المنشور

اسمه في الحصاد.. ومنجله مكسور!!

العنوان أعلاه مثل عراقي يوصم به الكسالى غير المنتجين، سواء أكانوا في المصانع والمعامل، أم في المؤسسات الخدمية، الفكرية منها والعضلية، تماماً كما الذين يعملون في حقل الزراعة… فقط تأملوا من حولكم ستجدون ما يحلو لكم من هذه النماذج.
؟؟؟
عندما يرى الرئيس علي عبدالله صالح في حكم اليمن تشبيه بـ’الرقص مع الأفاعي’، وهي عملية يمارسها الرئيس منذ 31 عاماً، لكن الثعابين هناك في تزايد وفق وكالة أنباء ‘رويترز’، يبقى السؤال: ما الذي يجعل شخصا يمارس الرقص مع ‘الثعابين’، وهي بالمناسبة مقارنة مقززة لوصف شعب يحكمه بـ’الأفاعي’ منذ ,1978 ألا يخاف ‘الرجال’ من لدغة ثعبان سامة توصلهم مباشرة إلى القبر، أم أن كرسي الحكم، أيا كان، وفي أي ظرفٍ كان ‘أفضل من سهرة مع أجمل الجميلات؟!’.
؟؟؟
في محاولة لتنشيط الذاكرة، التي باتت ظلالها ضعيفة باهتة، استذكرت أحداث ‘المفتش العام’، الرواية التمثيلية للكاتب الروسي الساخر نيكولاي غوغول، التي ينهيها بقول مختار المنطقة: على مَنْ تضحكون؟، ويجيب على سؤاله بنفسه: ‘نضحك على أنفسنا!!’.
وتتحدث الرواية التمثيلية هذه عن تسرب إشاعات إلى مختار المنطقة بأن ‘مفتشاً بعثته الحكومة يطوف في أنحاء إقليمه متنكراً ليرى كيف يقوم حكامه بالأمر والنهي بين الناس، وعلى أي وجه يؤدي موظفو الحكومة أعمالهم’.
عندما كبرت الإشاعة وانتشرت بين الناس، قام المختار بدعوة أولي الأمر في دائرته ليفاوضهم في هذا النبأ الذي أخذهم على حين غرة، وليخفي مساوئ إدارته عن المفتش، فاجتمع في بيته قاضي المحكمة، ومفتش التعليم، وطبيب المستشفى، ووكيل الصدقات، ورئيس الشرطة، الذين ارتعبوا من الخوف من هول ما أنبئوا، لأن أمرهم سينكشف لا محالة بمجيء هذا المفتش المتنكر، تماماً كما أصيب المختار بهذا الهلع، حتى انه تراءى له في حلمه: ‘فأران أسودان أشد السواد، ضخمان أقصى الضخامة!!’.
على كل حال، انتهت أحداث الرواية التمثيلية لمفتش وهمي عززته إشاعة لينصب نصاب على نصابين، ولذلك أجاب المختار على سؤاله: إذاً، نضحك على أنفسنا.
؟؟؟
ملاحظة:
أحد القراء الأعزاء واسمه صادق، علّق على افتتاحية ‘ملف نهاية الأسبوع’ الخاص بالشؤون العربية والدولية قائلاً: ‘بصراحة لا أدري لماذا؟ أول ما قرأت المقال تذكرت البيك وليد جنبلاط (طبعاً البيك في البحرين له علاقة بالجعة وليس العجة)، ما الرابط بينك وبين شخصيته؟ لست أدري!…. ما خصنا يصطفلوا هم مع بعضهم في لبنان، العراق، اليمن، الصومال، إيران، بوليفيا، كيفهم، ولكن ماذا عن العجة البحرينية!؟ خط أحمر!؟ تخاف الاقتراب منه!؟ لا يتواءم مع مصالحك الآنية!؟’.
مشكلتي أيها الأخ، ملتزم بالكتابة عن الشؤون العربية والدولية وفق المهام الصحافية الموكلة إليّ، وتجاوز هذه المهام ‘خط أحمر’، كما تفضلت، أما الكتابة في الشؤون المحلية و’عجتها، أو جعتها إن شئت’، ربما تجدها في مكان آخر على صفحات الصحيفة غير المشهد السياسي، وإن أردتني إرشادك، فهناك صفحة الرأي تحت مسمى: ‘اتجاهات’، وكذلك هناك أعمدة متفرقة خاصة بالشؤون المحلية لكتاب محترمين قد تختلف أو تتفق معهم، والأمر راجع إليك.
أيها الأخ صادق، أرجوك لا توكل إليّ مهاما إضافية لا أتقاضى عليها راتباً، فيكفيني ما فيني، سواء كنت شجاعاً أو جباناً، أراعي مصالحي الآنية، أم عندي ‘نكرات ذات’، أو ‘أطبخ عجة، أم أحتسي جعة’، فهذه أمور شخصية، وشكراً على غيرتك للكتابة عن هموم الناس الفقراء في وطني البحرين، مع بالغ التقدير.
 
صحيفة الوقت
4 سبتمبر 2009