يوم أمس، تم تنفيذ قرار جامعة البحرين على الناشطة الطلابية نور حسين، يأتي ذلك على الرغم من توقعنا في الصباح الباكر أن ينتصر رئيس الجامعة إبراهيم جناحي وعمداؤها وهيئاتها الأكاديمية للحرية والعدالة والإنصاف.
كانت الجامعات في الدول المتقدمة مراكز ومنابر للحرية والسياسة واختلاف الآراء، وأكثر ما كنا نعيب عليه في كلية الآداب هو ما كان يلزمنا به الأساتذة الجامعيون من تعاريف وآراء ونصوص ومحاضرات مكتوبة باعتبارها الحقيقة المطلقة التي لا جدال فيها، ولايزال بعض أعضاء هيئة التدريس في شتى الكليات مجرد نماذج سيئة لآلية التعليم المدرسي (السكولاستيكي) البليد، يقرأون المذكرات، وعلى الطلبة أن يحفظوها وينسخوها على أوراق الإجابات. قد تكون المشكلة اليوم في نور حسين التي لم تذنب ليجري عليها ما جرى من ظلم، لكنها في الحقيقة مشكلة أكبر، مشكلة تحويل الجامعة برمتها من فضاء مدرسي عسكري إلى فضاء من الحرية والتعددية والديمقراطية لا تمنع فيه الكلمة، ولا تختطف الأحلام بلجان تأديبية، ولا تمنع النقاشات الاجتماعية والسياسية والثقافية فيها، وفي (صوت الجامعة) دلالة بسيطة على ما تعاني منه الجامعة من خوف وتراجع.
صحيفة البلاد
11 سبتمبر 2009