واعتقال قادة النقابة»، وهذا ما حدث بالفعل حين اعتقل عبد الواحد ورفاقه في يونيو 1974، ثم أعيد اعتقاله في عام 1976 حيث مكث في السجن عدة سنوات.
نحيي نقابة البا على هذه الالتفاتة المهمة في دلالاتها تقديرا لجهود رواد العمل النقابي الذين وضعوا اسس الحركة النقابية البحرينية في أصعب واحلك الظروف، ولم يترددوا بالتضحية بحرياتهم ولقمة عيشهم واستقرار عائلاتهم، ففي ذلك تذكير للحركة النقابية اليوم بتضحيات اولئك الرواد، الذين لولا جهودهم وعطاءاتهم الغالية لما أمكن لحركتنا النقابية اليوم ان تحقق ما حققته من مكاسب، ولكي يعرف نقابيو اليوم ان رجالاً من امثال عبد الواحد عبد الرحمن وفقيدنا الغالي جليل الحوري الذي اهدت نقابة البا كتيبها الى ذكراه العطرة، وسواهما من مؤسسي وقادة الحركة العمالية هم الذين شقوا طريق النضال العمالي وعبدوا الدرب من اجل انتزاع المكاسب التي تنعم بها حركتنا النقابية اليوم.
 
صحيفة الايام
6 مايو 2010