المنشور

وجوه أحمد الشملان المتعددة


أي وجه من وجوه أحمد الشملان علينا أن نقارب؟

وجه المناضل الصلب العنيد، وجه الشاعر والأديب المرهف، وجه الكاتب الصحافي في سجالاته الجريئة، وجه المحامي الذي يصعب أن تفصل بينه وبين داعية حقوق الإنسان الذي جعل من المهنة وسيلة دفاع عن الحرية والحق؟

أحمد الشملان هو كل ذلك وأكثر، انه ذلك التكوين الإنساني العجيب في نسيج واحد وان تعددت أوجهه. ويمكن لنا أن نتحدث عن مراحل الشملان العمرية وتحولاته السياسية والفكرية، عن أحمد الشملان الشاب اليافع وأحمد الشملان وقد أنضجته التجربة الحياتية والنضالية والإنسانية، ولكننا في كل الأحوال سنظل أمام تلك الروح النضالية المتقدة التي ظلت كما هي دائما.

طور أحمد الشملان مواقفه السياسية والفكرية تبعاً لتجربته الغنية، ولكن من موقع الالتزام النضالي العميق، وهو في هذا التطوير إنما كان يعمق خياراته السياسية والفكرية والنضالية والإنسانية، وينفتح على آفاق أرحب في الفكر وفي الحياة وفي النضال ذاته.

التجربة النضالية هي دليل الشملان الى الوعي، حين حول انحيازه الوطني الذي جبل عليه منذ صباه إلى عملٍ سياسي نضالي واع منظم، وحين أدرك أن لا حركة ثورية دون نظرية ثورية، وقرن هذا الإدراك بالفعل، فأثرى ممارسته النضالية بالوعي النظري، وحين جعل من هذا الوعي عملاً نضالياً لا ترفاً تنظيرياً. 

 لا يمكن كتابة تاريخ الحركة الوطنية الحديث دون الوقوف أمام دور أحمد الشملان الشجاع والمتفاني في نضال هذه الحركة، فعلى الدوام كان أحمد الشملان في قلب النضالات الوطنية والعمالية والنقابية، منافحاً عنيداً عن حقوق الشعب، ولم يتردد أو يتوانى لحظة في دفع ضريبة ذلك بالسجن أو النفي، دون أن يفت ذلك من عضده، ودون أن تهون إرادته أو تضعف.

سنجد أحمد الشملان،  هذا المناضل والإنسان الصلب ، حاضراً بعزيمته الفولاذية في نضالات الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات، وسنجده حاضراً في ظروف اليوم بمكانته الكفاحية والمعنوية العظيمة على رأس  المنبر التقدمي، حيث لم يمنعه مرضه من أن يكون حاضراً معنا في أنشطتنا وعملنا اليومي ملهماً ومعضدا، منه ومن سيرته نتعلم.

و إلى ذلك كله، فان أحمد الشملان هو الشاعر والأديب المهتم بالنقد والمسرح وصنوف الكتابة الإبداعية الأخرى، والكاتب اليومي في الصحافة المحلية والخليجية، الذي من خلال كتابته تصدى لمعالجة قضايا النضال من أجل الديمقراطية في البحرين وفي بلدان الخليج الأخرى، وكذلك نضال الشعوب العربية ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية، متابعاً ومُحللا أثر المستجدات الدولية والإقليمية على هذا النضال، دون أن تتزحزح قناعته في عدالة القضية التي يناضل في سبيلها، ودون أن يفقد ولو للحظة التفاؤل في المستقبل، لأنه، في نهاية المطاف، لا يصح إلا الصحيح.

وأحمد الشملان هو أيضاً الإنسان المرهف المحب للموسيقى والفن، الذي كتب كلمات الأغاني والأناشيد  الوطنية والابرويتات الغنائية التي قُدمت في الكثير من المناسبات، لذلك فان تنوع فعاليات “أيام الشملان” يبرز ما في شخصيته من تنوع إبداعي ونضالي وإنساني.

أحمد الشملان، الذي نفخر بكونه الرئيس الفخري لمنبرنا التقدمي قامة من قامات هذا الوطن، بشموخ نخيل البحرين وكبريائها، في شخصه تتلخص مآثر جيل من قادة ومناضلي الحركة الوطنية البحرينية، وفي عطائه الإبداعي نلمس ذلك الوهج الإنساني الذي أضاء عتمة الوطن في مراحله الصعبة، لذا فان الاحتفاء به هو احتفاء بكل القيم والمعاني التي يختزنها شخصه، وهو إبراز للبديل الديمقراطي الذي عليه تنعقد الآمال في المضي بوطننا نحو آفاق التغيير الحقيقي المنشودة، آفاق البناء الديمقراطي الحقيقي والمساواة والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية.