قبل عام تقريبا، اي في حوالي شهر أغسطس 2008 يقرر مجلس إدارة طيران الخليج شراء 16 طائرة من طراز بوينغ 787. وفي الشهر التالي أي شهر سبتمبر 2008 يتوجه رئيس مجلس إدارة الشركة على رأس وفد إلى شركة بوينغ، وهناك يقرر الوفد فجأة زيادة الطلبية بمقدار 8 طائرات ليصبح مجموع الطائرات المطلوبة 24 طائرة، بقيمة بلغت 4 مليار دولار وفق ما اعلنه مسؤول الاتصالات في الشركة عدنان مالك عن اجمالي قيمة الصفقة(؟)
وقبل ذلك بحوالي شهرين وتحديدا في الثامن والعشرين من شهر مايو 2008 وقعت طيران الخليج طلبا لشراء 35 طائرة ايرباص منها 20 طائرة من طراز A300- 330 و15 طائرة من طراز A320 بقيمة اجمالية بلغت خمسة مليارات دولار وبمواعيد تسليم تصل إلى خمس سنوات.
صفقة الايرباص وقعها الرئيس التنفيذي السابق لطيران الخليج بيورن ناف وصفقة البوينغ وقعها الرئيس التنفيذي (أيضا السابق) طلال الزين (قبل أن يتم تدويره ليصبح رئيس شركة ممتلكات البحرين التي تحتكم وتتحكم في اصول كافة الشركات الحكومية والأخرى التي تحوز فيها الحكومة حصص ملكية متفاوتة وعددها 32 شركة بما فيها طيران الخليج).
أيضا ورغم الأزمة المالية العالمية أعلن طلال الزين في حفل تدشين أول طائراتها من طراز بوينغ 777 الذي اقامته الشركة يوم الثاني والعشرين من مارس الماضي، ان الشركة ستعزز اسطولها على الرغم من الازمة التي تضرب قطاع الطيران بثلاث عشرة طائرة اضافية من الآن وحتى نهاية العام الجاري، عن طريق استئجار 4 طائرات بوينغ 777 (تسلمت واحدة منها يوم الأحد 22 مارس 2009)، واربع طائرات ايرباص 330 وطائرة ايرباص 320، اضافة إلى شراء اربع طائرات من طراز لم يحدد بعد بقيمة تتراوح بين 350 إلى 400 مليون دولار.
لكن فجأة تشعر الشركة بوطئ خطورة تخبطها فتطلب الاستغاثة من سامر المجالي الذي قاد الملكية الأردنية إلى الربحية فتوظفه رئيسا تنفيذيا جديدا للشركة لانقاذ ما يمكن انقاذه من عبث رئيس وأعضاء مجلس إدارتها والفهلويون من مستشاريها.
فيقرر سامر المجالي، على ما اتضح له، ضرورة اعادة النظر في التفاوض على طلبيات طائرات بوينغ وايرباص والغاء خطوط رحلات ضعيفة الأداء والاستغناء عن وظائف في اطار عملية “اعادة هيكلة” (المصطلح الرأسمالي المستخدم في جعل العمالة كبش الفداء الأول في خيبتهم الادارية)!
بل وتم طرح خيار التفكير في الاندماج مع شركات طيران أخرى.
نعم إلى هذا الحد وصل الوضع المالي الافلاسي للشركة..
فهنيئا للبحرينيين بهذه “الماسة” الثمينة (طيران الخليج) التي يمكن أن تكون “درة” برنامج الاصلاح الاقتصادي العتيد!