ملف ‘’نهاية الأسبوع’’ لهذا اليوم يحمل أكثر من وجه، بعضه طريّ، طازج ذو دلالة، وبعضه تتداخل فيه الأزمنة، ربما ذكرى، أو مناسبة كادت تنسى فننبش فيها، ليس بهدف اجترار الماضي، وإنما محاولة لإيقاظ الذاكرة وتنشيطها من جديد، ثم نسأل مع المتسائلين بفضول صحافي ‘’ماذا كان وكيف كان، ولماذا كان، وما الذي أنتجته الأوضاع الآن وفق تطورها الطبيعي ‘’والمقلوب’’، ولماذا لم تكن غير ذلك؟’’.
الأمر ليس تعقيداً للأمور، وليس مبالغاً في الأسئلة، لكن التغييرات لا تأتي دائماً على خط مستقيم، بل متعرج في حركة انتقالية ربما تتجه نحو الأفضل أو تنغمس صوب تجزئة المجزأ لتطور أو تخلف المجتمعات، والتطور كما يقول المفكر اللبناني مهدي عامل في كتابه ‘’أزمة الحضارة أم أزمة البرجوازية العربية’’ بمعناه اللفظي الدقيق هو ‘’حركة الانتقال من طور إلى طور’’. (ص12).
في هذا الملف نتعرض إلى تدشين المملكة العربية السعودية أول جامعة مختلطة للعلوم والتقنية كلفتها أكثر من مليار ونصف المليار دولار، وهو إنجاز علمي أكاديمي ومجتمعي كبير يعتبر نقلة نوعية تحديثية وإصلاحية تتجه وبلا شك صوب كسر الحواجز التي ظلت إلى وقت قريب تحت مجهر رجال الدين المحافظين الذين يضعون الحواجز بين الرجال والنساء، على الرغم من أنه ‘’ليس هناك حواجز في العلم’’، وفق وزير النفط السعودي ورئيس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية علي النعيمي.
كما نتناول في هذا الملف إلى جانب مواضيع أخرى، ذكرى انطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية السابعة والعشرين التي صادفت في السادس عشر من سبتمبر/أيلول الجاري، وتساءلنا عن كيف كانت البدايات وتنوعها، ولماذا اختفت بينما ظلت ذكراها كما البكاء على الأطلال والهتاف لها ولشهدائها وأسراها وجنودها المجهولين الذين ربطوا شعار ‘’التحرير بالتغيير’’ الذي رافق نشاط الجبهة منذ بيانها الأوّل، وقدموا التضحيات على مذبح الكفاح الوطني ضد العدو الصهيوني.
الوقت 25 سبتمبر 2009