المنشور

بين الدكتاتوريين والإرهاب.. علامة

قال دكتاتور عن نفسه ذات مرة: ‘أعرف أن تسعة من أصل عشرة يكرهونني، لكنه أضاف، وما الضير في ذلك إذا كان العاشر مسلحاً!!’… نفهم أن الدكتاتوريين يفعلون كل ما هو بشع ووحشي بحق شعوبهم، بما فيه الإبادة الجماعية، وذلك لتأمين بقائهم على رأس السلطة وديمومتها ما داموا أحياء، لكن لا نعرف على وجه الدقة، لماذا ‘الحركات الجهادية المتطرفة’ في العالم الإسلامي، وهم، ويا لسخرية الظروف، يتصدرون ‘المواجهة ضد الامبريالية’، ويدعون محاربة الطغاة والدكتاتوريين والفاشيين، باستخدام أبشع الأساليب في القتل الجماعي، بالنحر وتفجير المفخخات باسم الإسلام، حتى وصلت الأمور إلى مداها البعيد في الغيّ بمقولة يرددونها في رمضان مفادها: أن الانتحاري في هذا الشهر الكريم، ما إن يُنفذ ‘عمليته الاستشهادية’ وهو صائم، ‘يفطر مع الرسول الأعظم’ في الجنة، في إشارة إلى انتقاله مباشرة إلى الكوثر، على خلفية ‘خدمة الإسلام والمسلمين بقتل الأبرياء’؟؟.
هنا، تُطرح أسئلة مهمة لا تزال أبعد من أن تتوضح، أقلها فقهياً، وتوضيحها من فقهاء الدين الإسلامي بشقيه ‘الشيعي والسني’، منها: هل في الجنة شهر صيام تماماً كما في العالم الإسلامي على الأرض، حتى يفطر هؤلاء مع النبي (ص)، وذلك بخلاف ما يشيد البعض بالمنتحرين في العراق وباكستان وأفغانستان والسعودية … إلى آخره، ويتقزز البعض الآخر من أفعالهم؟!.
المسألة، كما يبدو عصية على الفهم، تماماً مثل السؤال: ما الذي يجعل من هؤلاء قنابل بشرية متحركة تقتل بشكل أعمى الناس في المقاهي والمطاعم ودور العبادة والأسواق الشعبية؟!، والأهم: مَنْ الذي يقنعهم ليرتكبوا هذه الأفعال المجنونة، وما هي قدراته المقتنع في الإقناع ليقتنع بأن قتل الإنسان لأخيه الإنسان حلال؟؟!.

***
تنويه:
في افتتاحية ‘نهاية الأسبوع’ الجمعة الماضية 4 سبتمبر/أيلول، نسبت إلى الأخ صادق قولاً لم يقله، أسارع بالاعتذار لهذا الالتباس الذي نبهني إليه كاتبه الأخ جعفر، وجعفر ‘أبو صادق’، يأخذ عليّ ‘أنني لا أروح دولتين هما لبنان وإيران، وكأن العالم اجتمع واختزل في هاتين الدولتين …
وأضاف جعفر، اعتقد انه يجب عليك ان تغير ترحالك هذه المرة فهنالك دولً كثيرة منها خليجية أقرب لنا من لبنان وإيران فما رأيك أن تكتب عنها ولنا أن نقترح عليك مواضيع تكتبها…’.
عذراً للأخ صادق لحشر اسمك في غير مكانه، وشكراً للأخ جعفر على تنبيهي لهذا الالتباس، ومن ثم ‘طنطنتي المشروخة بين لبنان وإيران’، وبانتظار مواضيعك المقترح الكتابة فيها، ولكن ستكتب بوجهة نظر الصحيفة، وليس بوجهة نظرك، فأنت كفيل بالكتابة فيها ونشرها في الصحف بقدر ما تستطيع.
مع كثير المودة، وصباح السحب/ لي تمطر/ كل لحظة/ وكل ساعة.
 
صحيفة الوقت
11 سبتمبر 2009