المنشور

جليل الحوري

يوم الاحد الماضي شيع جثمان المناضل النقابي جليل الحوري احد المشاعل المضيئة في الحركة العمالية والنقابية البحرينية.. وعندما نفذت اللجنة التأسيسة لاتحاد عمال البحرين تحركها العمالي عام 1972 دفاعاً عن تحسين الاوضاع المعيشية وظروف العمل والاجور وبحرنة الوظائف وحرية العمل النقابي. كان الحوري نموذجاً رائعاً وهو يناضل مع رفاق دربه من المناضلين من امثال عباس عواجي وعبدالله مطيوع وغيرهما من الذين نذروا انفسهم للدفاع عن حقوق الطبقة العاملة ليس في البحرين فحسب بل في كل اوطان العالم.. جليل العضو الفاعل في المنبر.. الديمقراطي التقدمي لم يكف عن النضال الوطني والطبقي لحظة واحدة بل كان ولآخر نبض في حياته أحد اولئك الذين نالوا وسام شرف التضحية، نعم «بو منير» الذي نهشت من جسده اصابات العمل والامراض والبطالة فارق الحياة وهو يهتف باعلى صوته في اعتصام نقابة المصرفيين الاخير لم يتنازل او يفرط في حقوق الطبقة العاملة، فكيف يتنازل عن مطالب العمال وهو الذي وهب نفسه اكثر من اربعين عاماً مرافعاً شرساً عن قضايا العمال والفقراء والوطن.
نعم فارق الحياة ورغم جراحه الغائرة لم يوقع في حياته صك استسلام بل كان منذ عرف المعتقلات والسجون عزيزاً شامخاً لان قضيته لم تكن سوى قضية شعب ووطن وما اجمل وروع ان يدافع الانسان عن قضية الشعوب والوطن.. منذ اكثر من اربعة عقود كان يردد اناشيد العمال وباسم العمال ومستخدمي هذه الارض رفع الراية الحمراء وحتى تظل هذه الراية خفاقة عالية ها هو يدفع دمه الحار وتلمع الحياة في عينيه ويصرخ نعم للعمال والوطن والتقدم ولكن في احضان العمال والوطن لفظ انفاسه الزكية التي ستبقى خالدة في ضمائر كل الشرفاء على هذه الارض.
فاذا كنا نتذكر الحوري وغيره من المناضلين الذين غادروا الحياة بكثير من الحزن والالم فاننا نتذكر كل التضحيات التي قدموها. بنكران ذات خلال المعارك الوطنية والطبقية في سبيل التحرر والديمقراطية والتقدم الاجتماعي.. نتذكر المسؤولية الوطنية التي حملوها في اقسى الظروف ببسالة ووفاء وايمان وثقة واصرار لم تشوهه على الاطلاق لا اغراءات الحياة ولا مصالح الذات الضيقة.
وبالتالي كان الحوري واولئك المناضلون من الامثلة الوطنية البارزة التي تنبض دائماً باحساس عميق تجاه العمال وكافة فئات الشعب العامل الاخرى وتجاه الوطن الذي كان في مقدمة الولاءات. وباختصار كانت طموحات الحوري هي طموحات شعب ووطن وحقوق عمالية، هذه هي الرسالة التي حملها وهو في عنفوان شبابه ونشاطه.. هذه هي آماله الوطنية العريضة التي لم يتنازل عنها قط حتى وفاته، مات الحوري ولكن سيظل اسمه مضيئاً في الوجدان والذاكرة.. عزاؤنا لاسرته ورفاق دربه واصدقائه ولكل الذين ابحروا في السفينة الوطنية من اجل الشعب والوطن.
 
صحيفة الايام
1 مايو 2010