­

المنشور

الطلبة… صوت بلا صوت

يشعر المواطن كما هو الطالب في جامعة البحرين بكثير من الإحباطات والهموم التي تبدو واضحة في كثرة الردود والاتصالات التي ترد إلى الصحافة منذ نشرها لقضية الطالبة «نور حسين»… هذه القضية التي تحولت إلى رأي عام، ولاسيما مع شريحة الشباب التي تمثل جزءا كبيرا من كثافتنا السكانية.
ومجلس الطلبة الذي أشرنا إليه بالأمس يبدو أنه مسلوب الإرادة، لا صوت له، وقد أشار قارئ معلقا «كوني أحد منتسبي جامعة البحرين وأعرف كل صغيرة وكبيرة بحكم الفترة الطويلة التي عملت فيها في الجامعة، أستطيع أن أجزم بأن تشكيل مجلس طلبة جامعة البحرين ما هو إلا ديكور فقط لاستكمال بقية ديكورات الجامعة الجامدة التي لا تنطق، وإن نطقت نقد طقت كفرا، مجلس الطلبة لا حول له ولا قوة، ضعيف في تركيبته بل ضعيف في كل شيء، وإذا كنتم تعولون على هذا المجلس لإحداث شيء إيجابي للطالبة نور فإنكم بلا شك تحلمون لأنه أضعف من بيت العنكبوت حاله كحال بعض العمداء وبعض مدراء الدوائر الإدارية».
وأضاف «ناهيك عن أن الجمعيات والأندية الطلابية في جامعة البحرين في أغلبها محتكرة لجماعات مسايرة لإدارة الجامعة، وإدارة الجمعيات الموالية تقوم بإقصاء الطلبة المخالفين لها انتماء وفكرا على مرأى ومسمع من إدارة الجامعة بل ودعم من خلف الستار لها، حتى تفجرت هذه السياسة عن إيقاف عضوية أكثر من 220 طالب وطالبه من كلية تقنية المعلومات لأجل أن تبقى الجمعية محتكرة ومحصورة لفئة تتوارث الجمعية سنة بعد سنة. ماذا فعلت الجامعة في قضية جمعية احتكار جمعية تقنية المعلومات؟ الجواب عاقبة كل من أراد التصحيح».
إن مثل هذه الردود توضح أن الدعوات التي أطلقت لإخماد «نور» لم تلقَ صدى بقدر ما حققته هذه القضية وإبعادها من إجماع جماهيري بأنها قضية تحمل أبعادا غير مطمئنة، تحذر أي طالب وأي شاب من قول رأيه في أي شيء كحال بعض المسئولين الذين لا يتحملون أي نقد ولا يعترفون بتقصيرهم في قضايا كثيرة حاولت طرحها الصحافة أكثر من مرة.
إن ثقافة سماع الطرف الآخر للأسف مازالت غير معروفة داخل مجتمعنا بمعناها الصحيح، فلو كانت موجودة لما تعززت ثقافة عدم سماع الرأي الآخر وفكر الآخر وعقلية الآخر وحتى مظهر الآخر.
جميع ما ذكر يشير إلى أن مجتمعاتنا مازالت أسيرة الرأي الواحد والثقافة الواحدة وبالتالي فإن إلغاء ثقافة ورأي الطرف الآخر هي مسألة طبيعية لا شاذة، والشاذ هو أن تقول رأيك بصراحة، لا نقد ولا هم يحزنون.
يبدو ان بعض المسئولين من الجميع أن يغطي ويجمل كل موضوع وكل رأي وكل قضية وكل مشكلة لكي لا يتعكر صفو هذا الديكور المجمل، وحتى لا تتعثر المصالح ولا يخسر البعض مكاسبه الأنانية التي تأتي على حساب أشياء كثيرة أهمها الوطن والحرية.
 
صحيفة الوسط
17 سبتمبر 2009