المنشور

عَلَم الوفاق

على منصة القاعة الرئيسية في المنبر التقدمي عَلمان. سيجد الرائي  انه في أقصى الطرف الأيمن من المنصة علم مملكة البحرين بلونيه الأبيض والأحمر، وفي أقصى طرفها الأيسر سيجد علماً أبيض يحمل شعار” لوغو” المنبر التقدمي الذي يمثل طيراً محلقاً باتجاه زرقة السماء، إضافة إلى اسم المنبر.
لم يخطر في أذهاننا، ولا في أذهان أي زائر لنا أن علم المنبر التقدمي الواقف في الطرف الأيسر بديلاً لعلم مملكتنا الحبيبة، ولا انه يعلوه مكانة، فالعَلم الوطني للبلاد هو رمز الوطن وعَلم الجميع بصرف النظر عن الموقف الذي يقفونه من أداء الدولة، أو هكذا يفترض.
وأذكر أثناء أنشطتنا الطلابية والشبابية يوم كنا شباباً حين نشارك في مهرجانات الشبيبة والطلبة في العالم، وكان متعذراً على بعضنا حتى العودة للبحرين في فترة قانون أمن الدولة، كنا نحرص على أن نرفع علم وطننا البحرين في مقدمة وفودنا التي تطوف الساحات أو استادات الافتتاح لهذه المهرجانات، وقد وُجد يومها من يجادلنا: كيف ترفعون علم السلطة في هذه المناسبات، وردنا كان واضحاً وقاطعاً انه عَلم البحرين، حكومة وشعباً، بما في ذلك المعارضين من أبناء هذا الشعب.
وحين تتخذ جمعية الوفاق، أو غيرها من الجمعيات السياسية، عَلماً يحمل شعارها وتضعه بجانب عَلم المملكة فذلك لا يعني أنها تهين أو تسيء للعلم الوطني، فالوطن وعَلمه للجميع، ولكن من حق جميع الأحزاب في العالم أن تكون لها أعلامها ورموزها وشعاراتها، التي تعبر عن هويتها، والتي يعتز بها أعضاء هذه الأحزاب ومناصريها، دون أن يرد في أذهانهم أنها بديلاً لأعلام أوطانهم أو أنها تعلوها مكانة.
وقلنا مراراً أننا ضد رفع أية أعلام ورموز لدول أجنبية في كافة المناشط السياسية، لما يثيره ذلك من حساسيات ومن لغط حول مسألة الولاء الوطني، لكن عَلم الوفاق أو شعارها، كما هي أعلام وشعارات الجمعيات السياسية الأخرى، ليس أعلام أو شعارات دول أجنبية. لذلك تبدو باعثة على الاستغراب هذه الحملة الإعلامية الواسعة ضد الوفاق لأنه ظهر في الصور التي تمثل زيارة سمو ولي العهد لمقر الجمعية علمها إلى جانب علم المملكة.
كان المفروض أن يجري التوقف أمام المغازي الايجابية لزيارة ولي العهد للجمعية ولمجمل زياراته للمجالس الرمضانية في التواصل مع مختلف مكونات المجتمع، وأن يشاد بما لذلك من آثار طيبة على صعيد تعزيز التواصل الذي تحتاجه البحرين الرسمية والشعبية في هذه الظروف وفي المستقبل، باعتبار ذلك هو النهج الصحيح والمطلوب، لمد جسور الثقة والتغلب على مناخات الشك والحذر التي تشيع حين تعم القطيعة.
لكن البعض اختار أن يفتعل مشكلة، ويجعل منها موضوعاً للإثارة الإعلامية التي ينشغل بها الناس، فلا يعودوا يرون البعد الآخر للموضوع، وبدلاً من أن يجري السجال مع الوفاق حول دورها السياسي أو أدائها النيابي أو البلدي، اختزل في قضية ثانوية، وفي جدال لا يصمد أمام المحاججة الجدية.
مثل هذا التوجه يطمس ما هو ايجابي ومشجع على التفاهم وربما الحوار، ويدفع بالأمور نحو مناخات التشنج وافتعال المعارك الوهمية، وإشغال الناس بالعَرضي والهامشي، فيما أمامنا تقف مهام كبرى جديرة بالمثابرة في التصدي لها. 
 
خاص بالتقدمي