المنشور

أيام أحمد الشملان

يستعد المنبر التقدمي لإطلاق مهرجان سياسي – ثقافي – فني في الفترة بين 14- 25 نوفمبر القادم احتفاء برئيسه الفخري، الشخصية الوطنية المرموقة أحمد الشملان، وبرعاية مشكورة من مؤسسات إعلامية مرموقة في البلاد نعبر لها عن عميق امتناننا على تعاونها الكبير. ويشتمل المهرجان الذي ستتوزع فعالياته على مقر “التقدمي” بمدينة عيسى وقاعة الشيخ عيسى بن سلمان بنادي الخريجين على أنشطة متنوعة من ندوات فكرية وأدبية تشارك فيها شخصيات سياسية وإعلامية وثقافية معروفة، وأمسية شعرية يلقي فيها بعض أبرز شعراء البحرين ومثقفيها نصوصاً شعرية من دواوين أحمد الشملان، وحفل موسيقي وغنائي يحييه عدد من أبرز الفنانين والموسيقيين البحرين، ويفتتح المهرجان بمعرض فني تشكيلي لعدد من الفنانين التشكيليين البحرينيين الذين سيعرضون لوحاتهم المستوحاة من سيرة احمد الشملان وحياته الحافلة بالمحطات النضالية والإنسانية. يعكف على التحضير لهذا المهرجان فريق نشط من أعضاء المنبر التقدمي وأصدقائه برئاسة المايسترو خليفة زيمان من أجل أن تكون فعاليات المهرجان على المستوى الذي يليق بشخص احمد الشملان وبدوره المحوري في تاريخ الحركة الوطنية البحرينية المعاصرة باتجاهاتها المختلفة، ومن أجل أن يكون هذا المهرجان تظاهرة للثقافة الديمقراطية في البحرين. تعدد وتنوع فعاليات هذا المهرجان نابعة من تعدد وتنوع اهتمامات احمد الشملان نفسه، فشخصيته الثرية ستضفي ثراءها على الحدث، فقد عرف الشملان بانشغالاته بالسياسة والفكر والقانون والفلسفة والأدب والشعر، وتظهر هذه المساهمات في كتاباته ونتاجاته الشعرية والأدبية التي لا يمكن فصلها، في حال من الأحوال، عن موقفه النضالي الذي طبع حياته منذ صباه حتى اليوم. ومن روائع الصدف أن يتزامن موعد هذا المهرجان مع صدور العمل الموسوعي الكبير الذي عكفت زوجة الشملان ورفيقة دربه الأستاذة فوزية مطر، الكاتبة والتربوية والناشطة النسوية المعروفة، على جمع مادته وكتابتها خلال أربع سنوات من العمل الدؤوب والمثابر، وهو الكتاب الذي تتلهف أعين محبي الشملان والمهتمين بتاريخ الحركة الوطنية البحرينية لمطالعته، وحتى قبل أن نطلع على الكتاب نحن على ثقة من أن صدوره سيقدم إضافة مهمة في التعريف بتاريخ حركتنا الوطنية وليس سيرة أحمد الشملان وحده، لأن الكتابة عن أحمد الشملان مستحيلة دون الكتابة عن تاريخ هذه الحركة. مهرجان”التقدمي” عن أحمد الشملان عمل كبير في الاحتفاء برمز من رموز تاريخنا الذين كانت لهم مساهمتهم الكبيرة في صناعة وتشكيل صورة البحرين الحديثة التي هي منجز جماعي لكل من ناضلوا وعملوا من مواقعهم المختلفة في تكوينها. ثمة أمر مهم آخر في هذا السياق هو أننا، بهذا المهرجان، نريد إبراز وإحياء الدور العظيم الذي لعبه التيار الوطني – الديمقراطي، وأحمد الشملان أحد قادته الكبار كما هو الحال مع الراحل الخالد أحمد الذوادي والمناضل عبد الرحمن النعيمي منّ الله عليه بالشفاء، وغيرهم الكثيرون لإظهار كيف شق هؤلاء الرجال وجميع رفاقهم على مدار عقود درب الحرية والمستقبل الذي عليه سارت أجيال وقدمت تضحيات جسيمة. هذه المسيرة المجيدة يجب أن تظل حاضرة ليس من باب الرغبة في الاحتفاء بها، وهي جديرة بهذا الاحتفاء على كل حال، وإنما للبرهنة أيضاً على أن مستقبل البحرين في أفق الحداثة والتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية يمر تحديداً عبر الطريق الذي عليه سار الشملان ورفاقه وما يزالون.
 
صحيفة الايام
20 اكتوبر 2009