المنشور

فلسـطين في أغانـيـنا


 
يسرني أن أتقدم بالشكر والإمتنان لدعوتكم لي للمساهمة ضمن فعاليات أسرة الأدباء والكتاب في البحرين للإحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009  ، ويسعدني بهذه المناسبة العزيزة أن اتقدم لكم بهذا البحث المتواضع أملاً في تسليط الأضواء على البعد الإنساني والفني والإجتماعي والسياسي  للأغنية التي كان موضعها فلسطين كأرض وشعب كونها أصبحت وسيلة من وسائل المقاومة والصمود ولما تمثله من أهمية لحفظ التراث والهوية .


فلسطين في أغانينا


ندوة – الفنان سلمان زيمان  في أسرة الأدباء والكتاب – البحرين  19 اكتوبر 2009
بمناسبة احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009


السادة الكرام أسرة الأدباء والكتاب ، أعزائي الحضور الكرام

يسرني أن أتقدم بالشكر والإمتنان لدعوتكم لي للمساهمة ضمن فعاليات أسرة الأدباء والكتاب في البحرين للإحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009  ، ويسعدني بهذه المناسبة العزيزة أن اتقدم لكم بهذا البحث المتواضع أملاً في تسليط الأضواء على البعد الإنساني والفني والإجتماعي والسياسي  للأغنية التي كان موضعها فلسطين كأرض وشعب كونها أصبحت وسيلة من وسائل المقاومة والصمود ولما تمثله من أهمية لحفظ التراث والهوية .

وسأستهل هذه الورقة بتقديم  لمحة عن الأغنية الفلسطينية :

كان التطور المدني والحضاري للمجتمع الفلسطيني رائداً قبل تقسيم فلسطين عام 1948 . وكان الفن الغنائي والموسيقى بالمجتمع الفلسطيني في مستوى متقدم ومتفاعل مع ما يبدعه الفنانون في المجتمعات الأخرى من حوله في فنون الغناء والموسيقى في مصر ولبنان وسورية وغيرها 1* .وكان من أهم رواد الغناء الفلسطينيين في تلك المرحلة عبد السلام الأقرع،و حسين النشاشيبي،و إلياس شهلا، وجوليا السلطي، ورياض البندك، وروحي خماش وأمينة المعماري، ، ومتري الزائر، وحنا فاشة وآخرون. وفنانون آخرون أبدعوا في غناء التراث الشعبي أمثال : أبو جاسر أمريني، وأبو حسين العبليني، وأبو الحكم البرقيني، وأبو سعود الأسدي2 * وغيرهم كثيرون. ومن أهم مراكز الغناء والموسيقى التي كانت نشطة حينها ،مدرسة تراسنطة،و جمعية الشبان المسيحية (القدس)3*و الإذاعة الفلسطينية (القدس)، وإذاعة الشرق الأدنى (جنين).

كما يقدم الباحث وليد الخالدي في كتابه (قبل الشتات) وهو كتاب يعرض التاريخ المصور للشعب الفلسطيني 1876- 1948 ، يقدم في كتابه صورة ذات أهمية قصوى من هذه الناحية وهي عبارة عن صورة للفرقة الموسيقية في المدرسة الأورثوذكسية في يافا( سنة 1938)4* ،تشتمل على ثمانية عشر من العازفين لآلات النحاس والنفخ الخشبي والإيقاع مع إثنان من مدرسيهم . وهي دليل على مستوى التطور الموسيقى في ذلك الوقت الذي سبق التقسيم .فقيام اسرائيل في المنطقة العربية تسبب في الكثير من المآسي والآلام لللشعب الفلسطيني والشعوب العربية عامة ،وتسبب في تراجع وخسارة الكثير من المكاسب الحضارية لشعوب المنطقة وأعاق الكثير من التطورات التى حبلت بها المنطقة قبل نشوء هذا الكيان النكرة.
 
ومن خلال بحثي عبر ما توفر لي من مصادر مقروءة ومرئية ومسموعة ،تبين لي بأن الأغنية الفلسطينية مرت بعدة مراحل مهمة ومؤثرة ،وكانت منعطفاتها متلازمة وانعكاس للمنعطفات السياسية التي تعرضت لها فلسطين كأرض وشعب خلال القرن الماضي. حيث كان التطور الأول قد فرضته الظروف التي برزت بعد صدور “وعد بلفور” المشؤوم في عام 1917 ثم تبعتها محطة ثانية  عام 1936 مع ثورة الشعب الفلسطيني الأولى ضد الإستعمار البريطاني وضد العصابات الصهيونية التي بدأت تسيطر على الأراضي وتتمدد وتبني المستوطنات وتقيم لها مليشيات تحميها 5*.وحينها برز العديد من الفنانين المقاومين ——- الذين حمّلوا الموال وتيمات الأغاني الشعبية المتداولة في المناسبات المختلفة كالأعياد الدينية والميلاد وأفراح الزواج  والختان وأثناء العمل والحصاد وحتى في المآتم والتعازي وغيرها من المناسبات، حمّلوها ما أمكن من عبارات التحدي والنضال ضد المستعمر ومغتصبي الأرض الصهاينة ،مستخدمين كل القوالب الغنائية في تراثهم الشعبي مثل (الدلعونا، والجفرا، وزريف الطول، والميجانا والعتابا، والمثمن، والطلعة، والحدادي، والكـرادي، والمحوربة، والقصيد، والسامر، والهجيني، والشروقي).


وهنا مثال للتوضيح عن ذلك :
 وَعْد بِلفور هالمشْؤوم جائِـــرْ
على الإسْلام والرْهبان جائِــرْ
تناسى العَدل واضحى الظُلُم جائِرْ
مْلوك الغَرب ما فيها رَجَـــا

هذا الموال أو الأغنية إن صح التعبير تُظهر نبوغ الحدس الشعبي لما يجري، وتختزل وتوثق الوقائع والأحداث وكل ما تتعرض له أرض فلسطين أنذاك من موآمرة دولية ،بل وما هو متوقع وقادم كنتيجة ،كما ويثبّت الموقف الشعبي ضد ما يحاك ،ويصف وعد بلفور بالوعد الظالم غير العادل ،وبالمشؤوم على هذا الوطن وشعبه .هذأ الوصف كان دقيق ،والتنبىء حينها  بالتبِعات والتداعيات  تبدو جلية بائنة الآن وفاقعة للعيان . كما يُظهر هذا النص الترابط العضوي بين فئات الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين حين ساوى بينهم كضحايا وككيان واحد مهدد المصير.ويفضح هذا النص نظم الغرب ويتهمها بالغدر والجور ويوجه أصابع الإتهام لها بحياكة وتنفيذ هذه الموآمرة. أربعة أبيات من الغناء الشعبي ولكنها أبلغ من مآت البيانات والمقالات ،تؤرخ وتوثق وتورّث للأجيال ماجرى وصار. أربعة أبيات من الغناء الشعبي تتناقلها الألسن جيل بعد جيل تمر من تحت وفوق كل رقابة وجدار وحاجز وهنا تكمن أهمية الفنون الشفهية للشعوب.    
أما المثال الثاني فهو يترجم التفاعل في الأغنية والموال الفلسطينيين مع كل ما يطرأ من أحداث هناك، لنجد صداه في النصوص التى بيدعها المغني أو الشاعر والعوام من الناس،،،، كل من أفتقد الأمان والحرية والأرض وتعصره طواحين المستعمر المغتصب قد تجد صدى لمعاناته في بيت قصيدة أو موال .

في 17 يونيو حزيران 1930 تم إعدام ثلاثة مناضلين قاوموا الإستعمار الأنجلوصهيوني ، والأبطال هم فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير . وعلى تيمة الدلعونا صيغت هذه الأبيات تمجيداً وتخليداً لذكراهم.
وهي تقول :


مْحَمد جَمْجُوم وْمَعْ عَطا الزّيرِ  فُؤادِ حْجازِي عِزّ الذّخِيـــرِهْ
أنُظُر المْقَدّر وِالّتقادِيــــرِ        بَأحكام المَوْلى تايِعِدْمُونـــاَ
 

هي رغم بساطتها إنما تثبت موقف وتؤرخ لحدث فاجع إعتصر أفئدة الشعب ،لكنها مهمة في سجل النضال الفلسطيني وتفصح عن مقاومة بطولية يخوضها الشعب ضد المحتل .

أنطلق العنان لهذا النوع من المقاومة بعد (ثورة 1936 ) 6* وصار أحد أسلحتها .ومضت الأغنية تؤرخ وتتفاعل مع الأحداث المتتالية ، تدعو الى المقاومة والصمود وتعكس كل ما يخالج الناس من آلام وذهول لما يحدث على الأرض من تنفيد محكم وسريع لمخططات الإستيلاء على الأرض وفرض الأمر الواقع ، ومثال على ذلك هذا النص المعبر:

 وسجّل يا قرنِ العشريـــنْ    عاللي جَرى بْفلسطيــــنْ
ثَلْثِ سْنين بِالليالــــــي          ما نِمْنا بِالعَلالِـــــــي
وإحنا بْروس الجبـــــالِ        للحربْ مِستعديـــــــنْ

نعم سجل يا قرن العشرين ع اللي جرى بفلسطين . نحن في القرن الواحد والعشرين ولا زلنا نسجل المعاناة والعذاب والألم الفلسطيني ،ونسجل كذلك المبالغة القاتلة بالتفاؤل عند الفلسطينيين ،التفاؤل الذي أخذ منهم الكثير وكبدهم خسائر فادحة . قد أكون مخطىء ولكنني أرى ذلك من خلال الشطر الثالث من الموال أو الأغنية وأجده متفائل في قدوم العرب وإبداء الاستعداد  للمشاركة معهم في حرب التحرير ، الحرب المرجوة التي لم تأتي إلا بمزيد من الهزائم .

يستمر دور الأغنية والموال بالمشاركة في خوض المعركة المصيرية لهذا الشعب الذي أظهر قدرة فائقة على النهوض دائماً من جديد بعد كل كبوة وإخفاق بل وبعد كل هزيمة ونكبة. فعام 1948 هو عام التقسيم وغضم أرض فلسطين بقرار جائر من منظمة الأمم المتحدة .
عام 1948 ،(عام قيام الكيان الصهيوني) 7*  وماتبعه من هزائم لجيوش العرب بالإضافة الى الدعم السخي للدول الإمبريالية والإستعمارية المقدم للكيان الصهيوني المنَصَب على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية . تستمر الأغنية الى جانب طرق وأساليب المقاومة الأخرى ، تستمر في لعب دورها المضمد للجراح حيناَ والمحرض نحو الصمود والمقاومة والثورة في كل الأحيان .وهذا مثال للأغنية التي كان يزف بها العريس آن ذاك وكيف حملت بالهم العام وشحنت بتعابير العزة الوطنية وبتوثيق أحداث تجري على الأرض ، بهذه الأبيات  يزف العرسان الفلسطينين ، رماح ،وهجمات ،وضرب سلاح .
تقول الزفة:



 هزّ الرُّمح بْعود الزّيــــنْ         وِإنْتُوا يا نَشامىْ منيـــــنْ
وإحناً شَباب فَلَسطيـــــنْ              والنّعمْ والنّعمتيـــــــنْ
في بَلْعا وْوَادي التّفـــــاحْ       صَارَتْ هَجْمهْ وظَربِ سْـلاحْ
يوم وَقْعةً بيتً أمْريـــــنْ           تِسْمع شَلْع المَرَاتِيــــــنْ

 
و مثال آخر لنص نسمعه يتردد في بعض الأغاني ويقول:


والله لأزرعك بالدار           ياعود اللوز الأخضر
وأنا قلبي محرقني             ع اللي قيد بالعسكر
والله لأزرعك بالدار                يا عود البندورة
وأنا قلبي محرقني              ع اللي قيد بالدولة
 

أعتقد بأن المقصود بالعسكر هو جيش الإحتلال ، والمقصود بالدولة هو الجهاز الرسمي للكيان الصهيوني .

بعد هزيمة 1967 واحتلال إسرائيل لكل الأراضي الفلسطينية بالإضافة الى أجزاء مهمة من الأراضي المصرية والسورية والأردنية ، تتلاحق الأحداث في المنطقة العربية وتظهر أغاني من خارج فلسطين تدعم الصمود وتشد الأزر وتدعو الى المقاومة ضد الإحتلال والى تحرير الأرض لتصل الأغنية الى مرحلة أخرى متطورة . ويدخل حلبة الصراع الثقافي – الفني  الكثير من الفنانين بمن فيهم النجوم أمثال أم كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وفيروز وفهد بلان وغيرهم ،الى جانب صف طويل من صناع الأغنية العرب والفلسطينيين مع قدر كبير من الأغاني والأناشيد ذات الأداء الجماعي.من هنا تبدأ الأغنية التي تتناول القضية الفلسطينية في التطور الجذري من جميع النواحي الإبداعية ويدخل ساحتها صناع الأغنية والموسيقى المحترفون وعلى كل المستويات بالإضافة الى الهواة والمجتهدون في خدمة هذه القضية كما وتصبح ساحة للمنافسة الحامية بين الفصائل والتنظيمات والأحزاب السياسية الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام.

نستنتج هنا بأنه وكلما كبرة المأساة والفجيعة كبر بالنتيجة دور الأغنية التي توثق الحالة برمتها من انعكاسات حسية انسانية كالشعور بالإحباط والألم نتيجة للتعرض للظلم والهزيمة ،والدعوة  لترميم الكرامة وما تهدم في النفس من مشاعر العزة والإباء. ولشد الهمم وتحفيز القدرة الكامنة في الإنسان للتحمل وعبور المصائب ،ثم للوقوف مجدداً وشحذ الهمم وتجميع الصفوف لمقاومة أسباب الهزيمة وإعادة الأمور الى نصابها واسترجاع ما اغتصب من أرض وحقوق.

إن الأغنية هنا وفي هذه الحالة هي بيان وموقف إنساني وسياسي يعلنه الأفراد والأحزاب تحمل كل منها فلسفة ومواقف منتجها ووجهة نظره ،بل وأساليب الحلول التي يراها ويتبناها لمقاومة العدو ولتحقيق الإنتصار.ولذلك نلاحظ تنوع نصوص هذا النوع من الأغاني بقدر تنوع الفصائل الفلسطينية وتنوع مواقفها السياسية وفلسفة وايديلوجية كل منها.فكل منها يمتلك صناع ومحترفين يبدعون له خصيصا أغاني تطير بفلسفته عبر الأثير الى شتى الآذان ، أغاني خاصة تردد في المناسبات والمهرجانات التي يقيمها كل فصيل ، وتمثلة في المناسبات العامة والمشتركة.فالأغنية الفلسطينية الحديثة مؤرشفة حسب التنظيمات الفلسطينية أي حسب منتجها وبالنتيجة توجهها السياسي والأيدلوجي . بمعني باب لأغاني (حركة فتح) وباب آخرلأغاني (حركة حماس) ، وباب لأغاني (الجبهة الشعبية) ، وباب لأغاني (سرايا القدس) وباب لأغاني (لجان المقاومة الشعبية) وباب للأغاني (الرسمية لدولة فلسطين) .كما أن هناك أبواب أخرى لأغاني عامة تتغنى بأسماء المدن والقرى وجمال الطبيعة ، بالإضافة إلى أغاني التراث والدبكة واخرى كثيرة ومتنوعة.(قوائم الأغاني المؤرشفة على موقع القضية الفلسطينية) 8* .

لنا أن نقول بأن الشعوب لاتموت ، والشعب الفلسطيني هو شعب خلاق ومبدع ولم تستطع كل القوى التى تجمعت وتآمرت عليه ، لم تستطع تطويعه أو ثنيه عن العمل والنضال لإعادة حقوقه المسلوبة ، وهكذا نجده يقدم التضحيات والقرابين كل يوم وكل ساعة ودقيقة .شعب مثابر على العمل الصبور وهو مؤمن بأن كل الساحات هي ساحة معركة ونضال عليه خوضها واجتيازها بنجاح  .وهنا نحن بصدد ساحة تعتبرمن أهم ساحات المعركة المصيرية لهذا الشعب، ألا وهي ساحة الموروث الثقافي – الفني والفلكلور الشعبي . لذلك برزت في هذه الساحة مجموعة فرق حملت راية النضال الفني ومقاومةً ما يهدد بإندثار المأثورات الشعبية المتنوعة لهذا الشعب. ومن أمثلتها  “فرقة العاشقين” التي زودها الموسيقار الفلسطيني حسين نازك بأروع الألحان وأشرف على الكثير من عروضها الفنية ، وهي من أهم الفرق التي حملت على عاتقها المحافظة على التراث الشعبي الفلسطيني في الذاكرة الشعبية، إيماناً منها ما لذلك من أهمية في خضم المعركة المصيرية القائمة في الحفاظ على الهوية الفلسطينية . وهي مهتمة بالمحافظة على ما يمتلكه الشعب الفلسطيني كالزي الوطني وتطاريز المرأة الفلسطينية في كل المدن والقرى بالإضافة الى كل الفنون الشعبية كالدبكة والرقص والموسيقى والغناء . وتميزت هذه الفرقة بتقديمها الأغاني الثورية المقاومة بإسلوب موسيقي متميز يعتمد على التراث والقوالب الغنائية المتوارثة للشعب الفلسطيني .وكذلك فرقة “الحنونة للثقافة الشعبية” وهي كذلك إحدى الفرق التي اهتمت بكل الحقول آنفة الذكر وقدمت عروض جماعية متميزة استقت الحانها من الموروث الشعبي الفلسطيني.وكذلك “فرقة الإعتصام للنشيد الإسلامي” والتي تؤدي أناشيد بمصاحبة الإيقاعات مما أكسبها تميز في العزف على أنواع مختلفة من الإيقاعات وتوضيفها في ملء فراغ انسحاب الآلات الموسيقية الأخرى . و شهد الوضع بروز العديد من الفرق الحديثة التي اهتمت بالتراث الشعبي في شتى المدن والقرى في فلسطين ، وفي كثير من بقاع الشتات حول العالم.


(تسميع أغنية لفرقة العاشقين)

وفي هذا السياق وخلال البحث والفرز حيرني اختيار فرق فلسطينية عديدة متباعدة جغرافياً وأيديولوجياً لإسم  ”البيادر” كتسمية لها يتبعه تعريف لحقل احترافها . مثل “فرقة البيادر” دون إضافات ، و فرقة “البيادر الفنية” ،وفرقة “البيادر للفن الإسلامي” ، وفرقة “البيادر للزجل الفلسطيني”(وليس اللبناني كما هو معروف) 1975 بلبنان وفرقة “البيادر لإحياء التراث الفلسطيني” – بالإمارات ،وفرقة “البيادر الشعبية” من دير حنا، وفرقة “البيادر الفلسطينية” ، وفرقة “البيادر للفن الشعبي”،فرقة الطاحونة (التي كان اسمها “البيادر” سابقا)، و”فرقة البيادر للرقص الشعبي” وفرقة “البيادر المسرحية” وفرقة البيادر في الدانمارك والسويد . لكنني وجدت الإجابة في حوار مع الفنان أحمد شكيب حليمة  أحد أعضاء فرقة “البيادر لإحياء التراث الفلسطيني” – الإمارات إذ أجاب  (بأن الفلاحون الفلسطينيون دأبوا على جمع السنابل في مواسم الحصاد  ووضعها على البيادر حتى جاء الغزو الهمجي على بلادنا).وأدركت حينها العبرة ، فمن هنا جاءت التسمية كما أظن تيمناً برمزية البيادر ومواسم الحصاد للشعب الفلسطيني الذي فقد وطنه. شعب يتمسك بكل تفاصيل (المكان)، البيت ،الحارة ،التلة ،النبع،الحقل، وكل البيئة المحملة بعطر المكان – الوطن ،البحر ، والسهل ، والجبل  . المطر ، والنسيم ،وعبق الزهور، كل ما وجد في فلسطين فهو مقدس…..إنه الوطن أحبتي ، ويفهم ذلك من كابد البعاد.

(تسميع أغنية الله يا كرما توسط)



الله يا كرماً توسط خلف كرم
في قمة عليا تلوح بطول كرم
في قمة عليا ، أرسلت كفيا
كي تقطف شيا،  منها تصد المجد
          ———–
السهل حتى البحر في مد النظر
صورٌ من الفردوس تتلوها صور
ماجت بعيني، واستوطنت في
ولم تزل تحيا، في القلب حتى اليوم
       ————
في كل درب بين هاتيك الشعاب
تاريخُ ثوراتٍ تسطر في كتاب
ياشعبنا هيا ، نضاعف السعيا
وموعد اللقيا ، الشمس بعد الغيب 

 أغنية جميلة صيغت كلماتها بشكل رائع ،تناولت جمال الوطن وشبهته بالفردوس. الأرض والسهل والبحر و الدروب والشعاب كلها صور راسخة في الذاكرة والقلب ، تختزن تاريخ عظيم من المقاومة والثورات ضد المحتل على مر العصور . كما وتدعو الكلمات إلى مضاعفة الهمة والمسعى لتعجيل كنس المستوطن الغاصب وتظهر التفاؤل بحتمية بزوغ الشمس والحرية بعد طول غياب. وأعتبر هذا نموذج ممتاز للصياغة الغالبة على مضمون النص في الأغنية الفلسطينية الحديثة.

 أدرك الفلسطينيون مبكراً خطورة طمس هويتهم الوطنية فهي أصبحت تواجه هجمة عدو مغتصب جاء من كل أصقاع العالم  لتحقيق مشروعه على أرض الواقع و الذي لن يكتمل إلا عبر إقتلاعهم وسحقهم مادياً وثقافياً من هذه الأرض،تتيحها ظروف دولية وتاريخية مواتية هيئت له ممارسة أبشع أشكال وأنواع المذابح دون خوف من مسائلة أوعقاب. وأدرك الشعب الفلسطيني أن هويته كشعب مهددة بكل أبعادها الوجودية. كما أدرك الفلسطينيون طبيعة هذا النوع من الصراع فهو صراع وجود بكل ما تعنيه الكلمة ، أن تكون أو لاتكون وليس بينهما أية مساحة رمادية. ،فعليهم إما الكفاح من أجل إثبات هويتهم رغم إختلال توازن القوى في غير صالحهم أو السماح للمعتدي بإغتصاب أرضهم وما يتبع ويترتب على ذلك من تداعيات مأساوية عليهم لا نهاية لها .فالعدو القادم جاء عابراً القارات وحاملاً معه ثقافة العصابات المرتزقة وقطاع الطرق ،ولا أفعل لديه من تنفيذ سياسة الأرض المحروقة لإخلاء الأرض من أصحابها بإستخدام كل أسلحة العنف والبطش والترهيب والقتل دون رحمة.
يردد الفلسطينيون في أغانيهم عبارات ومفردات، من يجهل أسرارها قد يعتبرذلك من باب المبالغة الشعرية ليس إلا.وفي الحقيقة،هي قد تضيق على من وهب كل ما ملك.

من خلال استماعي الجيد للأغاني الفلسطينية في خضم إعدادي لهذا البحث المتواضع،فقد تبين لي بأن هناك العديد من الكلمات التي  تكررت في معظم نصوصها . بعض الأوصاف والمفردات التي من شأنها وصف الأحداث أو الحالة العامة للوضع الفلسطيني سواءً الأهداف أوما يتعلق بتجبير الجراح وبحفز الهمة والدعوة للمقاومة و وإطالة النفس والصبر والإيمان بحتمية الإنتصار وغيرها من الرسائل المحملة عبر نصوص الأغاني. فقد وجدت العبارات والمفردات التالية هي محور النصوص المغناة ، تكاد لا يخلو منها نص لأغنية فلسطينية .
فلسطين،الحقوق،التحمل ،الصمود، الشوق ،التضحية ، الشجعان ،البطل والبطوله،الجراح، ، الدم ،الألم،الحرية الأرض،الحجارة، الموت،الشهيد ،العودة،الشعب،أمي ،أم الشهيد التراب،المقاومة ،الفداء ،النهار،الشمس،السهر،الثورة، النار،الليل،والإبن،الضنى،الزغاريد،الزيتون،النبع،المياء،النصر،الوطن،الدار الغربة،العيون،الرصاص،السلاح،الأسوار،الطير،الجناح،،العرس والعريس،الحرية والأحرار، أسماء المدن والقرى،الرجال،العرب.

وهذا نموذج لنص أغنية آخر يشد عزم الشعب في بعض المدن والقرى:


شدي الحيل يا “غزة هاشم” ، حياك وحيا الشجعان
على أرضك نكبر ونقاوم ، لانمحي جيش الطغيان
يلا يا فرسان الشمال ، قولوا لا لا للعدوان
لا والله يا بيت حانونِ ، عمر ترابك ما بيهونِ
يابيت لاهيه إنتي بدمي ، لا ما انساك وهمك همي
يا جباليا لا تحزني ، شدي الحيل لا تنحني
اترابك مجبول بدمي ، حياك الله يا أرض بلادي
شد الحيل شد ، شد الحيل شد
أسمع “كلل” و”اسطا” و”شالت”، لبريج ونصيرتنا هانت
غير البلح والمغازي ، تتصدى للعدو النازي
ورجالك حماة بلادي ، حياك الله يا أرض أجدادي
شد الحيل شد ، شد الحيل شد
يلا يايا خان يونس ، خذي العزم من ولادك
على أرضك صمدوا ضحوا ، حلفوا ليصدوا العدوان
شد الحيل شد ، شد الحيل شد
يالا يا فرسان الجنوب، رفح الثورة قلعة صمود
يا أم الشهداء لا تهتمي ، وترابك مجبول بدمي
شد الحيل شد ، شد الحيل شد 
  

 تسميع :أغنية لها الدار ارجعوا هالدار بتنادي (أنغام شاتيلا)

لا أستغرب أن تزغرد النساء عند إعلان إستشهاد أحد المقاتلين أو المناضلين ضد الإحتلال  الصهيوني الغاصب، ولا حتى عند إستشهاد أحد الفتيان أو الفتيات في الطريق الى المدرسة أوعند العودة، أو حتى عند إستشهاد رضيع وهو يرقد بين أحضان أمه!.

فكم يا ترى تحتاج وأنت بمشاعرك الإنسانية الطبيعية، كم تحتاج من أقرباء قتلى وشهداء حتى يتحول النحيب لديك إلى زغاريد؟ ومراسم الجنازة إلى زفة عرس؟ هذه معادلة إنسانية غريبة .وهي ا لوحدها تفسر وتوثق لحجم الضحايا والقتلى والشهداء الذين يعبرون حتى أصبح التعامل النفسي لعامة المجتمع الفلسطيني مع فاجعة الموت على غير ما نألف في الطبيعة الإنسانية.



فلسطين في أغانينا العربية

كما ذكرت سابقا فالقضية الفلسطينة بكل ابعاده فرضت حضورها على الأغنية العربية كذلك وفي شتى أنحاء الوطن العربي وبالأخص بعد عدوان 1967 .وقد تفاعل معها الكثير من الفنانين وصناع الأغنية نستعرض بعض الأسماء التي استمعنا لبعض نتاجاتها . ففي مصر قدم الموسيقار محمد عبد الوهاب رائعته “أخي جاوز الضالمون المدى” وهي قصيدة إسمها “فلسطين” كتبها – علي محمود طه -  يحكي فيها مأساة 1948. وقدمت أم كلثوم من أشعار نزار قباني والحان محمد عبد الوهاب “أصبح عندي الآن بندقية”.كما قدمت من تأليف صلاح جاهين والحان رياض السنباطي”راجعين بقوة السلاح” و”إنا فدائيون” من تأليف عبد الفتاح مصطفى وألحان بليغ حمدي.ومن الحان كمال الطويل و تأليف صلاح جاهين غنت “والله زمان يا سلاحي “.وكارم محمود غنى من قصائد توفيق زياد”هنا باقون”، والشيخ إمام غنى العديد من الأغاني لفلسطين أربعة منها أو أكثر هي قصائد معروفة لتوفيق زياد ، “قبل أن يجيئوا”، “مليون شمس في دمي “، و”الذي أملك “و قصيدة “أناديكم” قبل أن يعيد غناء الأخيرة  الفنان أحمد قعبور بلحن آخر.كما غني سيد مكاوي “الأرض بتتكلم عربي”.

أما لبنان وفنانو لبنان فقد أعطوا الكثير لفلسطين في هذه الناحية . سطرت  فيروز والراحابنة سلسلة من روائعهم الإبداعية التي نُقشت في وجدان وحس الشعوب العربية جمة .”زهرة المدائن”،و”القدس العتيقة”،”ردني الى بلادي”،”سنرجع يوماً”،”بيسان”،”غاب نهارٌ آخر”.ملاحم فنية يعز إصدار لمثيل لها كما يشعر أهل جيلنا.  وسلفادور عرنيطة الذي لحن وقدم “سجل أناعربي”لمحمود درويش في ثوب أوبرالي مع الأوركسترا .كما لحن الفنان بول مطر بعض قصائد محمود درويش كذلك وغناها في مهرجان الشباب في كندا عام  1974 .ثم وبحماس ثوري شديد قدم الفنان أحمد قعبور مجموعة من الأغاني زاوجت بين الهم اللبناني والفلسطيني حيث لا فرق “أوناديكم ” و”إسمع”و”منفياً” و”إرحل”،و”عودة”و”البيارق”ومنسيين”و”نحن الناس”ونبض الضفة”و”الغربة”و”عشاق الأرض”و”يارايح صوب بلادي”،  وكذلك “أحن الى خبز أمي” وهي نفس القصيدة التي غناها مارسيل خليفة بألحانه لاحقاً ، أعمال فنية تنبض بجراح الناس وتنزف دماً يحترق. صفٌ طويل من الفنانين اللبنانيين يقف في خندق واحد مع الفلسطينيين يؤلف ويلحن ويغني ويروج الإبداع ويضع فلسطين في قلب أغانيه ، بل ويحمل السلاح فعلاً ويقاتل لأجل القضية  .

أي نو ع من الفنانين أنتم ؟ .تتقدم المغنية جوليا بطرس بمجموعة الأغاني ،ويصر الفنان وليد توفيق على تواجده في الساحة النضالية للفن بشكل متكرر.مشاركات وإبداعات لماجدة الرومي ،وكارول سماحة ،وملحم بركات ، وغيرهم الكثير، الكثير،مشاركات تعلن عن مواقفها الرافضة للظلم والعدوان و تتصدى للتحدي .

ولمارسيل خليفة من وجهة نظري تميز فني ملحوظ في التجربة الفنية اللبنانية هذه . فهو تقدم  للجمهور بمدرسة غنائية متميزة ، وذلك لإمتلاكه الكثير من المقومات الفنية والموسيقية وكونه أبن التخصص. فما لبث أن  دخل الساحة حتى فاض وقدم  لفلسطين العديد من الأعمال الغنائية المعبرة و التي استقبلتها الجماهير واحتضنتها بحميمية نادرة ، بدأً من البوم “وعود من العاصفة” حتى “ركوة عرب”.

أما الفنان العراقي جعفر حسن فله إبداعات مبكرة ومتميزة بدأها في أوائل السبعينيات ولا زال يضمن حفلاته المختلفة أغاني الحب والتضامن مع فلسطين ،وحسب ما أملك من ذاكرة فإن أغنية “فلسطينية شبابتي” هي بداية لباكورة أعماله في هذا الحقل ثم تلتها عدة أغاني منها “عازف الغيثار” و قصيدة “تحد”(شدو وثاقي) لمحمود درويش،و”مادامت لي من أرضي أشعار”،و”فوق متاريس الشهداء”،و”يا فلسطيني هات البشاير”،و”دمٌ في الشوارع في فلسطين”،و”الصمت عار والخوف عار”للشاعر اليمني عبد العزيز المقالح.

ومن المغرب قدم الفنان سعيد المغربي ولا زال إبداعات موسيقية وغنائية ،وغنى  قصائد لمحمود درويش ومعين بسيسو وصخر الفلسطيني وكذلك فرقة جيل جلالة التى تضامنت مع الفلسطينيين يتقديم عدة أغاني منها”مزين امديحك” و”يا صاح” و”غيرحدوني”      

وليعذرني الأحبة الفنانون العرب في كل بقاع الأرض العربية وفي الشتات على هذه العجالة ،  إن كان سعيي لتتبع هذا النوع من الغناء والنشاط قد شابه القصور .

لن أطيل عليكم بالسرد، ولكن علي أن أشير قبل الباب الأخير بأن هناك من الفنانين وصناع الأغنية، وعلى امتداد الوطن العربي من هم مهمومون وبفلسطين يحلمون . يُتابعون ويُنتجون ويُروجون . يُوّصل البعض منهم ما يُفصح به من مواقف فنية ، وجلهم يُخفقون في إبراز ما يستطيعون ويؤمنون. هم جنود مجهولون يقدمون الكثير من الإبداع والجهد ولكن الكثير من الصعاب هم يواجهون . فلهم التحية لكل ما يقدمون.

من رام الله للبحرين شعب واحد لا شعبين.

تفاعلت الفنون  في البحرين مع القضية الفلسطينية منذ النكبة. والأحداث المتتالية والمتعاقبة هناك ، دائماً ما وجدت لها صداً بين فناني البحرين ومثقفيها .وعبرما أملكه ، وما أملكه فقط من معلومات فإن الفن الغنائي بدأ في التفاعل مع القضية الفلسطينية مع نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات .وأعني بالتفاعل هو بدأ إشتغال آلة الإبداع لدى فنانو البحرين لتجسيد ذلك عبر إنتاج مجموعة من الأغاني تتضمنها البوماتهم الموجهه لعامة الجمهور أو خلال الحفلات والمهرجانات التضامنية . في سنة 1981 أنتجت أجراس البومها الأول بعنوان”أمنيات أطفال” تضمن بعض الأغاني الطفلية وهي “السلحفاة”و”السمكة “والنحلة ” من نصوص الشاعر خيري عبد ربه وقام بتلحينها الفنان إبراهيم علي ،الى جانب أغاني “أعشق السلام”وبالحب السامي”و”أنا طفل فلسطيني”و”قبلتني أمي”.التي كتبتُ نصوصها الأربعة وتوزع تلحينها بين خليفة زيمان الأولى والثانية . وعلي الديري الأغنية الثالثة .والأخيرة من ألحان إبراهيم علي .(صورة أجراس في مستشفى الأعصاب) 9*

بعدها قدمت أجراس في البوماتها اللاحقة مجموعة من القصائد الجميلة وتعاون أعضاءها في تقديم ألحان مبتكرة كانت فلسطين محورها الأساس.وإن لم تستطع أجراس إنتاج بعض من تلك الأغاني وتوفيرها لتكون في متناول الجمهور ، إلا أنها قُدمت في المهرجانات الخاصة بأجراس أو في الإحتفالات  التي أقامتها دعماً للقضية الفلسطينية منذو بدأ تأسيسها الرسمي في عام 1982 وقبل ذلك.
وهذا جدول للأغاني المعنية :

الحان عبد الوهاب تقي : قصيدة الأرض – محمود درويش – غناء هدى عبد الله وأجراس
الحان إبراهيم علي: إرادة الحياة – أبو القاسم الشابي – غناء هدى عبد الله
الحان علي الديري: أنا طفل فلسطيني – سلمان زيمان – غناء سلمان زيمان
                      حدثوني – محمود درويش – غناء مريم زيمان وأجراس
                      بابل – سميح القاسم – غناء أجراس
الحان محمد باقر: ليلى العدنية – سميح القاسم – غناء سلمان زيمان
الحان خليفة زيمان : الجسر – سميح القاسم – غناء سلمان زيمان
                      إعتذار – محمود درويش – غناء سلوى زيمان
                      غريبان – محمود درويش – غناء هدى عبد الله
                      صوت الجنة – سميح القاسم – غناء سلمان زيمان
                      تقدموا- سميح القاسم – غناء أجراس
                      المغني – توفيق زياد – غناء فوزي الشاعر
                     درة للقدس – سلمان زيمان – غناء خليفة زيمان
                     قتلوك في الوادي – محمود درويش – غناء سلوى زيمان
الحان جابر علي: لا تنامي – محمود درويش – غناء هدى عبد الله
الحان سلمان زيمان : القدس في عينين – راشد حسين – غناء سلمان زيمان
                        درب الحلوة – سميح القاسم – غناء سلمان زيمان
                       أم الجدائل – توفيق زياد – غناء سلمان زيمان
                       شجرة الزيتون – سهام عيطور شاهين – غناء سلمان زيمان
                       موسيقى عربية – محمود درويش – غناء سلمان زيمان
                       ذكريات – توفيق زياد – غناء سلمان زيمان
                       قبل أن جاؤا – توفيق زياد – أجراس
                       جسر العودة – توفيق زياد – سلوى زيمان
أي ما مجموعه 23 عمل غنائي.

كما يغني الفنان خالد الشيخ من الحانه مجموعة من 6 قصائد لفلسطين ، خمس منها لمحمود درويش هي ، “غريب في مدينة بعيدة” (عندما كنت صغيراً) ، و”أغنية حب على الصليب” (مدينة كل الجروح الصغيرة)،و”أبيات غزل” ، و”رحلة الغجر”، و”موال” هذه  بالإشتراك مع هدى عبد الله في الغناء. وقصيدة “زنابق لمزهرية فيروز” كذلك بالإشتراك مع الفنانة المغربية رجاء بالمليح في الغناء.مجموعة الحان جميلة أبدع فيها الفنان خالد الشيخ وقدم من خلالها تجربة لحنية موسيقية متميزة.

ويقدم الفنان محمد حداد مساهمات مهمة في التلحين والتوزيع لبعض القصائد والأغاني. “من سماء الى أختها”هي قصيدة لمحمود درويش قام حداد بتلحينها وتوزيعها لكورال مركز سلمان الثقافي للأطفال ،كما لحن أغنية “أرض الأنبياء” لكاتبها محمد العرادي التي قدمت في أكثر من إحتفال ومهرجان داخل وخارج البحرين، بالإضافة الى قيامه بتوزيع وتنفيذ أعمال في صالح التضامن مع فلسطين كأغنية “قمر نابلس” للمنشد علي التاجر ،وفي مصاحبته على آلة العود بإرتجالات لحنية مع الشاعر قاسم حداد في القاءه لقصيدة “الشهيد” بنادي العروبة.

يبدع البحرينيون ويسخرون فنهم الغنائي في صالح الوقوف مع الحق الفلسطيني ولإضهار تضامنهم مع الفلسطينين وحقهم المقدس في العودة الى أرضهم . ويوجد لدينا في البحرين قائمة طويلة من الفنانين المؤمنين بدور الفن المسخر لخدمة القضية ،وفاعليته في المساهمة في هذه المعركة لصالح الحق الفلسطيني العربي. فالسيد / عمران جمال أنتج عملين غنائيين لصالح فلسطين عبر مؤسسته صوت وصدى .الأول من الحان وليد جلال تحت أسم “صوت السلام”شارك في أداءه علي بحر،ووليد جلال،ويوسف محمد،ويوسف الشتي،وسلمان زيمان،وفاطمة وأشواق.أما العمل الثاني فكان تحت إسم “لدينا رسالة” من ألحان طارق الجار وغناء 15 فنان بحريني وفنان واحد من قطر. كما لحن الفنان حسن حداد قصيدة “إنهم أشباح” للشاعر أحمد العجمي وقدمها ضمن البوم آلهة الحرب وقام بتلحين عدة قصائد لمحمود درويش إلا أنها لم تنفذ حتى الآن.كما ساهم الفنان علي بحر وفرقة الأخوة بتقديم أكثر من عمل غنائي يتضامن مع القضية الفلسطينية نذكر منها أغنية بعنوان “فلسطين” ضمن البومهم  ”كلاسيك 1998 “.كذلك الفنان محمد جواد الذي لحن وقدم أغنية “الجدار” وأغنية “البرتقال الحزين” محاولاً الدخول بهما الى قطاع غزة المحاصر قبل أشهر لتجسيد التضامن البحريني على الأرض. وقد سبق للفنان يوسف الغانم أن لحن قصيدة سميح القاسم “زنابق لمزهرية فيروز” عام 1987 وغنتها الفنانة المعروفة نجمة في البومها الأول . كما لحن الفنان علي الرويعي أغنية “يرجع حقنا” من كلمات فواز الشفيري وتوزيع يوسف زمان وأداء ياسر ومحمد جناحي . هذا بالإضافة الى عدد كبير من الأناشيد التي تقدمها بعض فرق الإنشاد المهتمة بقضية التضامن مع فلسطين .
ألا ترون معي بأن حجم المشاركات والمساهمات الإبداعية للفن الغنائي البحريني لنصرة فلسطين هو ملفت بالمقارنة مع بلدان عربية أكبر بكثير مساحة وسكانا من البحرين؟.

أترك الإجابة للمتخصصين .


سلمان زيمان
المراجع:
·       موت مدير مسرح – ذاكرة الأغنية السياسية للكاتبب عبيدو باشا
·       موقع القضية الفلسطينية –www.palintefada.com
·       “قبل الشتات” التاريخ المصور للشعب الفلسطيني 1876-1948 للباحث وليد الخالدي
·       مراحل تطور الأغنية الفلسطينية – اطروحة للباحث الدكتور معتصم خضر عديلة