المنشور

الجمعيات الشبابيـــة

أتذكر جيدا كيف كانت عليه الجمعيات الشبابية مع فجر المشروع الاصلاحي، فسرعان ما تشكلت وقامت ونهضت على قدميها، كان اليسار مسارعا لتشكيل ذراعه الشبابي، لخبرته التي كان يمتلكها مسبقا، ولعلمه ما يمكن ان تقوم به الأذرع الشبابية من تنمية لحزبه وتياره، سواء كانت باستقطاب شباب جدد، أو بإضفاء روح الشباب على مجمل أداء التنظيم الام. كانت كتلة نشاط تلك الجمعيات الشبابية التي سرعان ما تشكلت واستطاعت ان تستقطب العديد من هذه الشريحة المهمة والفعالة، بمختلف توجهاتهم وميولاتهم، سواء كانت الفنية أو السياسية او غيرها، كان البرنامج الصيفي مزدحماً جداً بالنسبة للجمعيات الشبابية، ندوات وورش عمل ومؤتمرات، ودعوات خارجية، وحفلات فنية، ودورات كرة قدم وغيرها من الفعاليات. يكفي ان الروح التي كانت تسود أعضاء الجمعية، تشعر انك دخلت أسرة جديدة، لا تمل ولا تكل وتغمرك السعادة عند ملاقاتهم. اليوم التنظيمات الشبابية ربما اصابتها عين الحسد، فالبعض لا تسمع عنه إلا في سفر يلبي دعوات التنظيمات الخارجية، وكأن الجمعية فقط أسست للسفر والمتعة، والبعض الاخر مشغول في الرحلات، والاخر مشغول بخلافات بين أعضائه، أدت الى انشقاقات وظهور جمعيات جديدة، كانت آخرها جمعية حوار التي عمل على تأسيسها صديقاي العزيزان سيد عدنان جلال وراشد الغائب، والحق يقال انهما استطاعا خلال فترة قصيرة ان تكون جمعيتهم من الجمعيات الشبابية اللامعة، وهذا دليل على خبرتهم وكفاءتهم في العمل الشبابي. هناك طاقات كبيرة عند الشباب لا ينبغي ان نشغلها بخلافات، المطلوب هو ان نمد يد المساعدة حتى تعود الجمعيات الشبابية الى سابق عهدها.
 
صحيفة الايام
11 اغسطس 2009