المنشور

الخطاب الوحدوي

 

 


«الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»
هكذا يصنف علي بن أبي طالب (ع) الناس والبشر، إما إخوان في الدين وهو ما يتسم به شعب البحرين الذي دخل الإسلام من دون ان تسفك قطرة دم على أرضه، أو أخوان في الإنسانية.

من يريد ان يشكك في هاتين الأخوتين هو ضال ومضل، كيف لا يكون كذلك، وهو الذي يريد ان يضرب كل جامع بين الاخوة.
ليس من عاداتنا اطلاق النعوت والتصنيفات على الآخر، ليس كغيرنا يكفر هذا لأنه ليس من ابناء ملته، ويحرم زيارة الجار لأنه ليس معه في المذهب، ويقول لا تبيعوا أرضا له ولا تشتروا منه، ولا تزوجوا ابناءه، ولا ولا ولا.

ابدا والله، لسنا كذلك، بل نحزن حين نسمع اي خطاب لا يجمع القلوب على كلمة سواء… نغتم، حين نرى ان هناك من لا يريد للوحدة الوطنية ان تتعزز.

ان أهل هذه الارض الطيبة يعرفون تمام المعرفة ان الطائر لا يستطيع ان يطير الا بجناحين، كما هي أرضنا، وكما هم أبناؤها الذين تراهم يدا واحدة في السراء والضراء.

لذلك جاء سمو ولي العهد، ليخرس كل الالسن التي تريد ان تلعب بالنار، التي لو اشتعلت فإنها لا تبقي ولا تذر.
ان المواطنين بشتى أطيافهم، استمعوا الى هذا الخطاب الوحدوي، بقلوبهم قبل آذانهم، لأن القلوب أوعية وخيرها أوعاها، ولا نشك ان كل قلوب اهل أوال واعية، تنظر بالبصيرة قبل البصر.

ان اللعب بنار الوحدة الوطنية يهدد الأمن الاجتماعي، ولن يشعر احد بمخاطر فقدان الأمن إلا إذا فقد هذا الأمن، فهناك نعمتان مجهولتان الصحة والامان.
 
صحيفة الايام
15 يناير 2010