­

المنشور

قانون «البندول»

في حوار نشر على موقع ‘الحوار المتمدن’ في العام 2007 مع فولفجانج جيركه، المتحدث باسم حزب اليسار الألماني سألوه عن ‘منافع ومضار’ مشاركة الأحزاب السياسية في الحكم مع اليمين؟ فقال جيركه: ‘في ايطاليا يتحدث اليسار عن ‘قانون البندول’ ويقصدون أن مشاركة اليسار في الحكم تأتي لليسار بخسائر وتوسع المجال أمام اليمين. هذا حدث معنا أيضا، ولكن لا يجوز الرفض العام للمشاركة في الحكم. بل ينبغي ان تصاغ شروط المشاركة بشكل صحيح. لا يجوز على سبيل المثال أن يقبل اليسار المشارك في الحكم أن تشن الحكومة حروبا، أو أن تسلب الحكومة حقوق الشعب.
قبول المشاركة في الحكم يجب أن يقترن بالاستعداد لتركها. وهذا صعب بالفعل ولكن قد يصبح ضروريا. طبعا الاستئثار والسلطة يعرقلان هذا. من الضروري أن تبسط القواعد رقابة على سياسات الحزب وشرط القبول بالمشاركة يجب أن يوضع في مكانة عالية’.
حين نتأمل مثل هذه التعابير بعد الانهيارات المدوية لاشتراكيات دول كثيرة بعد انهيار سور برلين والاتحاد السوفيتي، يبدو أن هناك لا زالت فرص موجودة أمامها وأطروحة ‘نهاية التاريخ’ التي راجت في التسعينات لم تعد صحيحة، أي أن الاشتراكية ‘لا زالت قابلة للحياة’، والدليل أيضاً توجه أميركا اللاتينية إلى اليسار، أو يسار الوسط، وكذا الحال في أوروبا اليوم، والأهم حال مصير البشرية وسط تردي الحياة الاجتماعية في أرجاء العالم الذي يبحث عن بديل للجشع الرأسمالي.
في هذا الملف ‘نهاية الأسبوع’، نتناول بشيء من الإسهاب، عددا من القضايا إلى جانب موضوع الانتخابات الألمانية العامة التي ستجري في السابع والعشرين من الشهر الجاري، وبروز حزب اليسار الألماني الذي تأسس منذ عامين، وتحديداً في أيار عام ,2007 حيث اقتحم الحياة السياسية بقوة غير مسبوقة على مستوى الانتخابات المحلية التي جرت في 30 أغسطس الماضي، وحقق فيها نتائج لائقة، وتزايدت شعبيته في استفتاءات الرأي في الآونة الأخيرة.
 
صحيفة الوقت
18 سبتمبر 2009